أكد المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ د. سعد بن ناصر الشثري، أن المملكة كانت سببا في كثير من النعم على الناس في دينهم وتعليمهم ومساكنهم وفي مآكلهم ومشاربهم، داعيا إلى شكر من له فضل وإحسان، ومن أمثلة ذلك هذه الدولة التي نعيش فيها دولة التوحيد والإسلام دولة تقوم على الحرمين الشريفين، وتقوم على ضيوف رب العزة والجلال من الحجيج والمعتمرين، نتقرب إلى الله جل وعلا بشكر هذه النعم وكذلك شكر من كان سببا فيها.

جاء ذلك في محاضرة له بعنوان: «مواقف دعوية وتربوية في جائحة كورونا»، ضمن البرنامج الدعوي والإرشادي الذي يرعاه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ د. عبداللطيف آل الشيخ وينفذه فرع المنطقة الشرقية.

وقال: في هذه الأيام تنتاب العالم أجمع أخبار هذه الجائحة جائحة كورونا التي تتعلق بفيروس صغير يقدر الله جل وعلا دخوله للأبدان، يتكاثر ثم ينتشر بسرعة شديدة، ويصيب أعدادا كثيرة، وحينئذ نتدارس الأمور الدعوية التربوية التي ينبغي بنا أن نؤصلها وأن نؤكدها في نفوسنا، فإنما صلاح أحوال الناس بصلاح قلوبهم كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله».

وأضاف د. الشتري: نذكر التذكير المؤكد، بما ننطلق به دائما ألا وهو التوحيد، وبالتالي نعلم خطأ تلك المناهج التي تقدم أعمالاً أخرى، منهم من يقدم الأخلاق ومنهم من يقدم الدعوة، ومنهم من يقدم الحكم ومنهم من يقدم غير ذلك، فنقول مقتضى النصوص تقديم التوحيد، والنبي صلى الله عليه وسلم لبث سنوات عديدات في مكة لم يكن من شأنه إلا التوحيد.

وتحدث عن استشعار قدرة رب العزة والجلال فهو القادر على كل شيء، القادر الذي لا يعجزه شيء، فانظر كيف ارتج العالم أجمع بسبب فيروس لا يشاهد بالمكبرات، واختلفت أحوال الناس بسببه، وانظر إلى حالك كيف اختلف برنامجك اليومي بسبب هذا القدر الذي قدره الله جل وعلا وبالتالي نستشعر قدرة الله علينا وهكذا نستشعر غناه كما قال تعالى: «يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد».

وأكد د. الشثري أن عبادة التوكل لا تعني ترك الأسباب فالأسباب مطلوبة، كما قال تعالى: «خذوا حذركم»، وأن من التقرب إلى الله جل وعلا اتخاذ الإجراءات الاحترازية التي تقي من الأمراض فان ذلك من القربات، والشريعة قال تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة».