أكد الخبير والمعلق الرياضي محمد البكر أن ما حدث للهلال بطل آسيا في الدوحة، أمر مخجل ومهين للروح الرياضية، ويتعارض مع مبدأ عدالة المنافسة، وقال: «تلك العدالة التي ارتبطت دائماً بمبادئ الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومن الواضح أننا نتعامل مع اتحاد ظالم وخبيث وسيئ الذكر والذكريات، واتحاد تفوح منه روائح الفساد التي تتعارض مع المبادئ والأخلاق، وهو يتصرف بهذه الطريقة الهمجية مع دول غرب القارة ولا يجرؤ على ذلك مع دول الشرق». وأضاف: «لعلنا نتذكر ما قام به الحكم الياباني الحقير والفاسد حين أقصى الهلال من بطولة يستحقها، لذلك ليس بمستغرب أن يعتمد الاتحاد الآسيوي في ظلمه للهلال بشكل خاص وللكرة السعودية بشكل عام على عدد من العناصر، الأول ضعف الاتحاد السعودي وحرص ممثلينا على مناصبهم وعدم تحمل المسؤولية كممثلين للكرة السعودية، ولعل موقف أمينه العام في الدوحة (إذا صح ما قيل عنه) لأكبر دليل على أنه لا يستحق هذا المنصب، مع التأكيد أنني أخاطبه بصفته المهنية وليس بصفته الشخصية، ويفترض عليه تقديم استقالته فوراً احتراماً للكرة السعودية التي ألحق بها الضرر الكبير».
وأكد أن قرار الاتحاد الآسيوي مضحك مبك.. كان يمكنه اعتبار الهلال منسحباً من تلك المباراة وتطبيق الأنظمة الدولية باعتباره خاسراً فيها، لكنه استهزأ بالاتحاد السعودي (نعم استهزأ) وبممثله حينما ألغى جميع نتائجه وهو أمر لم يحدث في أي مكان أو بطولة في العالم ولن يحدث مستقبلا.
وأضاف: «أما ما يخص أمر الاحتجاج والتصعيد آسيوياً، فإنه لن يفيد مع هذه العصابة التي أجرمت بحق الهلال بشكل خاص وبحق الكرة السعودية بشكل عام، هذه العصابة التي لا تعرف من هو الرئيس فيها ومن هو صاحب القرار، ومع ذلك لا بد من التصعيد أولاً لتسجيل موقف لدى محكمة الكاس من خلال محامين متمكنين، وثانياً للمطالبة بالتعويض المادي المناسب عن الضرر الذي تكبده الهلال والشركات الراعية له جراء ذلك القرار، وهذا أمر في غاية الأهمية».
وأشار إلى أن التصعيد الداخلي لا يقل عن أهمية التصعيد الخارجي، فموقف الاتحاد السعودي كان غريباً، بل مريباً، إذ كيف يمكن أن يتعرض نادٍ سعودي لكل تلك الأحداث الغريبة دون أن يكون لهم أي موقف حتى لو كان من خلال تغريدة على حسابهم. وهنا أكرر بأنني أتحدث عن مناصب وعن مسؤوليات قصروا فيها، وليس عن أشخاص بصفتهم الشخصية، ولهذا استغرب عندما يدافع بعض الزملاء عن تلك الأسماء ويعددون إيجابياتهم، وكأن من انتقدهم انتقدهم لشخوصهم وليس لمواقفهم، وهذا إخلال بالعمل المهني وبالأمانة الصحفية، وأوضح: للأسف فنحن في مجتمع يفتقد للشجاعة بتقديم الاستقالة أو الاعتذار حين ظهور الفشل في الأداء. ولهذا لا أظن أن ما حدث سيحرك ساكناً في هذا الاتحاد مع كل التقدير لأعضائه.
