أعربت منظمة “مراسلون بلا حدود” عن قلقها بشأن مصير 12 صحافيًا إيرانيًا ومواطناً صحافياً يعيشون حاليًا في تركيا، وحذرت من الاعتداءات عليهم بالإشارة إلى سجل النظام الإيراني في “اختطاف وقتل لاجئين إيرانيين”.
إلى ذلك، دعت المنظمة في بيان السبت الحكومة التركية ومفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين إلى العمل معاً من أجل “ضمان الأمن” لمجموعة الصحافيين و”تسهيل إقامتهم في بلد آمن”.
وتعتبر دائرة الهجرة التركية في الوقت الحاضر مسؤولة عن معالجة حالات اللجوء في البلاد، لكن “مراسلون بلا حدود ” تقول إن أداء الدائرة تأخر بشكل خطير و”كان له تأثير سلبي على وضع طالبي اللجوء”.
تهديدات من طهران
وقال الصحافي والمدون والكاتب الساخر، شراغيم زند، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى”مراسلون بلا حدود”: “لطالما هددني النظام الإيراني في تركيا”.
وكان زند الذي تعرض للتهديد بالاعتقال في إيران قد هرب إلى تركيا في عام 2014 وقدم طلبًا للجوء، بينما استمر في العمل مع وسائل الإعلام المختلفة مثل إيران “واير” و”راديو فردا”، وكثيراً ما ينشر أعماله على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول إن بعد “العيش في ظل الخوف” للسنوات الخمس والنصف الماضية، ازدادت أخيراً تهديدات النظام الإيراني ضده، وأضاف: “لقد هددوني بالعثور علي وقتلني”، مما أدى إلى “خوفه المتزايد” من مغادرة منزله.
ووفقًا لتقرير مراسلون بلا حدود، ازداد خوف وقلق اللاجئين الإيرانيين في تركيا منذ بداية انتشار وباء كوفيد 19.
وقال علي رضا روشان، وهو شاعر وكاتب وصحافي من موقع “مجذوبان نور” فر إلى تركيا مع زوجته وابنه في مارس 2018 ، إن الوباء جعل مستقبله أكثر غموضا، خاصة أن خدمات الهجرة أوقفت التأمين كما لم يعد هناك للجوء إلى بلد ثالث عن طريق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي هي الطريق الرئيسي لطالبي اللجوء الإيرانيين في تركيا للعثور على ملاذ آمن وبدء حياة جديدة.
وقد سلط تقرير مراسلون بلا حدود الضوء أيضًا على حالة صحافيين إيرانيين آخرين، منهم آراش شعاع شرق، الذي فر من إيران بعد الحكم عليه “بنشر أخبار كاذبة” و”النشر دون إذن”، والذي اعتقلته السلطات التركية خارج منزله في فان بشرق تركيا ، في 5 فبراير 2018 وسلمته إلى إيران.
“الصندوق الأسود”
كما تطرقت “مراسلون بلا حدود” إلى قضية مقتل، مسعود مولوي، المحرر المثير للجدل لموقع “الصندوق الأسود” وتطبيقه الشهير بنفس الاسم عبر تلغرام، والذي عمل لدى الحرس الثوري الإيراني قبل فراره من إيران.
وكان مولوي يقوم بنشر وثائق حول الفساد داخل النخبة العسكرية، ومن بين عائلة المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بما في ذلك نجله مجتبى، حتى اغتياله بالرصاص في أحد شوارع إسطنبول في نوفمبر 2019، وذلك بعد عام من وصوله إلى تركيا.
وفي تقرير حصري نقلت “رويترز” عن اثنين من كبار المسؤولين الأتراك قولهم إن ضابط المخابرات الإيراني المتمركز في القنصلية الإيرانية في تركيا هو من دبر عملية الاغتيال.
وفي الوقت نفسه، أعلنت واشنطن أيضًا أن وزارة الاستخبارات الايرانية متورطة بشكل مباشر في قتل مولوي.
وتحتل إيران المرتبة 173 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2020 الصادر عن “مراسلون بلا حدود”، بينما تحتل تركيا المرتبة 154، وهي أيضًا من بين الدول غير الآمنة للصحافيين.