كشفت ورقة عمل نشرها مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية “كابسارك”، اطلعت عليها صحيفة “الرياض” إلى أن المملكة تحتل المركز الثالث عالميًا كأكبر دولة مستهلكة للكهرباء لأغراض تكييف الهواء بعد الولايات المتحدة والصين، وتمثل 10 % من إجمالي الطلب على التبريد من مجمل دول مجموعة العشرين، على الرغم من أنها تمثل 1 % فقط من سكان المجموعة، كما يشكل تكييف الهواء أكثر من 50 % من إجمالي استهلاك الكهرباء السنوي في قطاع المباني.
وقد نشر “كابسارك” ملخص ورشة عمل تستهدف استكشاف اتجاهات استهلاك الطاقة، وسبل تعزيز جهود المملكة في الوصول لاستدامة التبريد خاصة مع توليها رئاسة مجموعة العشرين للعام 2020، إذ تسعى ورقة “مستقبل التبريد في السعودية.. خيارات التكنولوجيا والسوق والسياسات” إلى بحث ودراسة أفضل وسائل تعزيز كفاءة أجهزة التبريد، التي تنامت الحاجة إليها مع ظهور فيروس “كوفيد – 19” الذي كشف ضرورة زيادة كفاءة المكيفات في المملكة والعمل على تطوير تقنيات الترشيح المختلفة.
وحددت الورقة عددا من المبادرات التي يمكن لها المساهمة في استدامة التحول في قطاع التبريد وتوفير البيانات لأسواق الطاقة في المملكة، وهي (مبادرة التبريد الجديدة الخاصة بمجموعة العشرين، نماذج الأعمال المبتكرة إضافة إلى تأسيس المختبرات الحية في مناطق المملكة المختلفة).
وأشارت الورقة، إن التخلص التدريجي من وحدات النوافذ مع طرح وطني كامل لبرامج تحفيز التكييف عالي الكفاءة في المملكة للأسر قد ينتج عنه 35 تيراواط في خفض الكهرباء سنويًا بتكلفة للحكومة تبلغ 6 مليارات دولار أميركي. سيكون هذا أيضًا إجراء تحفيزي مثالي للاستدامة لتعزيز الوظائف وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وخلصت الورقة إلى وجود ثلاثة تحديات تواجه المملكة لزيادة كفاءة التبريد، إذ تتمثل هذه التحديات في تعزيز تكنولوجيا التبريد للحد من استهلاك الكهرباء وهدرها، وجعل نظام توليد الطاقة أكثر كفاءة وصديقة للبيئة، إلى جانب العمل على تأمين تبريد خال من الانبعاثات لقطاع النقل والشحن.
واستعرضت ورقة “كابسارك” ثلاثة عوامل رئيسة تؤثر على استهلاك الكهرباء واستخدام تكييف الهواء السكني وهي المساحة أو عدد الغرف التي يتم تبريدها في كل مسكن، ومنظم الحرارة ومدة تشغيل أجهزة التكييف، إضافة إلى عوامل جانبية أخرى تتمثل في حجم ونوع المسكن، وسلوك المستخدمين، والتصورات الذاتية للراحة.
وأوصى “كابسارك” في ملخص ورشة العمل إلى أن تطوير وتبني تقنيات تبريد أكثر كفاءة، يتواءم مع توجه رؤية السعودية 2030 إلى تقليل كميات النفط المستهلكة في توليد الطاقة المحلية، ودعى إلى العمل على الفهم الأعمق لسلوك المستخدم النهائي من خلال مبادرة “المختبر الحي” لتوجيه صنع سياسات توليد الطاقة ومواصفات أجهزة التكييف.
كما تم تسليط الضوء على السياق العالمي لهذه القضية في ضوء ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ وزيادة عدد موجات الحرارة. يقود “كابسارك” حاليًا اقتراحًا لمبادرة مجموعة العشرين لتعزيز التعاون الدولي في مجال التبريد لمعالجة هذه المشكلات بما في ذلك الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه إدارة أنظمة التبريد في الحد من انتشار جائحة “كوفيد – 19”.
يُشار إلى أن ورش العمل التي يقيمها “كابسارك” تُعد منصة تشاركية تفاعلية تجمع صناع القرار والمعنيين والخبراء والمتخصصين في الطاقة والاقتصاد؛ لتبادل المعرفة والتحليلات والتوصيات، التي يصدر عنها ملخص بحثي يتضمن أهم الرؤى والتوصيات التي ناقشها المشاركون في ورش العمل.
كما يُذكر أن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية “كابسارك” قد أعلن في فبراير الماضي عن تقدمه في قائمة أفضل مراكز الأبحاث إقليميًا وعالميًا؛ إذ فقز “كابسارك” 14 مرتبة في تصنيف مراكز أبحاث الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليحتل المرتبة الـ15 ضمن 103 مراكز أبحاث في المنطقة، وعلى المستوى العالمي احتل المرتبة الـ13 ضمن 60 مركز أبحاث متخصص في سياسات الطاقة ومواردها.