في أجواء يكتنفها الاستقرار والتوازن والتقارب في مناحي العرض والطلب في تجارة النفط الخام، عادت الصادرات السعودية البترولية إلى مستويات أعلى من 6.25 ملايين برميل في اليوم في سبتمبر، بالقرب من المستويات التي لوحظت آخر مرة في مارس 2020، قبل الزيادة الهائلة في أبريل الماضي التي ضخت نحو 12 مليون برميل في اليوم وذلك بعد انهيار محادثات أوبك+ لخفض الإنتاج المشترك. وصدرت السعودية خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2020، ما متوسطه 6.25 ملايين برميل في اليوم، دون تغيير تقريبًا عن نفس الفترة من العام الماضي.
ومع ذلك، من المثير للاهتمام تسليط الضوء على أن الشحنات من المملكة إلى الصين قد زادت بنسبة 19 ٪ عن العام الماضي إلى متوسط 1.48 مليون برميل في اليوم هذا العام حتى الآن. وتمثل الصين الآن ما يقرب من ربع صادرات المملكة. وساعدت هذه الشهية من الصين، والتي ترجع جزئيًا إلى بناء المخزونات التجارية والاستراتيجية، على تعويض التدفقات المتراجعة إلى البلدان الأخرى، بما في ذلك اليابان، حيث تواجه الصناعة تحديًا وجوديًا مع انخفاض التدفقات إلى اليابان بنسبة 18 ٪ حتى الآن في 2020 مقابل 2019.
وانتعشت واردات الصين من النفط الخام إلى ما يقرب من 12 مليون برميل يوميا في سبتمبر، منهية اثنين من انخفاضات متتالية على أساس شهري. وفي المقابل، استمر إنتاج النفط الخام البحري في الخليج الأمريكي في الانتعاش بعد أن ضرب إعصار دلتا المنطقة التي انخفض إنتاجها إلى 44 ٪ أو 805965 برميلا يوميا.
إلى ذلك انخفض إجمالي إنتاج أوبك+ بمقدار 50 ألف برميل يوميًا من أغسطس إلى 34.22 مليون برميل يوميًا في سبتمبر، مع إعطاء معدل امتثال إجمالي بنسبة 103 ٪، بحسب “سيسمنت دوت كوم”. وفي الصين يجري دمج شركات الفحم في مقاطعة شانشي، أكبر مقاطعة منتجة للفحم في الصين، لتوحيد العمليات وتعزيز الكفاءة. من جهتها عززت شركة بدفسا الفنزويلية عمليات مزج النفط الخام لرفع الإنتاج إلى أعلى مستوى في ستة أشهر. بينما تتواصل أعمال الإضراب العمالي في حقل يوهان سفيردروب النرويجي حتى 14 أكتوبر الجاري. وارتفعت مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 501 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 2 أكتوبر، بينما ارتفعت مخزونات البنزين وانخفضت مخزونات نواتج التقطير الأسبوع الماضي.
ونجح باحثون نفطيون في إنتاج البنزين والمنتجات البتروكيميائية بالغاز الطبيعي بطريقة منخفضة التكلفة للغاية. في وقت يدفع العديد من كبار التجار العالميين لخفض الانبعاثات من السفن التي يستأجرونها في محاولة منهم لتقليل البصمة الكربونية للصناعة البحرية. من جهتها شكلت شركة شيفرون مشروعًا مشتركًا لتسويق الميثان الحيوي لمنتجات الألبان، وهو مادة متجددة من الغاز الطبيعي الناتج عن انبعاثات الميثان من تجشؤ الماشية. وأطلقت شركة توتال الفرنسية بيع أعمالها في مجال الراتنجات في محاولة لتحرير السيولة للاستثمار بالطاقة المتجددة. وطلب عمال شركة شيفرون في جميع أنحاء العالم إعادة التقديم لوظائف في إطار برنامج خفض التكاليف الذي من المتوقع أن تلغي ما يصل إلى 15 ٪ من قوتها العاملة.
ومن المتوقع أن ينخفض إنتاج واستهلاك الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة لعام 2020 إلى 90.64 مليار برميل في اليوم و83.66 مليار قدم مكعب في اليوم على التوالي. وأدى تعزيز إعصار دلتا إلى إقفال 29.2 ٪ من إنتاج النفط الخام البحري في الخليج الأمريكي. من جهتها تشحن فنزويلا ناقلتي نفط تحتويان على حوالي 1.2 مليون برميل من الخام الثقيل لتسليمها لعملائها. وفي الصادرات تشير التقديرات إلى أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام لعام 2020 سينخفض بمقدار 800 ألف برميل يوميًا، أي أقل من توقعات الشهر السابق. وارتفعت إمدادات الغاز النرويجية إلى أوروبا بمقدار 7 ملايين متر مكعب يوم الثلاثاء حيث زادت الحقول الأخرى الإنتاج وسط إضراب عمالي.
وتأخرت ستة من ثمانية مشاريع للغاز الطبيعي المسال الصينية كان من المقرر أن تبدأ هذا العام ليتم تأجيلها إلى العام المقبل مع وضع سقف لواردات الدولة من الغاز الطبيعي المسال. وألغت شركة بريمير للبترول خططها لشراء حقول بحر الشمال من شركة بريتش بتروليوم بقيمة 210 ملايين دولار بعد استحواذها من إحدى منافسيها.
وتوقع الصندوق الدولي انكماش الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 4.9 ٪ بسبب عمليات الإغلاق المرتبطة بفيروس كورونا وهو أكبر انكماش منذ الكساد الكبير في الثلاثينات. وارتفع العجز التجاري للولايات المتحدة في أغسطس من 5.9 بالمئة إلى 67.1 مليار دولار، ليكون الأكبر منذ 2006. ورفع البنك المركزي الليبي إنتاج النفط إلى 1.7 مليون برميل يوميا لدعم الاقتصاد وسط انخفاض الاحتياطيات النقدية.
وارتفعت الطلبيات الصناعية الألمانية بنسبة 4.5 ٪ في أغسطس، مما عزز الآمال في تحقيق اقتصاد قوي في الربع الثالث من عام 2020. فيما يخفض مشغلو خطوط أنابيب النفط في تكساس الرسوم في محاولة لتشجيع العملاء على الاستمرار في استخدام الشبكات. وعلى الرغم من خطط خفض انبعاثات الكربون والتحول إلى الطاقة المتجددة، فإن أكبر شركات النفط في أوروبا تعمل ولم يتم تنسيقها بعد مع الأمم المتحدة لمكافحة تغير المناخ، وتخطط الهند لاستبدال محطات الطاقة المتقادمة التي تعمل بالفحم بقدرة توليد متجددة في محاولة للحد من البصمة الكربونية، في حين لا تقدم شركة إكسون موبيل إرشادات قصيرة الأجل للمستثمرين حول المقياس المتعلق بانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.