من يصدق أن اللاعب المغربي عبد الزاق حمدالله أيقونة النصر وهداف كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين في الموسم الماضي برقم تاريخي 34 هدفا، والهداف الأول للنسخة الحالية التي توقفت عند المحطة 22 قد قال له الطبيب المعالج في أبريل 2018 “لن تعلب كرة القدم مرة أخرى في حياتك”.
تلك العبارة المحبطة جدا تلقاها الجلاد وهو يعاين إصابته الخطيرة بكسر في أسفل القدم عندما كان لاعبا للريان القطري اضطر معها للغياب لفترة ليست بالقصيرة عن معشوقته كرة القدم، لكن حمدالله الذي لا يعرف روح الانكسار ولا لليأس مكان لديه رفض الاستسلام لعبارة الطبيب وقرر جعلها هدفاً لتحدٍ كبير يتغلب به على الإصابة ومراحلها، ومن ثم تصبح بعد ذلك ذكرى عابرة لا قيمة لها عندما يعود ليمارس هوايته في التألق والتسجيل، وهو تماما ما فعل عندما جاءته الفرصة لقيادة خط هجوم العالمي بعد صفقة استراتيجية أحضرها الرئيس السابق للنصر سعود آل سويلم قبل إغلاق نافذة الميركاتو الصيفي 2018 بقليل.
يروي حمدالله في عدة تغريدات عبر حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أنه بعد مباراة النصر والباطن في الموسم الماضي التي توج على إثرها النصر بطلا للدوري الاستثنائي بفضل ثنائيته لم يستطع إيقاف دموعه بعد هذا المنجز وقال: “حبيت أشارك معكم هذه الصورة المؤثرة التي كانت بعد فوزنا بأقوى وأغلى دوري سعودي في التاريخ وبعد فوزي بهداف الدوري التاريخي وأفضل لاعب في الدوري الحمد لله، لكن تلك الدموع لم تكن فرحة بهذه الإنجازات فقط فالحمدلله فزت بالعديد من الإنجازات من قبل تلك الدموع خرجت من تلقاء نفسها وتذكرت قبل أقل من سنة كنت مصابا إصابة بليغة جدا التي من خلالها قرر الطبيب المشرف علي في ذلك الحين أن يقول لي إنني لن ألعب كرة القدم مرة أخرى في حياتي… نعم قالها هكذا، لن تعلب كرة القدم مرة أخرى في حياتك”.
وأضاف: “لكن تلك الكلمات لم تحبطني ولم تجعلني أستسلم أبدا من كلامه… بالعكس تماما أخذت تلك الكلمات ووضعتها أمامي كتحفيز لي وكتحدٍ لي من أجل الوصول لما أريد ومن أجل أن أبين للطبيب أنك مخطئ وأنت لا تعرف عزيمتي وإرادتي، ولا أخفيكم كان تحديا صعبا جدا جدا جدا ولله الحمد قد وفقني الله أن فزت بالتحدي وفزت بالكثير والكثير من الإنجازات، واضعا كلام الطبيب من الماضي وساعيا إلى المستقبل مع تحديات أخرى… وأنا حكيت لكم هذه القصة القصيرة من قصصي الكثيرة في عالم كرة القدم من أجل أن تكون لكم حافزا على أنك تقاتل من أجل حلمك كيف ما كان”.
وختم حديثه: “لا تجعل أي أحد يُحبط عزيمتك وإرادتك فلن يستطيع أي أحد فعل ذلك دمتم بخير وجعلنا الله من أهل الجنة”.