أكد وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، سعي المملكة إلى أن تكون رائدة في إيجاد حلول لمستقبل الطاقة الخضراء، وأضاف سموه قائلاً « لن نكون جزءاً من المشكلة ولن نقبل أن نكون مجرد جزء من الحل، وهدفنا هو أن نكون قادة رائدين في إيجاد الحلول»، وناقش سموه خلال قمة مجموعة العشرين حول الطاقة الخضراء وقال أن المملكة تمضي بعزم للريادة في إيجاد حلول الطاقة الخضراء.
وبهذا الصدد تعكف منظومة الطاقة بالمملكة لاستخدامات اللقيم المختلط في المشاريع الجديدة للنفط والغاز، والتي يمكن أن تمزج 35 % من الإيثان، و65 % من البروبان، والبيوتان، والنافثا؛ ونجح تطبيقها في المشاريع الجديدة للكيميائيات بالجبيل الصناعية، في أضخم مشروعات التكرير والكيميائيات المشتركة المدمجة في العالم مصفاة «ساتورب» بالتحالف مع شركة «توتال» الفرنسية، التي تشمل بناء وحدة تكسير مختلطة اللقيم تحوي 50 % من الإيثان، و50 % من الغازات المنبعثة من مصفاتها في نفس الموقع لإنتاج الإيثيلين بطاقة 1.5 مليون طن سنوياً، وتشييد وحدات بتروكيميائية ذات قيمة مضافة عالية تشمل مركبات لبوليمرات وبتكلفة 18,7 مليار ريال، 5 مليارات دولار، ومن المقرر بدء تشغيله في 2024. وغدت المملكة أكبر مراكز الطاقة فعالية في العالم في تخفيف انبعاثات غاز الميثان الملوث للغلاف الجوي من عمليات الغاز الطبيعي، لتبدو أكثر كفاءة بستة أضعاف من صناعة الطاقة الأميركية في كل من الانبعاثات الحالية، وأهداف الخفض في المستقبل كنسبة من إنتاجها من الغاز. إلا أن التحكم في انبعاثات الميثان كان جانباً حاسماً في التحرك لإزالة الكربون عن إمدادات الطاقة العالمية، حيث يلعب الغاز دوراً متزايد الأهمية، ويتم إطلاق الميثان، الذي يعد أكثر قوة خضراء من ثاني أكسيد الكربون، في عملية إنتاج ونقل الغاز. وإن زيادة الغاز الطبيعي هي أكبر فرصة لإزالة الكربون من العالم. ولكن هذا يتطلب تقليل تسرب الميثان، مع ظهور تكنولوجيات جديدة مثيرة تقدمها صناعة الطاقة بالمملكة، فيما سيتضاعف الطلب العالمي على الغاز بحلول عام 2050 حيث يبحث المنتجون والمستهلكون عن بدائل أنظف للفحم والنفط.
وتمتلك المملكة بصفتها أكبر منتج ومصدر للنفط الخام في العالم، كميات هائلة من الغاز الطبيعي والتي حددت كمجال رئيس للتوسع في الإمداد المحلي والتصدير في شكل غاز طبيعي مسال، حيث تنظر المملكة أساسًا للغاز الطبيعي كمجال محوري للنمو والتحول والانفاق على مشاريع البحث والتطوير، لمواجهة الآثار الضارة بيئياً لأعمال النفط والغاز، بما في ذلك التكنولوجيا المتقدمة للحد من الملوثات في منتجات الطاقة.
ويعتبر بعض الخبراء الميثان تهديدًا أكثر خطورة. وبالرغم من وجود الكثير من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، لكن الميثان أقوى بمقدار 120 مرة كعامل احترار، ويستغرق وقتًا أطول لمغادرة الغلاف الجوي للأرض. في وقت يمثل الميثان نحو 25 إلى 30 % من كل الاحترار الذي يحدث على كوكب الأرض، في حين يأتي حوالي الربع من إنتاج الوقود الأحفوري، وأصبح التخفيف من انبعاثات الميثان أمرًا بالغ الأهمية لمعالجة صافي الانبعاثات.
في حين يتسرب الميثان في جميع مراحل عملية إنتاج الغاز الطبيعي، حيث ينبعث ما يقرب من نصفه خلال المراحل الأولية للاستكشاف والإنتاج، وأصبحت أجهزة الاستشعار والطائرات بدون طيار وحتى الأقمار الصناعية، تستخدم بشكل متزايد للكشف عن هذه الانبعاثات، في الوقت الذي توقفت صناعة الطاقة بالمملكة من حرق الغاز منذ السبعينات.