باشرت محكمة الجنايات في دبى محاكمة ثلاثة متهمين حضورياً يعملون لمصلحة عصابة تحترف الاحتيال الإلكتروني وتمارس نشاطها من خارج الدولة، إذ تمكن هؤلاء المتهمون مع آخرين هاربين من اختراق بريد إلكتروني لأحد المحامين، وأنشأوا بريداً آخر باسمه، وتواصلوا مع موكل له، رجل أعمال يقيم في دولة أخرى، باعتبارهم مكتب المحاماة الموجود في دبي، وأرسلوا إليه وثائق مزورة شملت عقد وكالة وإيصالات مزورة، واستولوا منه على أكثر من 300 ألف درهم، واشتروا بها ذهباً وقطع غيار، لكن ضبطتهم شرطة دبي أثناء محاولة الاستيلاء على 60 ألف درهم أخرى من المجني عليه.
ووفقا لما ورد في صحيفة الإمارات اليوم، قال المجني عليه الأول (محامٍ) إن رجل الأعمال طلب من مكتبه متابعة بعض القضايا المدنية الخاصة به في الدولة، كونه يعيش في الخارج، ودأبا على التواصل عبر البريد الإلكتروني، لكن توقف عن العمل معه بسبب انقطاع المجني عليه الثاني (رجل الأعمال) عن التواصل معه منذ شهر أغسطس 2018.
وأضاف أنه اكتشف لاحقاً أن محتالين إلكترونيين اخترقوا البريد الإلكتروني، وقاموا بإرسال رسائل عبر إيميل آخر مشابه لإيميله إلى رجل الأعمال، وطلبوا منه التواصل عبر تطبيق «سكايب»، وأرسلوا إليه عقد وكالة وإيصالات أتعاب مزورة، وطلبوا منه مبالغ مالية، واستولوا منها على نحو 300 ألف درهم، إلى أن اشتبه رجل الأعمال في الأمر وحضر إلى دبي، وتأكد من تعرضه للاحتيال.
من جهته قال شاهد من شرطة دبي إنه تم التحرك وضبط المتهمين فور تلقي البلاغ من المجني عليهما، لافتاً إلى أنه تم القبض أولاً على سائق تاكسي يتولى توصيل المتهمين، وأفاد بأنه لا يعلم شيئاً عن تفاصيل ما يحدث، وأنه أوصل المتهمين إلى أحد المراكز التجارية ثم طلبوا منه استلام مبلغ مالي وتسليمه إليهم، فتم اعتباره شاهداً في القضية بعد أن أسهم في إعداد كمين للمتهمين والقبض عليهم.
وكشف الخبير التابع لشرطة دبي أن المتهمين الحضوريين في هذه القضية مهمتهم تقتصر على تلقي الأموال، وغسلها بشراء ذهب وقطع غيار وإرسالها إلى بلادهم في إفريقيا، فيما تتولى عصابة تتواجد خارج الدولة مهمة اختراق البريد الإلكتروني للضحايا ويتواصلون معهم لإرسال مبالغ مالية، ثم يتولى المتهمون المقبوض عليهم مهمة استلامها وإعادة توجيهها.
واعترف المتهم الأول في محضر استلال الشرطة بأن صديقاً له في بلادهما بإفريقيا طلب منه استلام مبلغ مالي كبير في إطار عملية تجارية، لافتاً إلى أنه نفذ هذه المهمة لمصلحة صديقه مرات عدة مقابل عمولة عن كل عملية ينفذها.