أوضح معالي الأستاذ محمد الجدعان وزير المالية، أن قمة دول مجموعة العشرين برئاسة المملكة تحرص على تعزيز سبل التعاون الدولي لدعم مرحلة التعافي الاقتصادي العالمي ووضع أسس متينة لمرحلة نمو قوي ومستدام ومتوازن وشامل واستكمال العمل على نجاح قمة قادة مجموعة العشرين الاستثنائية التي عقدت في شهر مارس الماضي.
وقال الجدعان، خلال حديثه في مؤتمر “تشكيل آفاق جديدة” المصاحب لفعاليات قمة العشرين في الرياض أمس، “لدينا فرصة للتعافي من الجائحة والعودة بشكل أقوى وأكثر استدامة، مع شمول اجتماعي واقتصادي أكبر”، مشيرًا إلى ما اتخذته المملكة من إجراءات سريعة وغير مسبوقة ممهدة بذلك الطريق لتشكيل عالم أفضل لما بعد جائحة كوفيد 19.
وبين الجدعان، أنه من خلال استجابة عالمية موحدة، فإن مجموعة العشرين مصممة على مواصلة العمل على التحديات الكبرى الحالية بغية إيجاد الحلول لها.
وأعرب معاليه عن تفاؤله بما ستحققه هذه القمة من مخرجات بناءة تصب في صالح المجتمع الدولي والاقتصاد العالمي.
من جهته كشف د. عبدالله الغامدي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، أن المملكة ستستثمر 20 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي. وقال “نستهدف تدريب 20 ألف مختص في القطاع حتى 2030، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي مصدر توفير ومصدر دخل إضافي يستحق الاستثمار، مبيناً أن السعودية ثالث دولة في العالم تستخدم التقنية لمكافحة كورونا.
وقال “بصفتي رئيساً للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي سدايا ورئيساً للجنة العليا المنظمة للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي سأركز باقتضاب على موضوعات جدول أعمال الاقتصاد الرقمي بالإضافة إلى دور التقنية إجمالًا والبيانات والذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص في مواجهة التحديات التي عاصرها العالم في 2020م”.
وأكد الغامدي، أن المملكة تقود قمة مجموعة العشرين الاستثنائية وتستضيفها في هذا العام الاستثنائي في ظل ظروف غير مسبوقة ورغم من كل هذه الظروف وبقدر ما نفخر بقدرتنا على التغلب على هذه التحديات ودفع أجندة مجموعة العشرين فإننا ندرك أيضاً أهمية المحاور الثلاثة التي تتمحور حولها رئاسة السعودية لمجموعة العشرين للاستفادة من فرص القرن الحادي والعشرين وهي: تمكين الجميع وحماية كوكبنا وتشكيل آفاقٍ جديدة وأرغب بالتشديد على آخر محور، حيث أتاحت لنا مرحلة التعافي فرصة إطلاق إمكانات التقدم العلمي والتقنيات الناشئة لوضع أسس مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة لنا ولأولادنا وللأجيال القادمة.
وأشار إلى أنهم لم يكتفوا بقيادة الحوار الدولي حول الاقتصاد الرقمي وقدمنا مثالاً حياً للعالم في تحقيق فرص القرن 21 الرقمية والتقنية. أظهرنا أنه يمكننا الاستفادة من التقنية للتغلب على أكبر التحديات والحفاظ على التعاون العالمي بشأن أكثر قضايا العالم إلحاحاً وذلك من خلال حفاظنا على المسار الصحيح لجدول أعمال مجموعة العشرين واستضافتنا أكثر من 170 اجتماعاً افتراضياً للمجموعة على مدار الأشهر الماضية.
وبين الغامدي، أن قدراتنا الوطنية الفريدة في عالم الرقمنة والبيانات مكنتنا من محاربة تأثير الوباء مع تعزيز الأجندة الوطنية نحو رؤية المملكة 2030 واستفدنا من بنك البيانات الوطني والسحابة الحكومية والتحليلات وقدراتنا في الذكاء الاصطناعي في تسريع رقمنة كثير من الخدمات وتمكين اتخاذ القرارات المبنية على الأدلة لاسيما في قطاعي الصحة والأمن حتى خلال أوقات حظر التجول وكنا بين الأوائل عالمياً في إطلاق تطبيقات لإدارة تصاريح التجول وتتبع أثر مخالطي المرضى لإعادة التنشيط الآمن للعديد من الخدمات المهمة.