وصف الإعلامي الرياضي والمؤلف الدكتور صالح الحمادي قرار الاتحاد الآسيوي في إبعاد بطل القارة الهلال بالجائر والمخالف لجميع اللوائح والأنظمة المعمول بها في أنحاء العالم؛ لأن الاتحاد الآسيوي اتخذ قرار الإقصاء قبل وقوع المخالفة الهلالية وبطريقة لم يسبق لها مثيل على مر تاريخ كرة القدم، وقال بحديثه الخاص لـ»دنيا الرياضة»: «الذي نعرفه ونعلمه أن أي مخالفة من أي فريق أو أي منتخب في العالم يتم محاسبته عليها في حال وجود شكوى من الطرف الآخر، ولكن الاتحاد الآسيوي اتخذ قرار العقوبة القاسية والإقصاء كأشد عقوبة دون مراعاة للظروف المحيطة، فالاتحاد الآسيوي هو الذي قتل بطل قارة آسيا من الوريد إلى الوريد وهو يعلم أن قائمته تضم 27 لاعبا أوقف منهم 16 لاعبا بمسحة غير مقنعة لأحد وبقى 11 لاعبا حضر بهم الهلال وبالتالي فطعنة الإقصاء تمت بنقص قائمة لا علاقة للهلال بها وإنما خارج إرادته، وأي فريق في العالم أو أي منتخب يخالف اللائحة كما فعل الهلال يعاقب إذا تقدم الفريق الخصم باحتجاج فيعتبر الهلال خاسرا 3- صفر وسبق أن وقعت في الأخطاء فرق ومنتخبات كثيرة كأن يتم إشراك لاعب موقوف فيتم محاسبة الفريق بالخسارة وقد يكون هناك عقوبة لوم أو غرامة مالية».
وأكد أن الاتحاد الآسيوي اتخذ عقوبة الإقصاء لتصبح بطولته غير شرعية ولا يمكن أن يتم معاقبة فريق بسبب ظروف جائحة كورونا التي شلت حركة العلم كله، وكانوا يستطيعون ممارسة العدالة لو استثنوا العدد من 13 إلى 11 لاعبا كما فعل عندما استثنى عدة نقاط مفصلية من لوائحه المطاطية ولو ترك الهلال يلعب المباراة فإذا احتج الفريق الخصم يطبق اللائحة باعتبار الهلال خاسرا بنتيجة ثلاث أهداف دون مقابل لكانت هي العدالة بشحمها ولحمها. وأشار إلى أن الاتحاد الآسيوي هرب من ورطة البطولة ببيان صدر بعد فرمان الإقصاء بدقائق فمتى كتبوه وكيف استطاع إصدار فرمانه الموحش وبيان التمييع في آنٍ واحد؟ وبالتالي البطولة غير شرعية وستكون وصمة عار على جبين أبطال المكاتب.
أكد مدير تحرير الشؤون الرياضية بصحيفة اليوم عيسى الجوكم أن الصورة الكاملة اتضحت لجميع الرياضيين والمتابعين من خلال البيانين اللذين أصدرهما الاتحاد الآسيوي بشأن الهلال في خضم البطولة واحد قبل إبعاد الفريق والآخر بعد الأبعاد، فاللغة المتشنجة في البيانين لا يمكن أن تصدر من اتحاد قاري إزاء ناد يلعب تحت مظلته، بل هو بطل النسخة الأخيرة. وأشار إلى أن المتابع والراصد للكلمات التي سطرت البيانين يكتشف ومن دون أدنى جهد مدى العداء الذي يكنه صناع القرار في هذا الاتحاد اتجاه فريق بطل ساهم في رفعة الكرة الآسيوية إبان مشاركته في مونديال الأندية الأخير. وقال: «الغريب في البيانين أن لجان الاتحاد القاري خرجت عن الإطار القانوني المعتمد على نص اللوائح المعتمدة للبطولة، والدخول في تفرعات وقضايا ليست من الاختصاص، أو بمعنى بعيدة عن القرارات المتخذة من قبلهم».
