أجمع خبراء وباحثون ومهتمون بالشأن العام على أن السمة الأبرز لحديث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله – عقب الكلمة الضافية التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى هي الإنجازات والطموحات والأرقام التي لا تعرف المجاملة، وأن ما أفصح عنه إزاء ما تحقق من منجزات الرؤية دليل على كذب وتخبط الآلة الإعلامية المغرضة والمعادية، منوهين بحرب سموه على الفساد والإرهاب وتأكيداته على تجاوز آثار الجائحة ومعالجته لملفات البطالة والإسكان وتقويضه للمشروع الأيديولوجي الخطر الذي امتد على مدى أربعة عقود، ودعوته العالم للتوقف عن ازدراء الأديان ومهاجمة الرموز الدينية.
لغة الأرقام
وأكد الخبير الاقتصادي عبدالغني بن حماد الأنصاري أن لغة الأرقام التي ميزت كلمة ولي العهد – حفظه الله – ضاعفت قناعة الجميع بأهمية رؤية 2030، وكانت ردا ملجما لمن ظن أنها مشروع ورقي، بل هي إرادة دولة فتية نحو مستقبل اقتصادي طموح، ومن تابع الخطط الخمسية السابقة يلحظ أنها كانت تركز على التنوع، ومع ذلك كان حدوثه بنسب بسيطة تتراوح بين 2 – 5 %، أما الرؤية الجديدة وخلال أربع سنوات فقط تمكنت من قلب المنظومة الاقتصادية إلى مشروع تنموي متكامل يلامس الجميع بلغة رقمية واضحة تجيب عن التساؤلات، ومن يشاهد أرقام وزارة الإسكان يلحظ أنها اتجهت سريعا لتحقيق المستهدفات وتجاوزتها، ومن يظن أن المناصب الوزارية تشريفية مخطئ لأن القيادة – حفظها الله – تتابع بدقة ما تحققه كل وزارة ومن لا يستطيع تحقيق المستهدفات لن يبقى على كرسي الوزارة.
الحراك السياحي
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن ولي العهد – أيده الله – رسم خارطة طريق واضحة ويحاسب كل من لا يلتزم بها من خلال مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، فهو مطلع على عمل القيادات ومنهجيتهم وخططهم وأهدافهم وما تم تحقيقه، فالتغيير مشروع ضخم ينتج قصة نجاح، وكلنا متفائلون بالمستقبل الذي لاحت بشائره من خلال الحراك المتزايد في أرقام القطاع السياحي، ومنها صناعة مليون وظيفة، وكذلك صندوق الاستثمارات العامة الذي بدد مخاوف الجائحة التي ألقت بظلالها على اقتصاد العالم وكان يقتنص الفرص للشراء والبيع، هذه العقول التي يحتاجها الوطن فالاقتصاد يعمل برؤية واضحة ومن خلال قائد يتابع التفاصيل ويقيم النتائج ويشكر الرجال الذين يعملون بإخلاص.
صناعة التغيير
وأضاف: من يراقب التحول يجده واضحا في مجلس الوزراء الذي يخرج أسبوعيا بقرارات أو تعديلات جديدة، وهو ما لم يكن موجودا في السابق إلى بعد عدة سنوات، فأي تغيير يؤدي إلى تنمية تستعد الدولة لصناعته، فهدف الرؤية السعودية تنمية الوطن ورفاهية المواطن، والرسالة المهمة التي يجب أن نعرفها أنه لا يمكن تحقيق رؤية أو حلم دون وخزات أو ألم، يجب علينا التحلي بالصبر لأن الاعتماد السابق على منتج واحد وهو برميل النفط مهدد للاقتصاد ومعوق كبير وخطير، لذلك ظهرت الرؤية كطوق نجاة وصنعت التغييرات في صندوق الاستثمارات العامة والنمو في استثماراته، والأرباح والكل يلامس ذلك، المملكة في 2030 ستشهد تغييرا شاملا لدولة فتية تعيد رسم الملامح الاقتصادية للشرق الأوسط وتكون من الدول القوية على مستوى العالم ليس في البترول بل بتنوعها الاقتصادي وبشبابها الذي يعد عمادا ورهانا حقيقيا، فالإنسان السعودي هو الثروة التي لا تنضب، وهذه رسالة ولي العهد ورسالة الرؤية.
