عملية اختيار اللاعب المحترف الأجنبي للفرق المشاركة بدوري لمحترفين لا شك أنها تخضع لمقاييس معينة ومحدودة وفق إمكانات كل ناد واحتياجه للعناصر التي يرى تدعيمها بعنصر أجنبي لتكون أقوى، لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف يتم اختيار هذا اللاعب؟ وهل يكون للإدارة تدخل مباشر في ذلك الاختيار؟ والمدربون هل يقبلون بمشاركة الإدارة في الاختيار؟ كما أن الوسطاء هل لهم تأثير في جلب المحترف الأجنبي؟ وفي النهاية من يتحمل إخفاق اللاعب الأجنبي مع الفرق؟ كل هذه التساؤلات أجاب عليها مدربون لهم خبرة واسعة بالملاعب السعودية.
- مهمة مشتركة
ذكر في البداية المدرب التونسي زهير اللواتي مدرب فريق المجزل بالمجمعة أن اختيار اللاعب يجب أن يكون حسب الاحتياجات الفنية للفريق، وبمعنى أوضح حسب المراكز التي يجب تدعيمها في صفوف الفريق، فلا بد النظر للخانات التي تحتاج تقويتها بلاعب أجنبي يكون أفضل من الموجود بالفريق، وقبل الحديث عن من يقيم ومن يختار، لا بد من النظر للعامل المادي للاعب والإمكانات المادية للنادي لأن اللاعب المميز سعره من الطبيعي يكون عال جدًا، وهنا تجد الكثير من الأندية تجد نفسها مورطة في لاعب دون المتوسط نظرًا لسعره، وهذا نجده خاصة في دوري الأولى، وهنا في الملاعب السعودية يتميز اللاعب المحلي على الأجنبي في الكثير من الأندية، والعامل المادي سبب رئيس في ذلك.
وأضاف، «وحول اختيار اللاعب، فأتصور أن مشاركة الإدارة سويًا مع المدرب يكون أصلح وخاصة في صورة وجود فني في صلب الإدارة هو الأفضل والأنسب، أما الوسطاء فهذا هو عملهم وبالتأكيد يسعون لتسويق اللاعبين الذين يديرون أعمالهم، ولهم أكثر دراية في اللاعبين ومعرفة تامة باللاعب، وأتصور إدراج خطة مستشار فني في كل فريق يكون الأقرب للتشاور مع المدرب في اختيار اللاعبين يكون مناسبًا، بيد عليه أن يسافر لمتابعة بعض اللاعبين أو الوكلاء هو الأنسب للبعد عن كل الالتباسات، في حين نجاح اللاعب أو فشله فهو مربوط أولًا بالظروف المتوفرة للاعب، أيضا اندماج اللاعب في المجموعة، ومن الضروري توظيف اللاعب فنيًا حسب إمكاناته، ومن الجانب النفسي فلا بد العمل على احتواء اللاعب في ثقافة البلد الذي يعيش فيه، وتهيئته نفسيًا، ويبقى أيضا اللاعب مسؤول على تقديم الإضافة المطلوبة للفريق».
- متابعة دقيقة
وأكد المدرب الوطني فهد العشوان أن اختيار اللاعب الأجنبي يتم عن طريق حاجة الفريق في مركز يحتاجه المدرب، بعد مشاهدته للفريق ومعرفته للنواقص والتي تحتاج للتدعيم بعناصر أجنبية، وعليه يتم متابعة اللاعبين الأجانب عن طريق الفيديو أو مشاهدة مباريات للاعب أو عن طريق البرامج الإحصائية التي تقدم كافة المعلومات عن اللاعب وعلى ذلك يتم الاختيار، ومن ناحية الإدارة فهي من أدوات النجاح أيضا لذا الاختيار إذا تم باتفاق الأطراف بمن في الإدارة ممن لديهم المعرفة الفنية فلا يمنع، وكمدرب أقبل مشاركة الإدارة في الاختيار، وذلك قبل بداية كل موسم، فلا بد مشاركة الجميع في اختيار اللاعبين، لكن يبقى القرار النهائي للمدرب، فهو في النهاية المختص بالأمور الفنية للفريق، أما الوسطاء فلهم تأثير مباشر في اختيار المحترف الأجنبي، حيث قبل كل موسم تنهمر عليك اتصالات الوسطاء على جميع الأندية، فالكل يعرض اللاعبين الذين يديرون أعمالهم، لكن لا بد الحذر أثناء التعامل وعمل بحث دقيق عن كل لاعب، وأنا كمدرب أفضل البحث عن اللاعب الأجنبي بطريقتي الخاصة من حيث تجميع الفيديو أو متابعة المباريات المنقولة وعمل إحصائيات دقيقة عنه حتى يتم الاستفادة منه بالشكل المطلوب.
ورأى العشوان أن إخفاق اللاعب الأجنبي يتحمله الجميع بالفرق، لأن نجاح اللاعب أو عدمه مرتبط وفق عوامل نجاح لا بد تتوفر منها البيئة والأمور النفسية والمادية».
- المادة الفاصل
وأشار المدرب الوطني طارق العبيه إلى أنه لا تكون هناك لجنة لاختيار اللاعب الأجنبي في كل نادي، بيد يفضل أن تتكون هذه اللجنة من فنيين بالنادي، عليها أن تحدد احتياج الفريق للعناصر الأجنبية التي ستضيف له قوة ويكون ذا فائدة، عليه يتم تحديد اللاعب والإمكانات التي يمتلكها، ولا نغفل هنا الميزانية المرصودة من قبل النادي، فهي أمر مهم، فمتى توفرت المادة فإن النادي يستطيع جلب الأفضل، إن قلت المادة سيجلب الأقل مستوى.
