أنهت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أعمال إنشاء وتشغيل 7 مشاريع إنتاج مياه محلاة ذات بعد تنموي واقتصادي كبير، رغم الظروف الاستثنائية غير المواتية التي واجهتها بسبب جائحة كورونا وتداعياتها المؤثرة.
ونجحت “التحلية” خلال 7 أشهر من العمل المتواصل، في إنجاز هذه المشاريع وتشغيلها بطاقة إنتاج وإمداد تبلغ نحو 304,350 متراً مكعباً من المياه المحلاة يومياً، تلبيةً للطلب المتنامي ومواكبةً للاحتياجات بالسرعة والجودة المطلوبتين، بما يضمن استمرار أمن الإمداد المائي في كل شبر من بلادنا الغالية.
وتمكنت “التحلية” ضمن مبادرات إنشاء المحطات الصغيرة والمتوسطة الأقل استهلاكاً للطاقة والأكثر موثوقية، من تدشين إنتاجها في محطة تحلية الشقيق (تناضح عكسي RO) بطاقة إنتاجية تبلغ 42,500 متر مكعّب من المياه المحلاة يومياً، وحققت رقماً قياسياً في استهلاك الكهرباء بلغ 3 كيلوواط/متر مكعب، وهو رقم غير مسبوق عالمياً في المحطات المماثلة.
كما ضخّت “التحلية” إنتاجها من المياه المحلاة بمشروع محطة تحلية أملج الجديدة (تناضح عكسي) -الذي تم إكماله قبل نهاية مدته التعاقدية بنحو 3 أشهر- بطاقة إنتاجية تبلغ 25,500 متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، بهدف تزويد المحافظة والقرى المحيطة.
تلا ذلك إكمال أعمال الإنشاء والتشغيل لمشروع محطة تحلية ضباء (تناضح عكسي) بطاقة إنتاجية بلغت 25,500 متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، لتزويد المحافظة وما حولها. أعقب ذلك بدء الضخ من مشروع محطة تحلية فرسان الجديدة، بطاقة إنتاجية تبلغ (8500) متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، تلبيةً للاحتياجات العاجلة والضرورية لساكني المحافظة وقراها.
وعلى صعيد مبادرات تحسين جودة المياه بالمنطقة الشرقية، أنهت “التحلية” أعمال الإنشاء والتشغيل الابتدائي لمشروع محطة تحلية الخبر المرحلة الأولى (تناضح عكسي) بسعة تصميمية تبلغ 210 آلاف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، لإمداد شبكة المياه في المنطقة الشرقية بـ110 آلاف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، وشركة أرامكو بـ75 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، ومدينة الملك سلمان للطاقة بـ25 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً.
واستمراراً لمشاريعها العملاقة والنوعية لإيصال المياه إلى جميع مناطق المملكة، دشنت “التحلية” نظام نقل مياه محطات تنقية سد وادي بيش إلى الخزانات الرئيسية في محطات تحلية الشقيق بـ250 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، كما أتمت أعمال المرحلة الأولى من الخزن الاستراتيجي في الطائف، والمرحلة الثانية للخزن في مكة المكرمة، بتجهيز 3 خزانات للتشغيل المبكر بطاقة استيعابية إجمالية بلغت 510,000 متر مكعب من المياه المحلاة.
وتم إنجاز جميع هذه المشاريع بكوادر هندسية وفنية وخبرات تقنية وطنية مؤهلة من منسوبي المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، عملت على إتمام كافة الأعمال، والقيام بمهام الإشراف على البروتوكول والإجراء الفني المعقد للتشغيل، مع الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية وتطبيق أعلى معايير الأمن والصحة والسلامة خلال فترة التنفيذ.
علاوة على ذلك، لم تتأثر وتيرة إنجاز المؤسسة لعددٍ من مشاريعها الأخرى -التي لاتزال قيد التنفيذ- بتداعيات الجائحة، إذ تواصل المُضي قدماً في تنفيذها بأعلى المعايير وبكفاءة تشغيل عالية لإتمامها في المواعيد المحددة مُسبقاً، أو قبل المواعيد المجدولة كما حدث في مشروع نقل مياه عرفات – الطائف الذي تم إنجازه قبل الموعد المجدول.
