قال مصدر في شركة التكرير اليابانية، إن أرامكو السعودية أبلغت مصفاة يابانية واحدة على الأقل أنها ستخفض مخصصات الخام التي ستُحمّل في يونيو بنسبة 20 % إلى 40 %. وقال “لقد قمنا بتخفيضات في الدرجات، مع تخفيضات أكبر في الدرجات الأثقل”، مضيفاً أن الشركة قلقة قليلاً من احتمال زيادة الطلب المحلي بعد رفع حالة الطوارئ في اليابان جزئيًا يوم الخميس في 39 محافظة من أصل 47 محافظة، مع مراجعة متابعة مخطط لها في 21 مايو ربما لرفع تدابير إضافية لطوكيو وأوساكا وست ولايات أخرى، قبل حتى 31 مايو انتهاء.
ومن المرجح أن ترى اليابان في يونيو ما يقرب من 13 مليون برميل من الفائض من الخام على الطلب المحلي وسط انخفاض استهلاك النفط بسبب الجائحة، مما يضغط على المصافي لتأخير بعض إمداداتها بعد يونيو. ويمكن أن يصل فائض الخام الياباني إلى حوالي 440.000 برميل يوميًا في يونيو، استنادًا إلى وارداتها قبل عام، حتى لو كانت المصافي المحلية تأخذ كميات أقل من المعروض على المدى الشهري من مزيج من قطع العرض والتسامح التعاقدي، بالإضافة إلى تقليل المشتريات الفورية بسبب تراجع الطلب المحلي على النفط، وفقًا لحسابات بلاتس.
تستند الحسابات إلى افتراض أن المصافي اليابانية ستخفض إمداداتها من بعض مورديها الرئيسين في الشرق الأوسط بنسبة 5 % -15 % بالإضافة إلى تقليص مشتريات الخام الفورية لشهر يونيو. وجاءت تخفيضات أرامكو لليابان بعد أن قالت المملكة إنها ستخفض طواعية مليون برميل إضافي من إنتاجها من النفط الخام في يونيو، بما يتجاوز حصتها وفقًا لاتفاقية أوبك+، لتحتفظ بأدنى مستوى من الإنتاج عند 7.492 مليون برميل في اليوم بخفض إجمالي بقدرة 4.8 مليون برميل يومياً عن مستوى إنتاجها في أبريل.
وبموجب اتفاقية تخزين النفط السعودي في اليابان تستأجر أرامكو السعودية ما سعته 8,180 مليون برميل من الطاقة النفطية الخام في اوكيناوا لأغراض تجارية مقابل إعطاء اليابان الأولوية للإمداد في حاله الطوارئ. وبالنسبة لليابان، فان تخزين النفط محلياً من مورديها الاستراتيجيين مثل المملكة أصبح أكثر أهمية بعد سلسلة من الأحداث والظروف القاهرة في الشرق الأوسط حيث تعتمد اليابان على ما يقرب من 90 % من متطلبات وارداتها الخام.
يبلغ متوسط واردات الخام الياباني من المملكة العربية السعودية 1.09 مليون برميل في اليوم وتمثل حوالي 35 % من إجمالي واردات النفط اليابانية. إلا أن أرامكو تشحن حمولات من النفط الخام من مخزوناتها المؤجر في أوكيناوا لعدة مصافٍ يابانية، منها مصفاة “شوا شل” التي تعد أرامكو ثاني أكبر مساهم في هذا الكيان المشترك الذي يعزز مكانة أرامكو كأكبر مورد للنفط الخام للمصفاة بطاقة مليون برميل في اليوم.
وفي تقرير سوق النفط لشهر مايو، رفعت وكالة الطاقة الدولية تقديرات تغير الطلب على النفط لعام 2020 بمقدار 690,000 برميل في اليوم من الإصدار السابق إلى 91.2 مليون برميل في اليوم. وسيظل استهلاك النفط ينخفض هذا العام بأكبر كمية في التاريخ، 8.6 مليون برميل في اليوم، على الرغم من أن الانخفاض المقدر أقل بقليل من تقديرات الشهر الماضي البالغة 9.3 مليون برميل في اليوم. ومع ذلك، فإن عودة تفشي الجائحة هو عامل خطر رئيس للطلب.
انخفض الطلب التقديري على النفط في أبريل بنحو 25.2 مليون برميل في اليوم على أساس سنوي، حيث تعرض أكثر من 4 مليارات شخص لشكل من أشكال الحبس. ومع ذلك، فإن التخفيف التدريجي للقيود على الحركة يساعد الطلب. وتقدر وكالة الطاقة الدولية أنه من الذروة الأخيرة البالغة 4 مليارات، سينخفض عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت شكل من أشكال الحبس في نهاية مايو إلى حوالي 2.8 مليار في جميع أنحاء العالم. لذا، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينخفض انخفاض الطلب على النفط إلى حوالي 21.5 مليون برميل يوميًا في مايو و13 مليون برميل يوميًا في يونيو، حيث تعيد الحكومات فتح اقتصاداتها تدريجيًا.
بالمقابل، رفعت الوكالة التقديرات للربع الثاني من هذا العام بمقدار 3.2 مليون برميل في اليوم كدلالة على حركة أقوى من المتوقع في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة. كما زادت أرقام الطلب الصيني في مارس وأبريل، وتشير هذه التحركات مجتمعة إلى أن انخفاض الطلب على النفط خلال النصف الأول من العام قد لا يكون حادًا كما كان يُخشى أولاً.