تستضيف المملكة، الأربعاء المقبل ولمدة يومين، القمة العالمية للذكاء الاصطناعي تحت شعار “الذكاء الاصطناعي لخير البشرية”، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-؛ كأول قمة من هذا النوع، بتنظيم من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، ويبلغ عدد الدول المشاركة في القمة 141 دولة ويبلغ عدد المتحدثين 51 متحدثاً.
وعقد رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي معالي د. عبدالله الغامدي ومعالي مدير مركز المعلومات الوطني د. عصام الوقيت، وسعادة نائب مدير مركز المعلومات الوطني د. مشاري المشاري مؤتمراً صحافياً أمس للحديث عن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي.
وقال معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي د. عبدالله الغامدي، إن المملكة من اليوم بيت الذكاء الاصطناعي الجديد للعالم، مبيناً أن المملكة قفزت بمراحل كبيرة في التحول الرقمي وتوجت هذه القفزات بإنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، لتكون الدولة السبّاقة والوحيدة التي أنشأت منصة تجمع بين البيانات والذكاء الاصطناعي، تحت مظلة واحدة بثلاثة أذرع تسير بتناغم، وهي؛ مكتب البيانات الوطني للتشريع، ومركز المعلومات الوطني للتشغيل، والمركز الوطني للذكاء الاصطناعي والابتكار.
وأكد الغامدي، أن المملكة تقود حالياً الاقتصاد المعرفي على مستوى العالم، وستكون المملكة محوراً للذكاء الاصطناعي لتبادل الآراء والأفكار والتوجهات الاستراتيجية والخبرات بين دول العالم لنخرج بصياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي لخير البشرية جمعاء.
وبين مدير المركز المعلومات الوطني د. عصام الوقيت، إن القمة العالمية للذكاء الصناعي ستكون سنوية تقدم من خلالها المملكة كقائد للذكاء الاصطناعي، وبمشاركة أكثر من 50 مفكراً ورائد أعمال مختص في الذكاء الصناعي، وستناقش القمة حوكمة الذكاء الاصطناعي ومستقبله.
وأشار الوقيت، إلى أن المملكة قفزت 40 مرتبة في جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي، حيث كان ترتيب المملكة 78 وأصبحت في المرتبة 38، وتقدمت إلى المرتبة 18 ضمن قائمة المدن الذكية، وتعتبر الرياض العاصمة الخامسة من ضمن دول العشرين.
وكشف الوقيت، عن سيناريوهات قامت بها سدايا لأكثر من 43 سيناريو استشرافياً، نتج عن هذه السيناريوهات توفير مبلغ 40 مليار ريال في المملكة، نتيجة استخدام الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أنه تم استخدام الذكاء الاصطناعي في دعم اتخاذ القرار لعدد من الجهات الحكومية، مع بداية جائحة كورونا في تعزيز دور القطاعات الأخرى
وأكد أنه انطلاقاً من أهمية الذكاء الاصطناعي في صناعة واتخاذ القرارات المبنية على الأدلة لتحقيق طموحات المملكة وتحقيق 2030م، حرصنا في سدايا على العمل وإعادة رسم البيانات والذكاء الصناعي، والطموح أن نكون دولة رائدة ليس على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي.
ومن المقرر أن تشهد أعمال القمة، الإعلان عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة، والتي تم اعتمادها مؤخرًا من لدن خادم الحرمين الشريفين -أيده الله-، حيث تأتي في سياق تحقيق تطلعات المملكة في الريادة العالمية من خلال الاقتصاد القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي.
وتُفتتح أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، بكلمة لصاحب السمو الملكي سمو ولي العهد، يُلقيها نيابة عن سموه معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، كما ستشهد مشاركة جمعٌ من صُنّاع القرار، ورواد التكنولوجيا، والباحثين والمبتكرين في مستقبل الذكاء الاصطناعي، والمستثمرين في التطبيقات الاقتصادية للذكاء الاصطناعي، إلى جانب رؤساء تنفيذيين لعددٍ من أكبر شركات الذكاء الاصطناعي، ولفيفٍ من قادة الفكر والخبراء في هذا المجال.
وتتضمن أعمال القمة العالمية جلساتٍ وزارية عامة وورش عملٍ متنوعة في أربعة محاور رئيسة؛ وهي: تحديد ملامح الوضع الطبيعي الجديد، والذكاء الاصطناعي والقيادة، وحوكمة الذكاء الاصطناعي، ومستقبل الذكاء الاصطناعي، كما ستُسلط الضوء على دور الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي في القيادة الاستراتيجية للاقتصاد البديل بالتعاون مع العديد من الجهات ذات العلاقة للمساهمة في تحقيق أهداف رؤية 2030.
وأعلنت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” عن أجندة القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، حيث ستعمل القمة على الخروج بتوصياتٍ محددةٍ بشأن كيفية وضع استراتيجيات وطنية مؤثرة للذكاء الاصطناعي في حقبة ما بعد جائحة فيروس كوفيد 19، آخذين في الاعتبار الاستراتيجية التي طورتها المملكة العربية السعودية؛ كنموذجٍ يمكن الاستفادة منه والبناء عليه، فضلًا عن تشكيل رؤى حول ابتكارات الذكاء الاصطناعي واتجاهات الاستثمار.
وتتميز القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، بنمط جلساتٍ شاملة تتيح أقصى مشاركة وتفاعل بين الحضور، وستشهد مناقشات تفاعلية مع رواد العالم في الذكاء الاصطناعي، لاستلهام وتمكين رؤى المستقبل، والتفكير في أساليب استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات المستقبلية.
وتتواكب استضافة الرياض للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي مع رئاسة المملكة العربية السعودية لاجتماعات مجموعة العشرين، حيث تُعد القمة من أهم الأحداث الرئيسة على أجندة الاقتصاد الرقمي السعودية والعالمية على حدٍ سواء.
وتهدف القمة العالمية إلى بناء حواراتٍ ذات أهمية عالمية، سواء من حيث التعافي من جائحة كوفيد 19 أو التوجهات التي تشكّل مجال الذكاء الاصطناعي، وسيتم خلال القمة مناقشة بعض الاعتبارات الاستراتيجية الضرورية لتأسيس منظومة فعّالة ومؤثرة للذكاء الاصطناعي، وتشجيع التعاون بين القيادات في هذا المجال، وتحري الخيارات الاستراتيجية الوطنية الملائمة.
يُشار إلى أن باب التسجيل لحضور القمة العالمية للذكاء الاصطناعي عن بعد لا يزال مفتوحًا من خلال على الموقع الإلكتروني.