أثرت جائحة كورونا على سوق التمور في المملكة حيث شهد الإقبال على الشراء تراجعاً قدّره عدد من تجار الجملة بحوالي 60 % قياساً بنفس الفترة من العام الماضي ما أدى إلى تراجع الأسعار بنسبة بلغت 40 % عما كانت عليه، وأكد التجار بأن المستهلك فضّل التركيز على المواد الغذائية المختلفة وأهمل التمور وأن حركة بيع التمور عبر طرق التوصيل لم تحظَ بالنجاح الذي شهدته سلع أخرى، إضافة إلى أن توقف العمرة وتوقف كثير من الموائد الرمضانية الخيرية للمساجد وغيرها غيّب شريحة كبيرة من المشترين، وأضافوا بأن حركة التصدير تضررت هي الأخرى جراء هذا الوضع غير المعتاد لتتراجع بنسبة بلغت 70 % قياساً بنفس الفترة من العام الماضي، وبلغ سعر كرتون السكري المعبأ بأسواق جملة التمور بمدينة جدة يوم أمس 40 ريالاً مقارنة بـ85 ريالاً في العام الماضي في حين بلغ سعر كرتون الخلاص 40 ريالاً مقارنة بـ80 ريالاً العام الماضي. وقال تاجر جملة التمور عبدالله باوزير، لـ”الرياض” إن التراجع الكبير والذي يقدر بنسبة 60 % تراجعاً بالمبيعات ونسبة 40 % تراجعاً في الأسعار إضافة إلى تراجع حركة التصدير بنسبة تصل 70 % قياساً بنفس الفترة من العام الماضي الذي تشهده أسواق التمور خلال موسمها السنوي هذا العام جاء لعدد من الأسباب التي أفرزتها جائحة كورونا فقد فضل المستهلك التركيز على المواد والسلع الغذائية وأهمل التمور كما أن حركة البيع عبر التوصيل لم تفد أسواق التمور التي أغلق كثير منها نتيجة للإجراءات الاحترازية المطبقة حالياً وانعكاسها على معدل الطلب، ويضاف لذلك فقدان السوق لشريحة مهمة وهي الإعاشات المقدمة للمعتمرين وللموائد الرمضانية التي قد لا تظهر في شهر رمضان هذا العام، وأيضاً تراجع حركة التصدير التي تنشط خلال هذه الفترة من العام إلى العديد من الدول المجاورة كدول الخليج والدول العربية حيث تقلص التصدير بنسبة 70 %. وأشار عبدالله باوزير، إلى أن وفرة المخزون والمعروض أرغمت المنتجين وكبار تجار الجملة على تخفيض الأسعار وبمطابقة أسعار أكثر الأصناف مبيعاً لوجدنا أن سعر كرتون السكري المعبأ يباع حاليا بـ40 ريالاً في حين كان سعره يبلغ 85 ريالاً وسعر كرتون الخلاص الحساوي أيضاً بـ40 ريالاً مقارنة بـ80 ريالاً خلال نفس الفترة من العام الماضي، ومع أننا بدأنا نرصد حركة إقبال خفيفة بدأت من نهاية الأسبوع الماضي تزامناً مع اقتراب شهر رمضان المبارك إلا أننا لا نتوقع خلال هذا العام موسماً يقارب المواسم خلال الأعوام السابقة.
بدوره قال تاجر الجملة أحمد المحمود، إن التراجع الكبير في أسعار التمور هذا العام جاء نتيجة لوفرة المحصول ولتداعيات جائحة كورونا حيث زاد العرض بشكل كبير عن معدل الطلب في الأسواق المحلية كما أن ظروف كثير من الدول المجاورة حدت من حجم حركة التصدير التي كانت تنشط خلال شهري رجب وشعبان من كل عام ولكننا نأمل في أن يشهد السوق يعض التحسن في ظل بدء بعض المبادرات الخاصة بإفطار الصائمين حيث تعد التمور أهم مكونات مائدة الإفطار للصائم.
وتؤكد التقارير الحديثة الصادرة عن وزارة البيئة والمياه والزراعة أن إجمالي إنتاج التمور في المملكة بلغ في العام 2019، 1539 ألف طن، وبنسبة اكتفاء قُدِّرت بـ125 %، كما تشير إحصائية صادرة عن المركز الوطني للنخيل والتمور، إلى ارتفاع قيمة صادرات التمور السعودية بنسبة 14.6 % عام 2019 محققة نحو 865 مليون ريال، وذلك مقارنة بالفترة نفسها من العام (2018)، حيث حققت الصادرات قيمة 755 مليون ريال.