التطرف والإرهاب
من جهته نوه الباحث والمهتم بالشأن العام عبدالله بن يتيم العنزي بالاستراتيجية المتكاملة لسمو ولي العهد – أيده الله – والتي كانت وراء القضاء على مظاهر التطرف على الصعيدين الداخلي والخارجي، مؤكدا أن المملكة حققت إنجازات بارزة في العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -، وكان من أهم تلك الإنجازات الانتصار في حربها ضد الإرهاب، يظهر ذلك من خلال نجاعة الخطة الأمنية في مواجهة وحصار الفكر المنحرف بكل الوسائل والأدوات مع السعي الحثيث في نشر منهج الوسطية والاعتدال ليكون سمة تميز المجتمع السعودي مثلما كان عبر عقود مضت، مشيرا إلى أن المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ وحتى اليوم، وهي تسعى في تحقيق مبادئ الوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والتطرف ومكافحة الإرهاب، وتسعى لنشر قيم التسامح والتعايش بين الشعوب، مبينا أن هذه البلاد المباركة تحمل رسالة نشر الإسلام بصورته الحقيقية ونشر قيمه العظيمة الوسطية المعتدلة، وهي تنتهج هذا المنهج وفق نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
ازدراء الأديان
وقال : إن حديث سمو ولي العهد – أيده الله – عن تجريم ازدراء الأديان بدعوى الحرية مهم جدا، الازدراء مخالف ومرفوض وهو مما أجمعت عليه الشرائع السماوية وقرره أولي النهى، فلا يمكن القضاء على الكراهية والعنف بالازدراء والانتقاص إنما يكون بالعكس وذلك بتعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل ونشر مفاهيم التعايش السلمي التي تدعو للمحبة والوئام والتي انطلق منها سموه بدعوته في هذا الصدد، مشيرا إلى أن كلمته – حفظه الله – نبراس للعمل الجاد والمثمر لبناء الوطن والنهوض به نحو التقدم والازدهار وفق الرؤى التي يتطلع لها قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – حيث أصبحت المملكة بلداً مؤثراً إقليميًا وعالميا ً بكل المجالات بفضل الله ثم بفضل العمل وفق رؤية طموحة وهمة عالية بقيادة الأمير الشاب الفذ.
محاصرة الفساد
وقال الباحث بندر بن سليم الصاعدي اتسمت كلمة ولي العهد – حفظه الله – بالشمولية والتكاملية، وتجلت فيها الشفافية والوضوح، مجسدا حرص القائد على وطنه ومواطنيه، بدئا باللغة الرقمية التي لا تعرف المجاملة، والتي تدحض أراجيف الآلة الإعلامية المعادية الكاذبة والمشككة، مرورا بالمنجزات غير المسبوقة لرؤية 203 والطموحات التي ستتجاوز معالجة مشكلة البطالة نحو تحسين مستوى المعيشة، ورفع مستوى التملك، وانتهاء بدولة تسابق الزمن نحو المستقبل تقف في مصاف الدول المتقدمة، منوها بجهود ولي العهد – حفظه الله – في محاصرة الفساد والقضاء على فلوله، وسعيه لتنويع مصادر الإيرادات وتقليل نسبة العجز ودفعه عجلة التنمية والاقتصاد رغم ظروف الجائحة، منوها بجهود القيادة في اجتثاث الفساد واستئصاله كونه معوق لخطط التنمية، وهدر للموارد وإخلال بالعدالة، ومحرم ومجرم دينا وخلقا، منوها بقيام الدولة على أساس متين من قواعد الحكم الرشيد المرسخ لنظم الشفافية والنزاهة والمساءلة، مشيدا بدعوة ولي العهد للعالم بالتوقف عن ازدراء الأديان ومهاجمة الرموز الدينية والوطنية تحت شعار حرية التعبير، مؤكدا أن التشنج الديني والازدراء يعيقان التعايش القائم على الاحترام والإيمان بالاختلاف، كما أن الحرية يجب ألا تكون شماعة للإساءة والتطاول على المعتقدات والأديان.