أعلنت شركة أرامكو السعودية عن تحقيق أرباح بقيمة 62,5 مليار ريال للربع الأول من 2020 مقارنة بأرباح قدرها 83.23 مليار ريال تم تحقيقها خلال نفس الفترة من العام 2019، بنسبة انخفاض تبلغ 24 %. وحققت الشركة بهذه النتائج انتصارات عديدة بينما العالم يخوض حرباً مدمرة في معترك أزمة كورونا، متفوقة على كبرى شركات الطاقة في العالم التي سجلت غالبيتها خسائر فادحة لنفس الفترة مع إغلاق وتعطل عديد من خطوط إنتاجها ومبيعاتها، في حين حققت أرامكو نتائج مالية استثنائية بفضل قدرتها على إدارة مركزها المالي وهيكل أعمالها المنخفض التكلفة.
فيما كانت جميع منتجات أرامكو مباعة من إمدادات النفط الخام والغاز الطبيعي والمنتجات البترولية والكيميائية ووقود التجزئة وزيوت الأساس التي حققت جميعا أداء مثالياً بالرغم من إغلاقات أزمة كورونا، محققة مبيعات جيدة بلغت قيمتها 225,6 مليار ريال رغم تراجعها عن 269.3 مليار ريال المحققة في الربع المماثل 2019 بنسبة – 16.238، الذي عزته الشركة بشكل رئيس لانخفاض أسعار النفط الخام، وكذلك انخفاض هوامش أرباح التكرير والمواد الكيميائية وخسائر إعادة تقييم المخزون، ويقابل ذلك جزئيًا انخفاض في ريع الإنتاج، نتج بشكل رئيس عن تراجع أسعار النفط الخام، إلى جانب الانخفاض في معدلات ريع النفط الخام من 20 % إلى 15 %، بالإضافة إلى ارتفاع الإيرادات المتعلقة بدخل سعر التكافؤ لمنتجات الغاز.
قوة مركز الشركة المالي
وأعرب رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، م. أمين بن حسن الناصر، عن ارتياحه لنتائج الربع الأول من 2020 التي أكدت قوة مركز الشركة المالي وقدراتها التشغيلية رغم بيئة الاقتصاد الكلّي الصعبة وانخفاض الطلب على الطاقة إثر جائحة كورونا وقال “لقد حققت الشركة أرباحًا وتدفقات نقدية حرّة قويين، رغم ضعف الطلب على الطاقة وانخفاض أسعار النفط. وفي الوقت نفسه، تظل الشركة ملتزمة بسلامة موظفيها مع استمرارها في تنفيذ استراتيجيتها طويلة المدى والرامية إلى خلق القيمة لجميع مساهميها”. ونوه الناصر بقدرة أرامكو وسعيها إلى التكيّف مع بيئة عملٍ بالغة التعقيد وسريعة التغيّر نتيجة تداعيات الجائحة غير المسبوقة في التاريخ، حيث أظهرت الشركة قدرة على مواجهة الدورات الاقتصادية، وأثبتت تميّز مكانتها بالنظر إلى متانة مركزها المالي، وهيكل أعمالها المنخفض التكلفة. ملفتاً إلى تتمتع أرامكو بمرونة كبيرة تتيح لها ضبط نفقاتها، معززة بخبراتها في إدارة الأعمال خلال الأزمات، وستتمكن الشركة بفضل قوة وفعالية أدائها من الوفاء بالتزاماتها تجاه مساهميها.
تحسين خطة الإنفاق الرأسمالي
وكشف الناصر عن مبادرات أرامكو لتحسين خطة إنفاقها الرأسمالي لعام 2020 الذي بدأته في الربع الأول مع العمل في الوقت نفسه على تحديد الفرص التي تساعدها على تعزيز مستويات إنتاجيتها التشغيلية على الوجه الأمثل. إلا أن الناصر توقع أن تؤثر جائحة كورونا على الطلب العالمي على الطاقة وأسعار النفط في الأشهر المتبقية من العام، ما سينعكس بدوره على إيرادات الشركة، مؤكدًا أن الشركة تواصل جهودها لتعزيز مكانة أعمالها خلال تلك الفترة عن طريق تقليل إنفاقها الرأسمالي وتبنِّي التدابير الرامية إلى رفع مستوى التميّز التشغيلي الأمثل. وعلى المدى البعيد، تظل الشركة واثقة من تنامي الطلب على الطاقة مع تعافي الاقتصادات العالمية.
وحققت الشركة نتائج مالية قوية بمحافظتها على صافي دخل قوي بلغ 62.5 مليار ريال في الربع الأول رغم انخفاض أسعار النفط الخام، وانخفاض هوامش أرباح التكرير والكيميائيات، وخسائر إعادة تقییم المخزون. كما حققت الشركة تدفقات نقدية من أنشطة التشغيل قدرها 84.1 مليار ريال مقارنة مع 92.0 مليار ريال لفترة العام الماضي. وقد قوبل انخفاض أسعار النفط الخام وهوامش أرباح التكرير والكيميائيات بتغيرات إيجابية بشكلٍ جزئيٍ في رأس المال العامل.
