أوضح أستاذ علم النفس الرياضي المساعد بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام، الدكتور عبدالعزيز السلمان أن الجاهزية النفسية للاعبين أمر مهم جداً وذلك لإعداد لما تبقى من الموسم الرياضي الحالي فهي تسير جنبا إلى جنب مع الإعداد البدني والخططي والمهاري.
وقال: “التوقف العادي للراحة في نهاية الموسم والعودة من جديد يتطلب إعدادا نفسيا جديدا على الرغم أن الظروف عادية وطبيعية، فما بالك إذا كان التوقف إجباريا وأيضاً به حظر في المنزل فهذا مؤثر جدا على نفسية اللاعبين الممارسين للمنافسات الرياضية وبخاصة من هم على مستوى المحترفين حيث يتطلب منهم قوة في الأداء وتركيز ذهني ونفسي عال، لذا وجب على إدارات الأندية كما أنها تحافظ على الحالة البدنية للاعب لابد أن تضع برنامجاً يرفع من الحالة المعنوية والنفسية للاعبين وإيجاد الحلول التي تجعل اللاعب في حالة شبه طبيعية”.
وأضاف: “فمن تلك الحلول مثلا الترفيه داخل المنزل مع العائلة، كذلك مشاهدة مباريات خاصة للنادي ذات لحظات مفرحة كالفوز ببطولة الدوري أو مشاهدة لقطات إبداعية للاعب نفسه مع فريقه والمنتخب فهذه الأوقات تكون ذكرى جميلة تجعل اللاعب في حالة تذكر للحظات النجاح والرغبة بتكرارها، كما أن القراءة وزيادة مخزون المعلومات أيضآ أمر إيجابي، والأهم هو التواصل بين اللاعب والنادي وزملائه اللاعبين عن طريق التواصل التلفوني أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والبعد عن القلق والتوتر والتفكير السلبي في الأحداث من حولنا، هذه الأمور من شأنها الحفاظ على الصحة النفسية للاعبين في هذه الفترة”.
وتابع: “أما من الناحية البدنية فلاشك أن التوقف عن التدريبات البدنية عالية الشدة في النادي سيكون له أثر كبير جدا على انخفاظ اللياقة للاعب حيث أثبتت الدراسات أن التوقف التام لمدة أسبوع إلى 10 أيام يؤدي إلى انخفاض معدل للياقة إلى 30 % تقريباً وهذا بالطبع أمر سلبي جدا عندما يعود اللاعب فإنه يحتاج لإعداد بدني كامل من الصفر، لأن هنالك تناسب طردي بين الحالة البدنية للاعب وفترة الراحة، فكلما زادت فترة الراحة كلما زادت فترة الإعداد البدني، كما أن تدريبات اللاعبين في منازلهم لا تستطيع رفع المعدل اللياقي مهما كان حمل التدريب، لأن هدفها هو إبطاء فقد اللياقة الناجمة عن توقف ممارسة التدريبات وخوض المباريات فهذه البرامج المنزلية تخفف من تدهور المخزون اللياقي فقط، لذلك وجب وضع برنامج خاص للاعبين في المنزل والاهتمام بتطبيق، وأهم النقاط للحفاظ على معدل لياقي مناسب وهو تجنب الانقطاع عن ممارسة الرياضة بالتدريب اليومي لمدة ساعة إلى ساعتين على الأقل وذلك باستخدام الأجهزة في النشاط البدني بكثافة متوسطة أو عالية لمقاومة ضعف اللياقة الذي ينجم عن الراحة والشعور بها في المنزل، كما أن للراحة نصيبا إيجابيا في موضوع الحفاظ على المخزون اللياقي وأهم سبل الراحة هو النوم الكافي ليلاً وفي وقت طبيعي وعدم السهر لأن مناعة الجسم تنشط نهارًا وتقل تدريجيًّا في الليل؛ فالنوم الطبيعي عامل مهم لحماية الجسم وتقوية مناعته، كما أن الاعتناء بنوع الطعام وكميته أمر مهم لتفادي زيادة الوزن وبخاصة اذا ماكان اللاعب يمتلك نمط جسم قابل للزيادة وان حصل وزاد وزن اللاعب هذا يعني برنامج لياقي مضاعف، ولتجنب هذا الأمر يجب أن يحافظ اللاعب على التوازن الغذائي والإكثار من الفواكه والخضار والبعد عن السكريات بأنواعها وتعويضها بالأكل الطبيعي من أجل عدم الوقوع في مصيدة زيادة الوزن، كما أن قضاء اللاعب لوقت مناسب بين الدراجة وجهاز السير لتقوية القلب والجهاز التنفسي (تدريبات الكارديو) والقيام بتدريبات لتقوية العضلات إضافة لتدريبات خاصة بالكرة وتمارين المرونة والتوازن هذه التمارين من شأنها الحفاظ على معدل اللياقة لدى اللاعب”. واختتم: “هذه البرامج النفسية والبدنية تعتمد وبشكل كلي على اللاعب نفسه وتطبيقه لها وهنا تمكن الصعوبة لدى اللاعب السعودي الذي يعتمد كلياً في تطبيق هذه البرامج على الجهاز الفني بالنادي سواء البرنامج اللياقي أو النفسي فاللاعب السعودي وإن كان محترفاً لم يتعلم ولا يجيد إعداد نفسه بنفسه لذا فهي فرصة لجميع اللاعبين بأن يدخل مرحلة جديدة من مراحل الاحتراف وهي الإعداد الذاتي أو ما يسمى بـ(self training) للاعتماد على نفسه ليكون لديه استعداد شخصي لزيادة الجرعات النفسية والبدنية عن الحاجة تحديدا عندما يضطر اللاعب للاعتماد على التدريبات المنزلية التي هي تساعد فقط على عدم تدهور وفقد المخزون اللياقي فقط من جراء الانخفاض بسبب توقف التدريبات والمباريات”.