أكد مختصون في قطاع التأمين أن زيادة معدلات تأمين الحماية والادخار بنسبة 2.5 % خلال الربع الأول من 2020م، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي الذي بلغت نسبته 1.9 %، يأتي نتيجة التغيرات الاقتصادية التي طرت على العالم خلال انتشار فيروس كورونا والاستغناء عن الموظفين في عدد من الشركات، وبالتالي أسهم في إقبال العملاء على هذا النوع من التغطيات، مشيرين إلى أن مستقبل تأمين الحماية والادخار في السوق السعودي في ظل التغيرات الاقتصادية الحالية مرتبط بقدرة شركات التأمين على التسويق لبرامج تحاكي متطلبات وحاجات المرحلة الحالية، متوقعين أن يكون هناك تحرك من قبل شركات التأمين لتسويق منتجات الحماية والادخار ليس للأفراد فقط، وإنما على نطاق المجموعات لضمان وجود محافظ تأمينية متناسقة تعود بالفائدة على قطاع التأمين.
قال المختص بقطاع التأمين د. فهد العنزي، تأمين الحماية والادخار أحد وسائل التخطيط للمستقبل وهو اتفاق بين شركة التأمين والعميل على أن يدفع له أو لورثته أو للمستفيدين مبلغاً معيناً من المال في المستقبل مقابل سداد اشتراكات سنوية أو نصف سنوية أو شهرية والتأمين هنا نوعان حماية وادخار. وأكد أن زيادة معدلات تأمين الحماية والادخار بنسبة 2.5 % خلال الربع الأول من هذا العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي والذي بلغ نسبته 1.9 %، راجع بسبب التغيرات الاقتصادية وانتشار فيروس كورونا الأمر الذي أسهم بشكل ملحوظ في إقبال العملاء على هذا النوع من التغطيات في ظل الأزمة الحالية كنوع من أنواع الحماية وتقليل الخسائر المرتبة. وأضاف أن الاستثناءات التي ترد على وثيقة الحماية والادخار أو أحد نوعيهما هي في الغالب متشابهة وتشمل الانتحار أو تعمد الإصابة بالنسبة لوثيقة الحماية وكذلك الحرب والغزو وأعمال الشغب والفوضى والإرهاب.
وأشار إلى أنه من الممكن الاكتفاء بنوع واحد بحيث تكون وثيقة حماية فقط وتسمى في أغلب الدول وثيقة تأمين الحياة ومن الممكن أن تكون وثيقة خاصة بالادخار فقط. من جهته قال المختص بقطاع التأمين سليمان بن معيوف، لعل من أهم الخطط المستقبلية للفرد تحقيق الاستقرار المالي له ولأفراد أسرته والتي تساعده على مواجهة جميع المخاطر المالية في حياته المهنية والعملية، من هده المخاطر المالية انخفاض الدخل الشهري او انعدام العوائد الاستثمارية، أو الحاجة إلى رأس مال لبدء مشاريعه التجارية أو إلى سيولة نقدية لصرفها على مناسبات اجتماعية وحالات طارئة صحية.
وأكد ابن معيوف، أن هذه المخاطر يمكن للفرد مواجهتها من خلال برامج ومنتجات تأمين الحماية والادخار، وهي عبارة عن وثائق تأمين بين شركة التأمين والمستفيد، حيث تضمن شركة التأمين دفع مبلغ مالي معين للمستفيد في حال تعرضه لأحد المخاطر المتوقع حدوثها وتتم تغطيتها بموجب وثائق تأمين الحماية والادخار، بالإضافة إلى حصول المستفيد على مبلغ مالي محدد ومتفق عليه كحصيلة للادخار بعد انتهاء فترة التأمين. وفي المقابل يلتزم المستفيد بسداد قيمة الأقساط المتفق عليها مع شركة التأمين. وأوضح أن من أهم خصائص تأمين الحماية والادخار مساعدة عائلة المستفيد مالياً فيما لو تعرض للوفاة نتيجة حادث لا سمح الله، إذا إن ذلك يساعد أفراد العائلة في تخفيف الالتزامات المالية التي قد تواجههم. كما أنها تعتبر رافداً مالياً للمستفيد إذا تعرض لإصابة جسدية كلية أو جزئية تمنعه من العمل وذلك من خلال دفع شركة التأمين تعويضاً للفترة التي تعطل فيها عن العمل، أضف لذلك خاصية التعويض بتحمل تكاليف علاج الأمراض المستعصية أو العجز المفاجئ، الانضمام لبرامج تأمين الحماية والادخار يعتبر أحد الحلول المالية للادخار للخطط المستقبلية خاصة تعليم الأبناء أو بناء مسكن أو شراء سيارة.
وأكد أن تجربة أزمة كوفيد 19 والتي اجتاحت العالم بأسره جعلت العديد من الدول والمنشآت والأفراد يعيدون ترتيب أولوياتهم ويبحثون عن الحلول التي تكفل الاستقرار المالي في ظل مثل هذه الأزمة، وخلال الأشهر الماضية قامت العديد من الشركات إما بتسريح موظفيها أو تقليص ساعات العمل وتخفيض الرواتب مما أثر على العديد من الأفراد مالياً، وجعلتهم يعانون من أزمة مالية تبحث عن حلول، مشيراً إلى أن هذه التجربة أظهرت حاجة الشركات لحماية موظفيها من خلال برامج تأمين الحماية والادخار ولاحظنا ارتفاعاً في الإقبال على شرائها خلال الاشهر الماضية من 2020 مقارنه بنفس الفترة من العام الماضي، ونتوقع أن يكون هناك تحرك من قبل شركات التأمين لتسويق منتجات الحماية والادخار ليس للأفراد فقط، وإنما على نطاق المجموعات لضمان وجود محافظ تأمينية متناسقة تعود بالفائدة على قطاع التأمين. وأشار ابن معيوف، أنه من الملاحظ غياب تأمين الحماية والادخار لشريحة الأفراد وهذا عائد لعدة أسباب من أهمها ضعف الوعي التأمين لديهم وقصور من شركات التأمين في تسويق مثل هذه المنتجات التأمينية من خلال الحملات التسويقية، وعدم تلمس حاجات المجتمع، وكذلك انعدام وجود تشريعات قانونية وبرامج تأمينية تشجع أو تلزم أصحاب العمل والأفراد على الانضمام لمثل هذه الحلول المالية التأمينية.
وبين أن مستقبل تأمين الحماية والادخار في السوق السعودي في ظل التغيرات الاقتصادية الحالية مرتبط بقدرة شركات التأمين على التسويق لبرامج تحاكي متطلبات وحاجات المرحلة الحالية، ومرتبط بدور الحكومة في خلق نظام مختلط يجمع ما بين نظام التأمينات الاجتماعية ونظام التقاعد وبرامج تأمين الحماية والادخار. يشار إلى أن إجمالي أقساط التأمين المكتتب فيها لقطاع الحماية والادخار بالمملكة خلال الربع الأول من العام 2020 نحو 304 ملايين ريال، ليسجل نمواً 2.5 % على أساس سنوي، مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي البالغ نحو 228 مليون ريال بنسبة 1.9 %، ويشكل قطاع الحماية والادخار من سوق التأمين نسبة 3 %.