هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسحب تمويل منظمة الصحة العالمية بشكل دائم إذا لم تلتزم بـإجراء “تحسينات جوهرية كبيرة” في غضون 30 يوماً حسبما جاء في رسالة إلى مدير عام منظمة الصحة العالمية شاركها ترمب عبر تويتر يوم الاثنين.
وفي الرسالة المكونة من أربع صفحات الموجهة إلى مدير عام المنظمة، تيدروس أدهانوم، حدد ترمب ما وصفه بـ”أخطاء متكررة” من جانب المنظمة.
وقال ترمب إن منظمة الصحة العالمية تشارك المسؤولية عن العدد الكبير للوفيات في أزمة وباء كورونا.
وأضاف ترمب إنه سيجعل التجميد المؤقت للتمويل أمراً دائماً، وقد ينظر أيضاً في عضوية الولايات المتحدة بالمنظمة في نهاية مهلة الـ30 يوماً إذا لم ير أي تحسن.
وقال إن المناقشات مع المنظمة حول كيفية إصلاح منظمة الصحة العالمية قد بدأت بالفعل. “لكن هناك حاجة للعمل بسرعة. ليس لدينا وقت لنضيعه”.
وخلص ترمب إلى أنه “لا يمكنني السماح بأن تستمر أموال دافعي الضرائب الأميركيين في تمويل منظمة لا تخدم، في حالتها الحالية، مصالح أميركا بشكل واضح”.
واتهم ترمب مراراً منظمة الصحة العالمية بالفشل في استجابتها لوباء كورونا.
وأعربت مسؤولة روسية رفيعة المستوى عقب تغريدة ترمب عن دعم بلادها لمنظمة الصحة العالمية والصين.
وقالت فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، في مقابلة مع وكالة “إنترفاكس” الروسية نشرتها أمس الثلاثاء، إن “روسيا تعارض مثل هذه التحقيقات الملفقة والاتهامات التي لا أساس لها. نحن ضدها بشكل قاطع”.
وشددت ماتفيينكو، التي وصفت منظمة الصحة العالمية بأنها واحدة من أهم الهيئات التابعة للأمم المتحدة، على أن الوقت ليس ملائماً بالتأكيد الآن “لبدء محاكمة استعراضية”، بينما يكافح العالم ضد فيروس كورونا.
وأضافت ماتفيينكو: “بالتأكيد ليس هناك سبب اليوم لإجراء محاكمة استعراضية أو نوع من التحقيق لتدمير هذا الشيء المفيد (منظمة الصحة العالمية) الذي تطوره البشرية منذ عقود”.
وفي نفس السياق أعلنت المفوضية الأوروبية دعمها لمنظمة الصحة العالمية بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقطع تمويل بلاده نهائياً للمنظمة.
ورداً على سؤال حول تصريحات ترمب الأخيرة بشأن منظمة الصحة، قالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية فيرجيني باتو في مؤتمر صحافي “هذا وقت إظهار التضامن بدلاً من توجيه أصابع الاتهام أو تقويض التعاون متعدد الأطراف”.
في سياق منفصل كشف دونالد ترمب أنّه يتناول منذ حوالى عشرة أيام، على سبيل الوقاية، عقار هيدروكسي كلوروكين المضادّ للملاريا، متجاهلاً توصيات السلطات الصحية الأميركية بشأنه.
وأكّد ترمب للصحافيين في البيت الأبيض “أتناوله منذ حوالي أسبوع ونصف.. أتناول حبّة يومياً”، مثيراً ردود فعل قوية في الأوساط العلمية والسياسية.
وكانت السلطات الصحيّة الأميركية والكندية حذّرت في نهاية أبريل من خطورة استخدام هيدروكسي كلوروكين للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ أو علاج المصابين بهذا الفيروس، إذا لم يكن استخدام هذا العقار يتمّ في إطار تجارب سريرية تخضع للمراقبة.
وحذرت خصوصاً من “مخاطر التعرض لاضطرابات في ضربات القلب”، بسبب تناوله. من جانبه استأنف رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين كافة مهامه بعد ثلاثة أسابيع من نقله إلى المستشفى إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، وفق مرسوم صادر عن الكرملين الثلاثاء.
