أكد الخبير التسويقي الدكتور مقبل بن جديع في حديث على الحجم الكبير من الأضرار الذي ستتعرض له الدوريات الأوروبية والمحلية في حال إلغاء الدوري لما تبقى من هذا العام مقترحا أن يتم استكمال ما تبقى من جولات الدوري هذا الموسم في الطائف والمنطقة الشمالية في منتصف شهر أغسطس لمناسبة الأجواء تفاديا لإلغاء الموسم الحالي، وقال: “لم ولن تسلم الرياضة من الآثار السلبية لكورونا، حيث توقفت جميع المنافسات الرياضية حول العالم وأصيبت بشلل تام، وهذا خلّف وسيخلف كثيراً من الخسائر المالية التي عانت وستعاني منها الأندية والروابط والاتحادات الرياضية خصوصاً في حال تم إلغاء بطولات هذا الموسم، فعلى صعيد البطولات الأوربية الكبرى وحسب تحليل KPMG فإن الدوري الإنجليزي الممتاز سيتصدر الخسائر التسويقية برقم يتوقع أن يكون مابين 1150 – 1250 مليون يورو، يأتي بعد الدوري الإسباني الذي متوقع أن تتراوح خسائره مابين 800 – 950 مليون يورو، فيما الدوري الألماني متوقع أن تتراوح خسائره مابين 650 – 750 مليون يورو، ومتوقع أيضاً أن تتراوح خسائر الدوري الإيطالي مابين 550 – 650 مليون يورو، وأخيراً الدوري الفرنسي الذي يتوقع أن تكون خسائره مابين 300 – 400 مليون يورو، أما على الصعيد المحلي فمن المتوقع أن تصل الخسائر المباشرة للدوري السعودي في حال تم إلغاؤه أكثر من 100 مليون ريال.
وستكون عائدات يوم المباراة هي أبرز الإيرادات التي ستتأثر بشكل سلبي ومباشر، ولعل إيراد تذاكر المباريات سيكون الأكثر تأثراً لاسيما وأنه سيتعين على الأندية أن تعويض المشجعين عن التذاكر الموسمية التي اشتروها في بداية الموسم؛ وفيما يتعلق بدخل بث المباريات فإنه يعتمد في بعض الدول على عدد المباريات التي سيتم بثها مباشرة، وقد تطالب بعض القنوات باستعادة أموال المباريات التي لن تبث في حال تم إلغاء المباريات والموسم الرياضي بشكل عام، لأنهم سيضطرون إلى رد أموال المشتركين، واسترداد جزء من تلك الإيرادات سيضع عبئًا كبيرًا على التدفقات النقدية للأندية. وبدأنا فعلياً نشاهد بوادر أزمة حيث أحجمت بعض القنوات عن سداد بعض الدفعات بسبب توقف الدوريات وهذا أغضب الاتحادات التي باعت الحقوق، أما العقود التجارية وعقود الرعاية فحدث ولا حرج حيث إن الشركات لن تقبل بسداد كامل العقد في حال ألغي الدوري وهذا سيجعل الأندية في مأزق حيث إنها رسمت ميزانياتها وأتمت بعض تعاقداتها بناءً على المبالغ التي ستردهم من الرعاة والمعلنين، لكن ماذا لو تم الإلغاء؟! بالتأكيد أن السيناريو سيختلف وسيكون هناك أزمة”.
وأضاف: “الحل من وجهة نظري يكمن في خيارين؛ الأول استكمال ما تبقى من منافسات هذا الموسم في منتصف شهر مايو (في حال انتهاء الأزمة) لينتهي الموسم في منتصف أغسطس، وإذا كان الجو لا يسمح فمن الممكن أن تلعب المباريات مجمعة في أبها والطائف والمنطقة الشمالية لمناسبة أجوائها، ويتم تأخير بداية الموسم الجديد إلى مطلع شهر أكتوبر، والخيار الثاني يكون بإنهاء الموسم الرياضي الآن واستكماله في أواخر أغسطس حيث تلعب الـ8 جولات المتبقية بنظامها العادي مع استكمال مسابقة كأس الملك، وتنتهي منافسات هذا الموسم بنهاية شهر نوفمبر، ويتم بعدها التوقف بين الموسمين لمدة شهر ديسمبر لتبدأ بعدها منافسات الموسم الجديد بدءا من يناير لينتهي بنهاية شهر يونيو 2021 ورغم أنه سيكون موسما مضغوطا إلا أنه حل استثنائي، وبالنسبة لموضوع المرتبات والعقود فإن الفيفا في طور فرض آلية على جميع الاتحادات وسيلتزم بها جميع اللاعبين”.