يضاف إلى ذلك مشروع نظام نقل وتخزين المياه بالفطيحة بسعة تصميمية تبلغ 140 ألف متر مكعب، ومشروع محطة الضخ وتمديد أنابيب نظام نقل المياه من حقل الطفيح إلى خزانات محطة الجبيل بسعة تصميمية تبلغ 110 آلاف متر مكعب يومياً، ومشروع خط التغذية الجديد لمحافظة القنفذة بسعة تصميمية تبلغ 75 ألف متر مكعب يومياً، ومشروع أنظمة نقل مياه المحطات الصغيرة الجديدة (حقل، ضباء، الوجه، الليث، فرسان) بسعة تصميمية تبلغ 181 ألف متر مكعب يومياً، ومشروع إنشاء خط أنابيب الجبيل – مدن المنطقة الشرقية المرحلة الثالثة بسعة تصميمية بلغت 900 ألف متر مكعب يومياً، ومشروع توريد وتنفيذ نظام نقل مياه الخبر إلى الدمام / حي الجامعة بسعة تصميمية تبلغ 600 ألف متر مكعب يومياً.
كما استطاعت المؤسسة تعظيم الاستفادة من خبرات مهندسيها وطواقمها الفنية وإمكانياتها العالية، وحققت رقماً قياسياً جديداً في كفاءة استهلاك الطاقة بما يقل عن 3 كيلوواط/م3 في محطات تحلية الشقيق وأملج وضباء وفرسان.
وتمكنت إدارة “التشغيل والصيانة” من مواجهة التحديات الطارئة بحلول ابتكارية ناجعة، لاسيما بعد تعطل عدد من المعدات، إذ لجأت إلى إصلاحها وإعادة تصنيع بعض مكوناتها ذاتيا في “ورشة محطات الجبيل”، وكذلك صيانة وتصنيع قطع الغيار في ورش المؤسسة، بأيدي مهندسيها وفنييها في أوقات إنجاز قياسية في التكلفة والوقت.
وتواصل “التحلية” ابتكار الحلول وتطوير التقنيات بما يعزز الكفاءة التشغيلية ويضاعف القدرة الإنتاجية بشكل فعال، ماضيةً في العمل على تحقيق رؤية الدولة في تعزيز الاستدامة المالية وتبني مبادرة بدأ تنفيذها بدعم القيادة الرشيدة ستحقق -بإذن الله- وفورات مالية لميزانية الدولة تقدر بـ8.8 مليار ريال سنوياً عبر تحسين كفاءة استخدام الأصول وتحسين كفاءة الطاقة لمحطات المؤسسة.
وأحرزت “التحلية” تقدماً كبيراً في مجال خفض التكاليف التشغيلية لمحطاتها الجديدة بنسبة 50-55%، وتستهدف في دراستها وتصاميمها البحثية خفض استهلاك الطاقة في تقنيات الـRO إلى أقل من 2.5 كيلوواط، وتحقيق رقم غير مسبوق عالمياً بخفضٍ إجمالي بنسبة 30% من الطاقة المستهلكة في وحدات التناضح العكسي، وكذلك خفض الطاقة في المحطات المتنقلة التي تصممها وتبنيها “التحلية”، وصولاً للمستهدف الأولي للطاقة بـ2.75 كيلوواط للمتر المكعب، وانتهاءً بـ2.67 كيلوواط للمتر المكعب، ليكون رقماً قياسياً عالمياً للمحطات المتنقلة.
وتواكب هذه الإنجازات والمشاريع التي تنفذها المؤسسة العامة لتحلية المياه، النهضة التنموية الشاملة التي تعيشها المملكة، وتعزز دورها بصفتها قطاعاً صناعياً رائداً في مجالها على مستوى العالم، لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 وتطلعات القيادة الرشيدة.