تواصل المملكة، أكبر منتج ومصدر مستقل للنفط الخام في العالم، التزامها بمستويات خفض الإنتاج، بما يسهم في استقرار سوق النفط الأكثر شفافية في العالم عن طريق خفض شحنات النفط الخام إلى الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، وتشير التقديرات إلى أن المملكة، أرسلت إلى أميركا 177 ألف برميل يوميًا فقط من النفط الخام في أغسطس، وفقًا لبيانات تتبع الناقلات.
وللمقارنة بحسب التقرير، شحنت المملكة ما يصل إلى 1.3 مليون برميل يوميًا إلى الولايات المتحدة في أبريل.
وقدرت واردات الولايات المتحدة من الخام السعودي في أغسطس، مع الناقلات التي غادرت المملكة على الأرجح في يونيو ويوليو، بأنها الأدنى منذ عام 1985، عند 264 ألف برميل يوميًا، وفقًا لبيانات من شركة أبحاث السلع «كليبر داتا»، والتي تشير تقديراتها الأولية إلى أن واردات الولايات المتحدة من النفط الخام السعودي في سبتمبر من المتوقع أن تنخفض أكثر من أغسطس، بما يقرب من النصف إلى حوالي 140 ألف برميل في اليوم.
ويشير انخفاض حجم الخام السعودي الذي تم تحميله في أغسطس على ناقلات في طريقها إلى الولايات المتحدة إلى أن واردات الولايات المتحدة من الخام السعودي في إحصاءات سبتمبر وأكتوبر ستستمر في التأرجح حول أدنى مستوياتها منذ عقود.
وبصرف النظر عن الإبقاء على الإمدادات خارج سوق النفط الأكثر وضوحًا في العالم، من غير المحتمل أن يتأثر الطلب من أعمال عملاقة النفط في العالم، شركة أرامكو السعودية في أميركا التي تمتلك وتدير أكبر مصفاة بترولية في شمال أميركا، مصفاة بورت آرثر بطاقة إنتاجية أكثر من 650 ألف برميل في اليوم من النفط السعودي الخام بمختلف درجاته، وهي أكبر طاقة إنتاجية من تكرير النفط الخام السعودي بقدرة 1 مليون برميل يوميا.
وبحسب آخر التقارير، تمكنت شركة أرامكو السعودية من المحافظة على حصصها التسويقية في أميركا الشمالية بضخ ما مجموعه السنوي 206,1 ملايين برميل في 2019، أو563 ألف برميل في اليوم تم تسليمها. وتبين إيرادات أرامكو الناتجة من خارج المملكة على مبيعات قدرها 119,3 مليار ريال من الولايات المتحدة الأمريكية في 2019 بزيادة 500 مليون ريال عن إيرادات 2018 البالغة 118,8 مليار ريال. وتمتلك أرامكو أكبر محطة تخزين للنفط الخام في أميركا في مصفاة بورت آرثر التابعة لشركة موتيفا المملوكة بالكامل لشركة أرامكو السعودية بقدرة تخزين 8.2 ملايين برميل من النفط. وتشحن أرامكو في العادة سلسلة إمدادات موثوقة لا تقل عن مليون برميل يوميا للولايات المتحدة كعميل ثابت مع القدرة على زيادة الإمدادات وفق حاجة مصفاتها لتعزيز عمليات مرفق بورت آرثر للتكرير إلى الكيميائيات بما يعزز قيم الاستهلاك الأكبر للنفط الخام وتنويع وتعظيم القيمة المضافة لكل برميل في المملكة وخارجها.
وتعتبر موتيفا أكبر منتج منفرد لفحم الكوك في أميركا الشمالية، بينما تحتوي مصفاة بورت آرثر على وحدتي تفحيم لإنتاج كوك البترول بجودة الوقود، ويتم تخزين المنتج في محطة التصدير في ساحل الخليج، والتي لديها القدرة على الشحن عبر البوارج أو السفن لجميع أنحاء العالم. فيما تظل مصفاة بورت آرثر من بين أكبر منتجي الكبريت في أميركا الشمالية مع ست وحدات لاستعادة الكبريت داخل المصفاة، ويمكن لموتيفا الشحن إلى العملاء المحليين والدوليين على شكل كبريت مصهور أو في شكل حبيبات.