ثمن وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان تتويج م. أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية على قمة قادة وتنفيذيي العالم في صناعة النفط والغاز للعام 2020، وذلك على الرغم من اضطرابات قطاع الطاقة في العالم وتكبده أكبر الخسائر والإفلاس من تأثير الجائحة حينما بلغ الطلب على النفط ذروته ولم يعد هناك أي مشترين وأصبح البيع بالمجان والسالب في أبريل “الأسود” الماضي في ظل تورط التجار في الموانئ بشحنات فورية على ظهر السفن لم تجد إقبلاً ولا تدري لأي وجهة تتجه لتصريف مخزوناتها مع ارتفاع التأمين والخدمات البحرية الإقليمية والقارية الأخرى ومضاعفة تكاليف الموانئ في العالم مع عدم استقرار أمنها، وزيادة الهجمات على أعمال النفط والغاز لأكبر بلد منتج ومصدر للطاقة في العالم، المملكة العربية السعودية.
في وقت يمثل فوز الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية م. الناصر بهذه الجائزة الدولية الرفيعة التي يجري الترشيح لها عن طريق النظراء في قطاع الطاقة، تشريفاً للوطن ورفعة لشأن شبابه الذين لم يفارقهم في كافة لقاءات القادة مع الشباب وخاصة في المواجهات الجامعية المباشرة الملهمة لخلق القادة في صناعة البترول، إلى أن تم تتويج الناصر نفسه كأقوى قائد تنفيذي في صناعة النفط 2020، بينما العالم يرتعد من مخاوف تقلص إمدادات المملكة النفطية على أثر الهجمات الحوثية الإيرانية المتكررة على مرافق ومنشآت المملكة البترولية من خطوط الإنتاج إلى شبكات أنابيب نقل الخام وغيرها والتي احتوتها المملكة كافة بأقل الأضرار وبأقوى النتائج الإيجابية التي جعلت من البترول مورد الطاقة العالمية الأول الأقوى أمناً في إمداداته، والأكثر زخماً في استخداماته.
وحدد وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان ثلاث ركائز رئيسة جديرة بتتويج الناصر بقمة تنفيذيي العالم، أولها التصدي التكنولوجي الاحترافي القوي لهجمات 14 سبتمبر 2019 على أكبر منشآت النفط والغاز في العالم في بقيق وخريص وتشكل خمس الإنتاج العالمي للنفط، حيث تظل محطات بقيق أكبر المراكز العالمية لمعالجة النفط الخام وتوزيعه عبر شبكات الأنابيب، من المنبع إلى المعالجة إلى الاستهلاك. فيما كان لسرعة احتواء المملكة لتلك الهجمات، وإعادة الإنتاج في غضون 48 ساعة، وقعاً بالغاً التأثير من الموثوقية وطمأنة العالم بعدم تقلص إمداداتها وعدم تأثر شحناتها مع قدرتها الملهمة في المحافظة على توازن الأسواق، وبالتالي لم تتأثر أسعار النفط بالارتفاع كحال حوادث النفط التاريخية الأخرى التي بلغت جميعها ذروة السعر المرتفع بأكثر من 100 دولار للبرميل.
وأضاف وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان متحدثاً عن الركيزة الثانية وهي إنجاز أكبر اكتتاب في تاريخ العالم بقيمة 96 مليار ريال وتمثل طرح جزء من أسهم شركة الزيت العربية “أرامكو السعودية” للاكتتاب العام للمواطنين وبعض المقيمين والتجار المحليين والعالميين من مستثمري النفط والمؤسسات المالية وإدراجها في تداول، لتنتزع على الفور المرتبة الأولى بالقيمة السوقية الأغلى في العالم بأكثر من تريليوني دولار محطمة أرقام مثيلاتها مجتمعة، فضلاً عن ضخامة المبلغ الذي تم تحصيله من إجمالي الاكتتاب الذي بلغ 446 مليار ريال أي ما يعادل 119 مليار دولار وهو ما يعادل نسبة تغطية تبلغ 465 % من إجمالي أسهم الطرح البالغة قيمتها 96,0 مليار ريال، 25,6 مليار دولار، حيث أكد المحللون العالميون أنه أكبر اكتتاب عام أولي في التاريخ.
