أكد أستاذ علم النفس الرياضي المساعد بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في الدمام الدكتور عبدالعزيز السلمان، أن حصول الهلال على بطولة كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين كان بسبب عوامل نفسية عدة ساهمت بشكل كبير في تحقيقها؛ وقال: “المتتبع لمسيرة الهلال بالدوري يشاهد أن الهلال خسر مباراتين فقط من أصل 28 مباراة بينما فاز في 20 مباراة وتعادل في ست منها، فمن أهم أسباب حصوله على لقب الدوري السعودي، جاء نظير الفوز المستمر.. وهذا لا شك بأنه يرفع من معنويات الفريق بل وحماسته في مواصلة النتائج الإيجابية ومضاعفة الجهد، فالنجاح يولد النجاح ويزيد من الرغبة والدافعية فأصبحت دوافع اللاعبين والفريق ككل عالية لتحقيق الدوري مع كل انتصار، ثاني العوامل النفسية المؤثرة كانت للانتصارات وبشكل تلقائي تزيد من عامل الثقة بالنفس والرضا التام عن القدرات التي يمتلكها الفريق بشكل عام واللاعبون بشكل خاص، وبالتالي الوصول للأداء الأمثل حسب متطلبات المهمة المنوطة بكل لاعب، فعلى سبيل المثال فوز الهلال الأخير على النصر أعطى الفريق ثقة كبيرة بقدراته وإمكاناته الأمر الذي عزز مواصلة الانتصارات بالفوز على الفتح والعدالة”.
وأضاف: “ثالثاً.. التعثر في بعض محطات الدوري أمر وارد سواء بالخسارة أو التعادل ولكن المهم الاستفادة من هذا السقوط للتصحيح والعودة من جديد، فخسارة الفريق أمام الأهلي بسبب الثقة المفرطة بعد الفوز على الفتح والعدالة دقت جرس خطر على وجوب إحداث توازن وعدم الإفراط في عامل الثقة والحذر لأن لا يحصل كما حصل في الموسم الماضي بعد أن كان هنالك فارق نقطي كبير بين الهلال والنصر إلا أن النصر استطاع خطف الدوري بسبب الثقة المفرطة للاعبي الهلال، رابعاً النضج النفسي.. حيث يعتبر لاعبو الهلال حالياً أكثر نضجاً من الناحية النفسية من قبل بحكم ما تعرض له الفريق من خبرات في الانخراط الدائم في المنافسات على الألقاب من جهة وضياع لبعض البطولات التي حسبها اللاعبون في متناول اليد، وذهبت منهم من جهة أخرى، لذا من المهم التوازن النفسي سواء في الحماسة والدافعية أو في عامل الثقة والسير بخطوات ثابتة يتخللها عدد من العقبات التي تصحح المسار”.
وقال: “خامساً.. العمل بروح الفريق فنحن نشاهد أن المنظومة الهلالية سواء الجانب الإداري أو الجانب الفني متماسكة وتعمل بروح الفريق الواحد، وهذا أمر إيجابي جداً لخلق بيئة مريحة تنعكس على أداء اللاعب داخل المستطيل الأخضر، فالإيثار والتكاتف الموجود بين لاعبي الهلال سواء المحليين أو الأجانب ملحوظان داخل وخارج الملعب، وبالطبع هذا يزيد من الترابط بين اللاعبين وبالتالي رغبتهم بالعمل سوياً لتحقيق الإنجاز، وسادساً.. البعد عن الضغوط فإننا نلاحظ أن إدارة الهلال في هذا الموسم اتخذت سياسة العمل الكثير والكلام القليل، فرأينا أن الإدارة بعيدة بشكل أو بآخر عن الإعلام والتصريحات التي تسبب ضغوطاً أو مطالبات أو وعوداً للجماهير أو للاعبين، والبعد عن التراشق الإعلامي مع المنافسين، هذا يجعل اللاعب والجهازين الفني والإداري يقدمون كل ما لديهم كانعكاس للنجاح داخل الملعب، فلابد أن نعلم أن الإعداد النفسي لابد أن يسير جنباً إلى جنب مع الإعداد اللياقي والخططي والتكتيكي طوال الموسم إذا ما أرادت الفرق أن تحقق النتائج الإيجابية”.