وينهي المرسوم الذي وقّعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهام رئيس الحكومة بالإنابة أندري بيلووسوف الذي كُلّف في 30 أبريل ليحلّ محل ميشوستين، ويأمر الأخير باستئناف مهامه المعتادة. ولم يذكر الكرملين ما إذا كان رئيس الوزراء أنهى مرحلة تعافيه وغادر المستشفى.
وظهر رئيس الوزراء الذي لم ينقل إلى قسم الإنعاش أبداً، على شاشات التلفزيون في بعض الأحيان أثناء عمله رغم وجوده في المستشفى.
وخلال آخر اتصال معه عبر الفيديو الاثنين، أعلن أن روسيا “نجحت في وقف تمدد الوباء”، لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن الوضع “معقد”.
وبحسب الأرقام الرسمية، فقد سُجلت 9263 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجدّ خلال يوم الثلاثاء، ما يرفع عدد الإصابات الإجمالي إلى 300 ألف في روسيا.
وتعتبر السلطات أن الوضع مستقرّ إذ إن البلاد سجّلت الثلاثاء أقلّ من 10 آلاف إصابة جديدة لليوم الرابع على التوالي.
وسجّلت روسيا أيضاً 115 وفاة جديدة، ما يرفع حصيلة الوفيات الإجمالية إلى 2837.
وتحل الأسواق الناشئة محل البلدان المتقدمة كمركز لتفشي وباء كورونا، لتصبح بؤر يتجنبها المستثمرون في الشهور القادمة.
وأصبح لدى روسيا بالفعل ثاني أكبر عدد من حالات الإصابة بكورونا في العالم، مع تسجيل نحو تسعة آلاف حالة جديدة يومياً. وتخطت البرازيل المملكة المتحدة في ترتيب الدول الأكثر تضرراً. وسجلت تركيا وإيران والهند حتى الآن معظم الحالات خارج الولايات المتحدة وأوروبا.
ولكن وكالة “بلومبرج” للأنباء أشارت في تقرير الثلاثاء إلى أن المشكلة ليست فقط في الترتيب الذي وصلت إليه هذه الدول، ولكن في كيفية الوصول إليه.
وذكرت الوكالة أن البرازيل لم تضع استراتيجية شاملة لمكافحة الفيروس بسبب اللامبالاة السياسية في البداية والتضارب في النهج من جانب القادة المحليين.
وبالكاد تعافت تركيا من أول ركود اقتصادي لها خلال عشر سنوات، ليضربها فيروس كورونا المستجدّ بقوة. فأصبح الاقتصاد على وشك الانهيار مجدداً وخيارات الرئيس رجب طيب أردوغان محدودة.
تحيطه بطالة على نطاق واسع، وانهيار القطاع السياحي وعملة غير مستقرة.
وفيما كانت أنقرة تعوّل على معدّل نمو يبلغ 5 % لعام 2020، يتوقّع صندوق النقد الدولي حالياً انكماشاً للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5 % وبطالة بنسبة 17,2 %.
وبلغت الليرة التركية أدنى مستوى لها في التاريخ، فقد سجلت 7,24 مقابل الدولار الواحد وهذا الأمر يزيد الدين الساحق بالعملات الأجنبية الذي يُثقل كاهل القطاع الخاص.
ومن أجل تجنّب توقف النشاط الاقتصادي، اختار أردوغان أثناء تفشي الوباء تدابير محددة الأهداف، مثل فرض عزل فقط في عطلة نهاية كل أسبوع.
ومقابل الأرقام الاقتصادية القاتمة التي تسجّلها تركيا، يتوقع خبراء أنه لن يكون لديها خيار سوى طلب مساعدة صندوق النقد الدولي.
ولجأت أنقرة إلى هذا الصندوق 19 مرة في تاريخها. لكن بالنسبة لأردوغان المدافع عن السيادة الوطنية، سيشكل ذلك إذلالاً.