وأشار إلى أنه ينبغي على النادي تكوين لجنة فنية، عليها التشاور معها بطريق مباشر ووضع خط معها من أجل هذا الشأن، وعلى هذه اللجنة طرح اللاعبين على المدرب للبعد عن الدخول في السمسرة، في الوقت نفسه لا بد من تحديد الاحتياج ثم يطرح على اللجنة المختصة، وبعد ما يتم اختيار اللاعبين من قبلها يتم طرحها على المدرب وهو من يحدد اللاعب الذي يرغب في ضمه، كاشفًا أن الوسطاء لهم تأثير مباشر في جلب المحترف الأجنبي، لأنه هذا عملهم ويقومون بطرح اللاعبين على الأندية، ولا ننسى أنهم يختصرون الطريق على الأندية بتقديم وتجهيز مقاطع فيديو لنجومهم وإحصائيات حديثة دقيقة، مبينًا أن من أحضر اللاعب للنادي هو من يتحمل إخفاقه، لكن من الممكن هناك أسباب أخرى تتسبب في نجاحه ومنها عدم التأقلم مع طريقة المدرب ونمط الحياة في نفس المكان والراحة النفسية.
- دقة وصبر
وأكد المدرب الوطني ماجد البلوي «أنه في بداية الأمر لا بد من تحديد مراكز الاحتياج بالفريق حسب طريقة وأسلوب اللعب التي ينتهجها المدرب، ولا بد أن يكون اللاعب بمستوى عال ومنضبط ولائق طبيًا، وحقيقة جميع هذه الأمور تحتاج إلى صبر وعدم استعجال في الاختيار، وعلى إدارة النادي توضيح الأمور المالية المتوفرة وقدرتها في هذا الجانب للجهاز الفني، حيث يتم الاجتماع وتوضيح كافة الإمكانات المادية، التي على ضوئها يتم البحث والتفاوض مع اللاعبين، وبلا شك رئيس النادي سيكون متفهم جدًا ويثق باختيار المدرب ولن يتدخل أبدًا في عمل المدرب ما عدا الأمور الإدارية التي تتطلب تواجد الإدارة منها إجراء المفاوضات وعند توقيع العقود، كما أني كمدرب لا أقبل مشاركة الإدارة في الاختيار، لكن سأضعهم على إطلاع دائم وأنا من يقرر في النهاية».
وعن الوسطاء وتأثيرهم في جلب المحترف الأجنبي، قال: «تعاملت مع وسيطين سعوديين همهما هو دعم المدرب الوطني وهدفهما المساهمة بنجاحه بعيدا عن المادة وكان لهما دور كبير في إقناع المحترفين، ومن ناحية من يتحمل إخفاق اللاعب الأجنبي، فإن نجاحه وإخفاقه تتحكم فيه عدة عوامل، منها توفيق الله سبحانه وتعالى، والانضباط والانسجام مع المجموعة والتكيف مع الأجواء والبعد عن الإصابات، ولنا شواهد عدة في هذا الجانب مثل تجربة البرازيلي كاكا مع ريال مدريد والسويدي إبراهيموفيتش مع برشلونة، أما إذا توفرت الأجواء المناسبة يتحمل المدرب النسبة الأعلى حالة إخفاقه.
*تجربة ميدانية
وأكد المدرب الوطني ناجي الحمدان أن «اختيار اللاعب الأجنبي يجب يكون حسب مواصفات خاصة جدًا ووفق إمكانات النادي المادية، في الوقت نفسه على النادي أيضا توفير الأجواء المناسبة للاعب لتهيئته نفسيًا خاصة إذا كان لأول مرة يحضر للمنطقة، فالعامل النفسي مهم جدًا لكي يقدم ما في جعبته ويفيد الفريق، وبالطبع إن الاختيار يكون في المقام الأول حسب حاجة الفريق والنواقص على أن يكون أفضل مستوى من اللاعب المحلي وبكثير، والمدرب يكون المسؤول في الاختيار حيث يقدم خطته للإدارة وحاجته وهي بدورها تبحث عن اللاعب حسب طلبه، وفي النهاية عليه أن يشاهده كنوع من التجربة الميدانية خاصة إذا كان غير معروف، أما إذا كان معروفًا فلا يحتاج لهذه التجربة، كما أن الإدارة عمل كل ما بوسعها بأن يكون اللاعب ممن لهم كفاءة داخل الميدان وأن توفر مبلغ اللاعب من مقدم عقد ومرتب شهري ومحفزات، فكل هذه الأمور عامل مساعد بأن يقدم الأفضل، أما إذا إمكانات النادي محدودة فإن التعاقدات ستكون غير مناسبة ولعل اللاعب المحلي أفضل من الأجنبي، لذا منح المحلي الفرصة هو الأفضل والأنسب، في حين الوسطاء لا بد منهم لأنهم سيقدمون عروضهم ويسهلون الطرق للتعاقدات، لكن على النادي اختيار الأنسب من اللاعبين وألا ينخدعوا مع الوسطاء، والمدرب في النهاية سيكون اللاعب تحت مسؤوليته لأنه وافق على ضمن هذا وذاك، لذا عليه الموافقة على اللاعب الذي يفيد الفريق وعدم الاستعجال، أيضا الإدارة عليها مسؤولية في الأمر، لأنها شريكة في كل شيء».