تدفقات نقدية حرة قوية
كما حققت الشركة تدفقات نقدية حرة قوية بلغت 56.3 مليار ريال في الربع الأول، مقارنة مع 65.1 مليار ريال في الفترة ذاتها من العام الماضي. كما حافظت الشركة على قوة مركزها المالي، وانخفضت نسبة المديونية من -0.2 % في 31 ديسمبر 2019 إلى -4.9 % في 31 مارس 2020. وبلغ إجمالي توزيعات الأرباح 50.2 مليار ريال عن الربع الرابع من 2019 تم دفعها خلال الربع الأول من 2020. وتبلغ توزيعات الأرباح 70.32 مليار ريال عن الربع الأول من 2020 سيتم دفعها في الربع الثاني من هذا العام. وتعتبر توزيعات الأرباح المدفوعة هذه الأعلى بين جميع الشركات المدرجة في العالم. وبالرغم من شدة تداعيات الأزمة على النفط إلا أن حجم النفقات الرأسمالية بلغ 27.7 مليار ريال في الربع الأول، مقارنة مع 26.9 مليار ريال في الفترة ذاتها من 2019. وفي ضوء ظروف السوق والتقلّبات الأخيرة في أسعار السلع الأساس، تتوقع الشركة أن يبلغ حجم النفقات الرأسمالية لعام 2020 ما بين 93.75 مليار ريال و112.50 مليار ريال . ولا يزال تقدير النفقات الرأسمالية للشركة خلال العام 2021 وما بعده قيد المراجعة.
منجزات التشغيل
في جانب منجزات التشغيل وفي ظل الظروف الصعبة التي تشهدها السوق، حافظت أرامكو السعودية على مكانتها الرائدة في مجال إنتاج النفط والغاز. وقد استأنفت الشركة أعمالها في عمليات الخفجي المشتركة، عن طريق شركة أرامكو لأعمال الخليج المحدودة التابعة والمملوكة لها بالكامل، وتمارس شركة أرامكو لأعمال الخليج المحدودة أعمالها في المنطقة البحرية المقسومة الواقعة بين المملكة والكويت، وتبلغ حصة ملكيتها 50 % في عمليات الخفجي المشتركة. من جهتها، وقّعت شركة أرامكو للتجارة اتفاقية لمناولة كامل حصة شركة أرامكو لأعمال الخليج المحدودة في إنتاج النفط الخام عقب استئناف عمليات الخفجي المشتركة، كما نجحت الشركة في أعمال التنقيب من استكشاف حقلين جديدين للنفط والغاز في الربع الأول من 2020، كما أنهت في يناير الأعمال الميكانيكية في المرفق الجديد لاستخلاص الإيثان بالتبريد الشديد في معمل الغاز في العثمانية. ويزاول المرفق أعمال المعالجة بنسبة 70 % حالياً من طاقة المعالجة المصممة له عند 1,4 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم وسيبلغ المرفق طاقته التشغيلية الكاملة عند استلام كميات إضافية من اللقيم من مشروع زيادة إنتاج الغاز في حرض الذي يتوقع أن يكتمل تنفيذه في 2012. كما نجحت الشركة برفع إنتاج قطاع التكرير من 4.9 ملايين برميل في اليوم في الربع الأول من 2019 إلى 6,4 ملايين برميل في اليوم للربع الماضي.
رفع طاقة المعالجة
لمعمل الغاز في الفاضلي
كما نجحت الشركة ورغم الجانحة برفع طاقة المعالجة لمعمل الغاز في الفاضلي من 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم بنهاية العام 2019، إلى 2.0 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم خلال الربع الأول من العام 2020. ويجري العمل في المعمل كما هو مخطط له، ومن المتوقع أن يبلغ كامل طاقته عند مستوى 2.5 مليار قدم مكعبة قياسية خلال هذا العام. وبالرغم من التحديات الكبيرة التي فرضتها أوضاع السوق، واصل قطاع التكرير والمعالجة والتسويق مواكبة استراتيجيته طويلة الأجل على تحقيق القيمة عبر سلسلة القيمة الهيدروكربونية من خلال تعزيز تكاملها الاستراتيجي وتنويع أعمالها. إلا أن أكبر النجاحات التي تفخر أرامكو بتحقيقها في معترك الأزمة اتخاذها التدابير اللازمة لضمان استمرارية أعمالها التشغيلية في جميع مواقعها، مثل تشكيل فرق عمل متخصصة لمنع حدوث أيّ توقّف أو تعطّل في سلسلة الإمداد والتوريد، والتحقق من سلامة وصحة المقاولين وفرق العمل، كما تواصل الشركة تسخير أنظمتها الداخلية في إدارة الأزمات العالمية حتى تواصل تلبية احتياجات عملائها من الطاقة، وبادرت الشركة بتقديم المساعدات الإنسانية إلى الجهات الأكثر تضررًا والأشد احتياجًا إليها، وبادرت بدعم قطاع الرعاية الصحية في المملكة بمبلغ 200 مليون ريال لتوفير أجهزة التنفس الصناعي، وأجهزة تنقية الهواء، وأدوات الوقاية الشخصية للعاملين في القطاع الصحي والمرضى، كما قدمت الشركة المساندة للمجتمعات من خلال مكاتبها العالمية في الولايات المتحدة الأميركية، وقارتي أوروبا وآسيا.