أما الركيزة الثالثة التي أعانت م. الناصر لهذا التتويج، والأكثر إثارة هي إتمام عمليات الاستحواذ على 70 % من أسهم عملاق البتروكيميائيات في العالم شركة “سابك” التي كان يمتلكها صندوق الاستثمارات العامة، الصندوق السيادي للمملكة العربية السعودية، لقاء مبلغ إجمالي قدره 259.125 مليار ريال (69.1 مليار دولار)، وسابك هي إحدى كبرى الشركات العالمية للبتروكيميائيات، والحديد والصلب والمغذيات الزراعية والمنتجات المتخصصة والأولي في نمو حقيبة منتجاتها. وتمثل هذه الصفقة اتحاد إستراتيجي بين قطبين وطنيين وشركتين عالميتين للاستفادة من فرص النمو العالمي في قطاع البتروكيميائيات والذي يتوقع أن يتصدر طليعة القطاعات الأسرع نموًا في الطلب على النفط الخام خلال السنوات القادمة، فيما تساهم الصفقة في تحويل أرامكو السعودية إلى الشركة العالمية الرائدة والمتكاملة في مجال الطاقة والكيميائيات في العالم، في وقت وبلغ حجم إنتاج البتروكيميائيات في العام 2019 في أرامكو السعودية وسابك معًا قرابة 90 مليون طن، متضمنًا المغذيات الزراعية والمنتجات المتخصصة.
وتعزز هذه الصفقة على وجه التحديد إستراتيجية أرامكو السعودية في تنويع نطاق أعمالها ومصادر دخلها وتكاملها وأنها ليست شركة نفط وغاز فقط بل أيضا واحدة من كبريات شركات البتروكيميائيات على مستوى العالم. وتعزز الصفقة التكامل بين ما تنتجه أرامكو السعودية من نفط وغاز ومنتجات مكررة مع اللقيم الخاص بسابك. كما تسهم الصفقة في توسيع نطاق قدرات أرامكو السعودية في مجال التوريد وسلسلة الإمداد والتصنيع والتسويق والمبيعات، والاستفادة من تواجدها في مناطق جغرافية ودخولها في مشاريع جديدة مع شركاء جدد، بالإضافة إلى زيادة قدرتها على تحقيق تدفقات نقدية من خلال الفرص الناتجة عن تكامل الأعمال وتضافر الجهود. ومن المتوقع أيضًا أن تستفيد سابك من لقيم الكيميائيات الذي ينتجه قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية ومن قدرتها على الاستثمار في مشاريع النمو الضخمة وتنفيذها على نطاق أوسع.
وجاء اختيار الناصر لهذه الجائزة بعد استيفائه لمعاييرها التي تشمل العديد من المنجزات التي جعلت الشركة تحقق نتائج كبيرة ومهمة على صعيد توفير الطاقة للعالم، ونمو أعمال الشركة في هذا المجال بصورة مميزة. وفي سياق تعليقه على مسوغات اختيار م. الناصر لهذه الجائزة، قال رئيس شركة إنيرجي إنتلجنس، أليكس شينديلر: “واجهت قيادة م. أمين الناصر للشركة سلسلة من التحديات في العام 2019م تتمثّل في إطلاق أكبر طرح عام أولي في العالم، والاستحواذ على أحد أكبر شركات البتروكيميائيات في العالم، شركة سابك، والتعامل مع هجوم غير مسبوق على مرافق أرامكو السعودية”. مضيفًا أن رباطة جأشه وتركيزه على تحقيق أهداف الشركة أسهمت في المضي بالشركة وسط الأمواج العاتية في كثيرٍ من الأوقات، محققًا نتائج كان البعض يعتقد أنها مستحيلة. وأوضح شينديلر أن نجاح الاكتتاب العام لأرامكو السعودية كان إنجازًا بارزًا، ويستحق الناصر على ذلك الثناء الكبير نظرًا للعمل المكثف الذى قام به خلف الكواليس لتحضير أكبر شركة نفط وطنية للطرح العام الأول.
والعالم اليوم أصبح لا ينظر إلى المملكة فقط لمجرد ضمانها أمن إمدادات الطاقة العالمي بالموثوقية والجودة من المنبع وحتى التسليم للعملاء في مختلف الأقاليم وتحت مختلف الظروف وأنواع الطوارئ، وانما ينظر العالم للمملكة بصفتها أيضاً القائدة لسوق الطاقة العالمي والصانعة لأهم قراراته الطارئة، والمستدامة بالحلول العاجلة والعادلة والمخططة بعمق وأبعاد بالاتفاق التاريخي الجريء الذي تمسكت به المملكة بسرعة إزاحة 10 ملايين برميل يومياً توزع بالتساوي بين الدول بخفض نسبة 23 % مع تزعم المملكة وروسيا أكبر حصص الخفض بقدرة 2,5 مليون برميل يومياً لكل بلد من خط انتاج أساسي بقدرة 11 مليون برميل في اليوم. وهذا النجاح اللافت في قدرة المملكة على إدارة العالم جعلها تبادر بكثير من التضحيات بخفض ملايين البراميل الطوعية والخروج بسوق النفط لبر الأمان بعد نجاحها بإعادة أحياء اتفاقية تحالف أوبك+ وجمع العالم لوحدة الصف في السياسات البترولية المراعية لحقوق المنتجين والتجار والمستهلكين والاقتصاد العالمي.