قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالمحسن بن محمد القاسم – في خطبة الجمعة – : وعد الله نبينا صلى الله عليه وسلم بكفايته ممن سخر منه , بقوله : ” إنا كفيناك المستهزئين ” , وتوعد من أبغضه أو استهزأ به بقطع دابره فقال : ” إنا شانئك هو الأبتر ” , ولمزية عمره على كل أعمار بني آدم أقسم الله بحياته فقال : ” لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون “.
وأضاف : نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء والرسل وحياته هداية ورحمة وبركة على الثقلين وبفضل الله أرسله إليهم لينال من يطيعه جنات النعيم , وعمره في دعوة أمته من أعظم النعم والآيات , أفنى عليه الصلاة والسلام حياته في الدعوة إلى ربه مع كمال الإخلاص والتقوى , فأنزله الله أعلى المنازل في الجنة , وحفظ دينه وشريعته
وقال : جعل الله القرآن العظيم آية خالدة وموعظة بالغة , نوع فيه أساليب الهداية وثناها , والأيمان الإلهية باب عظيم من أبواب الإيمان والهداية , وقد افتتح الله خمس عشرة سورة بالأيمان كلها مكية , وأقسم في مواضع كثيرة من كتابه تنبيها لعباده على عظمة القسم والمقسم به والمقسم عليه , والله أقسم في كتابه بأعظم قسم وأعظم مقسم به وهو نفسه المقدسة الموصوف بصفات الكمال على أجل مقسم به وهو أصول الإيمان وركائز الدين فقال : ” فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون ” , وأقسم بربوبيته على حشر العباد يوم الدين , ” فوربك لنحشرنهم ” , وأن العبد مسؤول عن عمله في الآخرة , وأن المرجع إليه لا مفر منه , وأقسم بألوهيته على محاسبة المشركين , وأقسم بربوبيته لكل ما طلعت عليه الشمس والنجوم أو غربت على عموم قدرته وكمالها , وأنه سيعيد العباد للجزاء والحساب.
وأضاف : القرآن الكريم أشرف كلام الله وأجله فأقسم به على إنزال القرآن فقال : ” والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة ” , وعلى صدق رسوله صلى الله عليه وسلم وصحة نبوته ورسالته , ” والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين ” , وعلى إثبات المعاد وتقرير وقوعه , وأقسم سبحانه بكتابه المسطور أي المكتوب , في رق وهو ما يكتب فيه من جلد رقيق , منشور أي غير مهجور , وهو بأيدي سفرة وهم الملائكة , كرام بررة , وفيه إيذان بالاعتناء به.