أكد المشاركون خلال الندوة الخاصة للحديث عن مسبار الأمل بين الرياض وأبو ظبي أن التعاون البناء والمثمر بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الفضاء سيسهم في خدمة التطور التكنولوجي والعلمي بين البلدين الشقيقين بصورة خاصة ودول المنطقة وبقية دول العالم بصورة عامة، واصفين هذا التعاون الفضائي بأنه ينمو بشكل واسع، وسيعزز بشكل أكبر في ظل مجلس التنسيق السعودي الإماراتي.
وشارك في الندوة التي عُقدت اليوم “عن بعد”، الشيخ شخبوط آل نهيان سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في المملكة العربية السعودية، والرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للفضاء الدكتور عبد العزيز آل الشيخ ، ومعالي وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء المهندسة سارة الأميري ، ومدير عام وكالة الإمارات للفضاء الدكتور محمد الأحبابي .
وتحدث الشيخ شخبوط عن عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين واصفاً إياها بأنها علاقات استراتيجية، وأن هذا الإنجاز لا يعد انجازاً إماراتي فقط، وإنما هو إنجاز سعودي وخليجي، متطلعا إلى أن يرى تعاون سعودي إماراتي مشترك قريباً في مجال الفضاء، خصوصاً في ظل وجود الهيئة السعودية للفضاء التي تقوم حالياً بأعمال كبيرة في هذا المجال وأصبحت تشرف على هذا القطاع الواعد، مؤكد بأنه لمس اهتمام كبار المسؤولين في كلا البلدين بالحرص على الارتقاء أكثر بهذا العلاقات في جميع المجالات الحيوية والاقتصادية التي من بينها مجال الفضاء.
كما تحدثت المهندسة الأميري عن الأهداف العلمية لمسبار الأمل، حيث أشارت إلى أنه سيعمل على قياس التغيرات المناخية في كوكب المريخ والعواصف الغبارية وتحركات تكوين تشّكل الغيوم والماء والغاز في الغلاف الجوي للكوكب على مدار عام كامل، ودراسة مدى تآكل الغلاف الجوي والتركيز على عناصر الأوكسجين والهيدروجين كونهما المكونين الرئيسيين للماء الذي يعد مصدر الحياة، كذلك التركيز على كوكب المريخ لأنه أكثر الكواكب قرباً من الأرض ولطبيعة الكوكب المشابهة الى حد كبير لطبيعة كوكب الأرض، وسيتم دراسة التغيرات المناخية والتغيرات الطارئة وتأثيرها على العناصر الأساسية الموجودة على سطح الأرض.
وحول إسهام مسبار الأمل في تطوير علوم الفضاء في المنطقة العربية أفاد الدكتور عبدالعزيز آل الشيخ أنه سيخدم التطور الفضائي والتكنولوجي. متطرقا خلال مشاركته إلى دور ميثاق التعاون الفضائي العربي الذي وقعت عليه عدد من الدول العربية الأعضاء في المجموعة العربية للتعاون الفضائي، مؤكدًا أنه سيسهم في تشجيع التبادل المعرفي في الأنشطة الفضائية، والتنسيق لتبني رأي موحد في المواقف الدولية ذات العلاقة بمجال الفضاء.
وأشار إلى أن باكورة هذا التعاون تمثلت في مشروع القمر العربي 813، وتقديم الإمارات لمشروع “مسبار الأمل” كمشروع عربي وإسلامي لدراسة الكوكب الأحمر (المريخ)، ووصفه بأنه مشروع طموح تسجل من خلاله الإمارات حضورها البحثي والعلمي على مستوى العالم في استكشاف كوكب المريخ، وبه تكون الإمارات ضمن إحدى 9 دول تملك مشاريع بحثية وعلمية في استكشاف هذا الكوكب، معربًا عن أمله في أن تحقق هذه المبادرة التوفيق ووصول مسبار الأمل لمداره حول كوكب المريخ في الوقت المجدول له وعمله بالتزامن مع الذكرى الخمسين لقيام وتأسيس دولة الامارات الشقيقة.
و أفاد الدكتور آل الشيخ أنه جرى إعداد وتطوير استراتيجية وطنية للفضاء في المملكة تشمل برامج ومشاريع رئيسية لتطوير القطاع، حيث عملت عليها الهيئة السعودية للفضاء بمشاركة أكثر من 25 جهة وطنية حكومية وخاصة، كما أشركت العديد من الخبراء السعوديين وبعض الخبراء الدوليين، وقد أقرها مجلس إدارة الهيئة، وهي الآن معروضة على مجلس الوزراء للنظر في إقرارها. كذلك أعدت الهيئة نظام الفضاء الذي يبين أنظمة وقوانين استخدام الفضاء في المملكة والتي اعتمد كذلك من مجلس الادارة ورفع لمجلس الوزراء لاعتماده. مما يمثل رسالة تؤكد عزم وقدرة المملكة على إنجاز مشاريع ضخمة في مجال الفضاء يستفيد منها العالم، والخليج بشكل خاص، وستكون مصدر إلهام للشعب العربي.
واستعرض الرئيس التنفيذي للهيئة تجربة المملكة في دراسة علوم الفضاء التي بدأت منذ أكثر من 35 سنة، بتأسيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وتلاها المهمة العلمية لارتياد الفضاء التي قام بها سمو الأمير سلطان بن سلمان على متن المكوك الأمريكي ديسكفري، وما تلاها من إنجازات واعمال كثيرة في هذا المجال.
من جانبه، تحدث الدكتور محمد الأحبابي عن مبادرة نوابض الفضاء العربي التي فتحت فرصة لمشاركة العقول العربية للعمل والتدريب في مجال الأنشطة الفضائية، إضافة للتعاون الثنائي بين الوكالة والهيئة من خلال مجلس التنسيق السعودي الإماراتي والعضوية المشتركة في لجان التنسيق الثنائي بين الهيئة والوكالة، لدفع التنمية والتعاون في هذا المجال لآفاق أرحب.
وأشار إلى أنه ينسب الفضل بعد الله في الإنجازات المتحققة في مجال الفضاء بالإمارات إلى الشيخ زايد آل نهيان (رحمه الله)، باستقباله بعثة من وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” خلال منتصف السبعينات من القرن المنقضي، وكذلك استقباله وافتخاره بصاحب السمو
الملكي الأمير سلطان بن سلمان بعد عودته من مهمته الفضائية التي قام بها عام 1985م ملهمة للمنطقة العربية وشباب الإمارات وخصوصًا لرائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، مقدما شكره لسمو الأمير سلطان ودوره الهام كداعم كبير لبرنامج الإمارات الفضائي ودعمه للبرامج الخاصة وبرامج رواد الفضاء حيث أن سموه عضو في اللجنة الاستشارية العلمية لوكالة الإمارات للفضاء.