يتواصل العمل في مشروع “الرياض الخضراء”، والذي أطلقه خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله في شهر مارس من العام الماضي، برغم ظروف أزمة كورونا، التي أثرت على شتى مناشط الحياة في جميع دول المعمورة.
وكان هذا المشروع الكبير، واحدا من ضمن أربعة مشروعات كبرى في الرياض بـ86 مليار ريال، وهي ستعد بعد إنجازها نقلة نوعية تاريخية غير مسبوقة للعاصمة، ويجري العمل في الوقت الراهن على مختلف الطرق السريعة للرياض، حيث تجرى عليها العديد من التعديلات لتوفير مساحات ملائمة لزراعة الأشجار وفق طرق حديثة ستركز على استخدام تقنييات ترشد الماء، وفي الوقت نفسه توفر مناظر خضراء تسر الناظرين، وتلائم طبيعة وطقس العاصمة القريب للمناخ الصحراوي.
وكان مقرر للمشروع زراعة أكثر من 7.5 ملايين شجرة في كل أنحاء المدينة، ومنها تشجير 3330 حديقة، و43 متنزهًا، و1100 كيلو متر من الأحزمة الخضراء، و272 كيلو مترًا من الأودية، و16400 كيلو متر من الطرق، فضلاً عن آلاف المساجد، والمدارس، والجامعات، والمنشآت الحكومية، وسيستخدم 72 نوعًا مختارًا من الأشجار المحلية الملائمة لبيئة الأجواء في المنطقة الوسطى من المملكة.
وبالنسبة للماء الذي سوف يخدم المشروع “الرياض الخضراء” فسوف يكون من خلال إنشاء شبكة جديدة للمياه المعالجة، حيث ستسهم في رفع معدل استغلالها إلى واحد مليون متر مكعب يوميًا، وبالتالي سيكون المشروع الأكبر من نوعه في المنطقة.
مشروع “الرياض الخضراء” يحظى باهتمام ورعاية ملكية، وتوجيه مباشر من لدن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، وذلك لكونه واحدا من أهم المشاريع الحضارية التي ستغير وجه العاصمة، ويجعلها مقصدًا لجميع دول العالم كعاصمة قرار دولي لها سمعة وحضور بين مصاف كبريات عواصم الدول الكبرى، كما يحرص سموه على أن يكون للرياض صورة جديدة تلائم توجهات وأهداف ومخرجات رؤية المملكة 2030.
وسيسهم هذا المشروع العالمي في رفع مساحة المسطحات الخضراء في العاصمة إلى 545 كيلو مترًا مربعًا، ويزيد نصيب الفرد منها إلى 28 مترًا مربعًا. وينظر أهالي العاصمة وكل زائر لها أن يكون للعاصمة خلال الأعوام القليلة المقبلة وجه حضاري متطور يضاف إلى ما تضمه من معالم ومزارات، ستجعلها على قائمة المدن الثفافية والسياحية والترفيهية والاقتصادية، كما ستكون مسرحًا للعديد من الأحداث والمهرجانات ذات الصبغة العالمية.