أكد رئيس الحكومة اللبنانية السابق زعيم “تيار المستقبل” سعد الحريري، أن ما يمر به لبنان حاليا هو انهيار اقتصادي وسوء إدارة، وليس مؤامرة كما يزعم البعض.
وقال الحريري – في تصريحات صحفية – إن المؤتمرات الدولية التي عُقدت منذ عام 2000 كانت تستهدف تجنيب لبنان وقوع هذا الانهيار، مشددا على أنه إذا أجريت الإصلاحات اللازمة فإنه يمكن معالجة الانهيار الراهن.
وأضاف: “لا يجب التعامل مع الانهيار القائم على قاعدة المؤامرات سواء على حزب الله أو التيار الوطني الحر الذي يعتبر أن هناك مؤامرة كبرى ضده. لا يمكن معالجة الانهيار الاقتصادي بعقلية المؤامرة”.
وتابع: “حينما ذهبنا إلى فرنسا من أجل مؤتمر سيدر الذي عقد في شهر أبريل 2018 وتقررت فيه مساعدات لصالح لبنان، ألم يكن حزب الله موجودا، ولكننا على الرغم من ذلك لم ننجز الإصلاحات. يجب أن نكف عن تسييس الأمور وتعقيدها من خلال ربطها بالانتخابات الأمريكية والإيرانية وغيرها فنحن بلد صغير. نحن لبنانيون وباستطاعتنا القيام بالإصلاحات من دون أي أطراف دولية. اللبنانيون تعبوا ويجب أن نتوقف عن التحجج لعدم القيام بالإصلاحات. ماذا ننتظر؟”.
وأعرب الحريري عن أسفه لتصريحات رئيس الحكومة حسان دياب حول زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إلى بيروت، متسائلا: إلى أين يأخذنا بهذه الدبلوماسية تجاه أصدقائنا التاريخيين الذين وقفوا معنا في كل الأزمات التي مرت على لبنان؟”.
وأشار إلى أن لودريان جاء إلى لبنان برسالة واضحة ومحددة مفادها ساعدوا أنفسكم لكي نساعدكم، فما كان من الحكومة القائمة إلا أن اعتبرت أن وزير الخارجية الفرنسي أتى فارغا وغير مطلع على الملف اللبناني “ولكنني أعتقد أن المشكلة الأساسية هي أنهم في الحكومة لا يعرفون حقيقة الملف اللبناني”. على حد قوله.
وشدد على أن الحكومة يتعين عليها أن تعمل، وأن تتوقف عن القول إن هناك من يؤخرها. مضيفا: “لديهم أكثرية في مجلس النواب ولديهم مجلس الوزراء، فما الذي أنجزوه؟ هل قاموا بإصلاح واحد؟ قاموا بتدقيق جنائي على مصرف لبنان، أهنئهم، لكنهم لم يجروا تدقيقا جنائيا على الدولة وعلى وزارة الطاقة وغيرها. عليهم إجراء تدقيق جنائي على كل الدولة وكل الوزارات. من يريد أن يحارب الفساد عليه أن يقوم بذلك”.
وتطرق الحريري إلى الاضطرابات التي وقعت قبل يومين على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، مؤكدا أن وضع لبنان الحالي يتطلب التهدئة، لافتا في نفس الوقت إلى أن هناك من يتلاعب باستقرار البلاد، وبالإضافة إلى الانهيار الحالي، فإن هناك من يريد أن يفتعل مشكلة جديدة.