سقط كبل مكسور على أكبر التلسكوبات الراديوية ذات الطبق الواحد في العالم وأحدث ثقبًا فيه بطول 30 مترًا، واشتهر مرصد أريسيبو بسبب رواية كونتاكت للفلكي كارل ساجان وفيلم جيمس بوند “العين الذهبية”، إلا تعرض مؤخرًا لأضرار جسيمة بسبب انكسار كبل إضافي واصطدامه بالطبق العاكس للتلسكوب.
وفقا لما ذكره موقع “مرصد المستقبل” الإماراتى، يستخدم العلماء التلسكوب للكشف عن الانبعاثات الراديوية المنبعثة من الأجسام البعيدة، وهو أحد أكبر التلسكوبات الراديوية ذات الفتحة الواحدة في العالم ويمتد على مسافة تزيد عن 300 متر فوق حفرة في شمال بورتوريكو. وتسبب الحادث في ثقب بلغ طوله 30 مترًا.
كان المرصد مغلقًا بسبب مرور العاصفة الاستوائية أسياس ثم افتتح مؤخرًا لتتبع كويكب لصالح وكالة ناسا، لكنه عمل لفترة وجيزة قبل وقوع الحادث حوالي الساعة 2:45 صباحًا بالتوقيت المحلي يوم الاثنين، إذ سقط عليه كبل دعم منصة معدنية وثقب طبقه الضخم.
ما زال سبب الحادث مجهولًا، وفقًا لجامعة سنترال فلوريدا، المشاركة في تشغيل التلسكوب، وأغلقت المنشأة مباشرة بعد افتتاحها ليقيم المهندسين الأضرار.
وقال فرانسيسكو كوردوفا في بيان لجامعة سنترال فلوريدا عن الحادثة: “لدينا فريق من الخبراء لتقييم الوضع، وينصب تركيزنا على ضمان سلامة موظفينا، وحماية المرافق والمعدات لإعادة التشغيل الكامل إلى المنشأة في أقرب وقت ممكن من أجل الاستمرار في تقديم المساعدة للعلماء في جميع أنحاء العالم.”
حوادث متكررة
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها تلسكوب أريسيبو لأضرار جسيمة، إذ تلقى ضربة خلال إعصار ماريا في العام 2017، إلا أن الحادث الجديد يشكل أكبر ضرر هيكلي منذ ذلك الإعصار، وفقاً لتصريح أبيل منديز مدير مختبر الاستيطان الكوكبي في جامعة بورتوريكو في أريسيبو.
وقال منديز أن عمليات الرصد العلمي ستتأخر بسبب الحادث، وكان العلماء يعكفون على دراسة نجم بارنارد باستخدام تلسكوب أريسيبو، وهو أحد الأنظمة القريبة من الشمس، وكانوا على وشك الانتهاء من عمليات الرصد.
وأضاف منديز: “ما زلنا بحاجة إلى مراقبة النجوم الأخرى والكواكب التي يحتمل أن تكون صالحة للسكن في الأشهر المقبلة. لا مبرر لاستعجال عمليات الرصد تلك حاليًا، فليس مستعجلًا لدينا سوى مراقبة النيازك القريبة.”