وأضاف: «لا أعرف الأسباب الحقيقية التي دعت الاتحاد الآسيوي لهذه المواقف التي استنكرها الإعلام الدولي وفي مناطق مختلفة من العالم، وهذا يثبت أن قرارات وتعامل الاتحاد القاري وسط جائحة كورونا كان مستهجنا من قبل الوسط الرياضي العالمي، ولا أريد الخوض في الجوانب القانونية فهذا المجال له أهل الاختصاص، ولكن الجميع أكد أن الجهة المعنية في اتخاذ القرار بالنسبة لمباراة الهلال مع شباب أهلي دبي أمامها عدة خيارات بعد رفض التأجيل، والقرار الأنسب هو اعتبار الهلال خاسرا دون أن تشطب نتائجه، ولكن النية من وجهة نظري كانت مبيتة لذلك صدر القرار بعد عشر دقائق فقط من منع الهلال من دخول الملعب، يعني القرار كان (مطبوخا) وجاهزا مسبقا».
ووصف الجوكم الاتحاد الآسيوي بالتابع متحدثا: «بصراحة لا أبالغ إذا قلت إن الاتحاد الآسيوي في هذه التصفيات المجمعة تابع وليس قائد، بدليل الاستفزازات التي حدثت للهلال خارج الملعب وبطريقة مكشوفة، وبمعنى آخر لا ضير أن أوكد بل أجزم أن الاتحاد الآسيوي أراد إبعاد الهلال بقصد ومع سبق الإصرار» .
وعلق على من يتشدق باللوائح والأنظمة، ومن هرول بتأييد عجيب غريب مع الاتحاد القاري، وهم أنفسهم الذين وصفوا هذا الاتحاد بالعصابة في الموسم الماضي، بقوله: «نحب أن نذكرهم أن كل ما جاء في التصفيات الآسيوية هو استثناء بعيدا عن اللوائح والأنظمة بما فيها إقامة دور المجموعات والأدوار الإقصائية بنظام التجمع، وتسجيل أسماء جديدة الفرق بعد تقديم القائمة قبل بدء المباريات، والسماح للاعبين بالمشاركة مع فريقين مختلفين في دور المجموعات، وكل ذلك بسبب جائحة كورونا».
وأضاف: «السؤال هل انتهت الجائحة أثناء المباريات؟ وطالما كان السبب موجودا، فيجب أن يكون الاستثناء موجودا، ولكن الخوف كل الخوف أن يكون مصير الأندية السعودية في مباريات الدوحة هي بنفس مصير الهلال ولكن بأساليب مختلفة».
واتهم الجوكم الآسيوي بعداوته للهلال، مشيرا إلى أنه من خلال متابعته لفت إلى نظره أن الاتحاد الآسيوي منذ البداية يعتبر نادي الهلال خصما له، حتى في عدد المسحات لفيروس كورونا التي تجرى على بعثة الهلال مقارنة بالفرق الأخرى، والأدهى المحاولات المستميتة من لجانه لإقناع الهلاليين بالانسحاب والوعد بعدم معاقبتهم جراء إصابة معظم لاعبيه بفيروس كورونا، وكان اجتماع مسؤولي الهلال في البطولة مع الجهة المعنية من قبل الاتحاد الآسيوي قبل مواجهة الفريق الإيراني ومطالبة القاري بالانسحاب أمر يدعو للاستغراب والدهشة».
واختتم حديثه بالقول: «الخلاصة أن الاتحاد القاري في هذه البطولة تابع وليس قائدا ينفذ أجندة، وللأسف من وقفوا معه سيكتشفون أنهم مخدوعون في الأيام المقبلة، ولا أعتقد أنهم سيحركون ساكنا، طالما أن هدفهم تحقق بخروج الهلال من البطولة، وموقف الاتحاد السعودي جيد لكنه يحتاج لجهد أكبر وصوت أقوى، لا سيما بعد بيان لجنة الانضباط الآسيوية، فهذا البيان أسدل ستار المسرحية، ويجب توحيد مواقف الأندية السعودية باسم اتحادها في مواجهة الهزل الآسيوي».