حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القادة السياسيين في لبنان على تشكيل حكومة انتقالية من التكنوقراط قادرة على تنفيذ إصلاحات لاستعادة ثقة المواطنين وإقناع المانحين بصرف مساعدات بمليارات الدولارات للبلاد.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن ماكرون أفضى بتلك الرسالة للأطراف السياسية اللبنانية خلال زيارته لبيروت بعد يومين من انفجار المرفأ في العاصمة بيروت في الرابع من أغسطس آب.
وقالت ثلاثة مصادر سياسية لبنانية إن ماكرون يقود الجهود الدولية لحل الأزمة.
وذكر المصدر الدبلوماسي الفرنسي المطلع على طريقة تفكير ماكرون “ستكون هناك في البداية حكومة مهمتها تنفيذ إصلاحات عاجلة… حكومة تكنوقراط… يمكنها تنفيذ الإصلاحات وإدارة المساعدات العاجلة والاستجابة لتطلعات أهل بيروت”.
ويريد ماكرون استغلال الاحتياج الملح للبنان لمساعدات إعادة الإعمار الدولية كحافز لإقناع طوائفه باختيار إدارة جديدة تقودها شخصيات غير ملطخة بالفساد ويدعمها المانحون الأجانب.
وتقدر تكلفة إعادة أعمار بيروت بما يصل إلى 30 مليار دولار وهو ما لا يملكه لبنان. قال مصدر بوزارة المالية الفرنسية “الوقت من ذهب في لبنان أكثر من أي وقت مضى”.
لكن نظام المحاصصة الطائفية في لبنان يشكل تحديا.
وقال مصدر سياسي بارز في لبنان “منذ أن جاء إلى هنا، يتصرف ماكرون وكأنه رئيس لبنان الآن”، مشيرا إلى أنه يجري بنفسه اتصالات بالأحزاب والطوائف المختلفة في البلاد إضافة لقوى أجنبية.
وتابع المصدر قائلا “وهذا ليس بالأمر السيء لأنه ليس هناك أحد اليوم للعب هذا الدور داخليا. فلا أحد يثق في أحد”.
وقال مصدر لبناني سياسي آخر إن حزبه منفتح على دعم التوصل لاتفاق لتشكيل الحكومة يسمح للبنان بالاستفادة من الزخم الدولي المتجدد الذي حققته المبادرة الفرنسية.
لكن المصدر حذر من أن عملية تشكيل حكومة ستتسم بالبطء، وقال “لسنا قريبين بأي حال من الأحوال من تشكيل حكومة أو مناقشة الأمر بالتفصيل. لا يزال الأمر بعيد المنال”.
وقال مصدر حكومي لبناني إن ماكرون يريد أن يتولى رئيس الوزراء السابق سعد الحريري رئاسة حكومة تكنوقراط لكن الرئيس ميشال عون والأحزاب المسيحية في البلاد يعارضون ذلك الاقتراح.