من جهة أخرى قال رئيس مجموعة تواصل الأعمال يوسف البنيان، خلال مشاركته في برنامج قمة القادة أمس، إن المجموعة أنشأت أكثر من ست فرق عمل إضافة إلى مجلس سيدات الأعمال لتعزيز مشاركة المرأة في الأعمال.
وبين البنيان، أنه خلال الجائحة قُدمت مبادرات لأجل الحصول على توصيات وتقديمها إلى قادة دول العشرين لإعادة تنشيط الاقتصاد العالمي، بتوحيد التوصيات الـ25 لتتبع شعار هذه القمة الذي يتمحور حول تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة.
واستعرض البنيان المبادئ الرئيسة في مجموعة الأعمال التي تمثل صوت الأعمال العالمي، مبينًا أن لديهم أكثر من 670 عضواً في المجموعة، وأكثر من 30 رئيسًا ونائب رئيس من 20 دولة من دول مجموعة العشرين، إضافة لأعلى معدل لمشاركة المرأة بواقع 33.7 %، وعقد أكثر من 41 اجتماعًا لفرق العمل، إضافة إلى 3 تقارير خاصة مختصة بفيروس كورنا وجواز سفر GVC وأهداف التنمية المستدامة، مؤكدًا أن مجموعة الأعمال السعودية أول مجموعة أعمال منذ تأسيسها تحظى بمجلس سيدات الأعمال.
وأضاف: “لدينا في الحوار العالمي في مجموعة الأعمال أكثر من 15 غرفة تجارية وطنية، إضافة إلى التواصل مع أكثر من 3500 مسؤول حكومي وقادة أعمال”.
وركز رئيس مجموعة الأعمال في حديثه على العولمة ودور المنظمات متعددة الجنسيات، مبينًا تأثير فيروس كورونا على طريقة عقد الأعمال، حيث أثرت هذه الجائحة على مجتمع الأعمال والحياة الاجتماعية أيضاً، حيث أدى هذا التأثير إلى قيام العديد من الدول بإغلاق الحدود وإبطاء تدفق الخدمات والمنتجات حول العالم.
وأضاف: “أظهرت العولمة أن الطريقة الوحيدة هي التعاون والعمل كعائلة واحدة للتخفيف من تبعات هذا الفيروس، حيث ركزنا في مجموعة الأعمال على المنشآت الصغيرة والمتوسطة بحكم إسهاماتها الكبيرة، حيث يمثلون أكثر من 60 % من الأعمال حول العالم”.
ودعا البنيان الجميع إلى تقديم الدعم المالي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة ووجوب منحهم الوصول إلى بنية تحتية تقنية مختصة.
من جهتها استعرضت عضو مجموعة تواصل المرأة W20 سلمى الرشيد أهم النتائج التي خلصت إليها المجموعة W20 بعد سلسلة اجتماعات وحوارات وشراكات وأعمال عكفت عليها خلال خمس سنوات.
ولفتت الرشيد الانتباه خلال مشاركتها في ثاني أيام برنامج قمة مجموعة العشرين إلى الصعوبات التي واجهت المرأة محلياً ودولياً بسبب جائحة كورونا، مؤكدةً أن الآثار السلبية لهذه الجائحة، طالت المرأة أكثر من الرجل، مرجعةً ذلك للأضرار التي تعرض لها القطاع الخاص والعاملين به، إذ تشكل فيه النساء ما نسبته 70 % من اليد العاملة.
وأكدت أن مجموعة W20 عمدت في هذا السياق إلى مناقشة وضع المرأة خلال الجائحة وإمكانيتها في دعم الاقتصاد وتسريع تعافيه، مبديةً تفاؤلها بأن مجموعة الدول العشرين 20 ستتعامل مع هذا الأمر بوصفه فرصة جيدة لإعادة ضبط الاقتصادات من خلال وضع خطط للتعافي، مؤكدةً أن المرأة تعد جزءاً أساسياً في تسريع عملية التعافي.
وأشارت الرشيد إلى أن المجموعة W20 حددت المجالات الرئيسة التي تتمحور حول إدراج النساء في جميع شرائح المجتمع والاقتصاد والصناعة، بعد مناقشة قضية التعافي الاقتصادي، من خلال بعدين، أولهما التدابير الرئيسة لتسريع عملية الانتعاش الاقتصادي من آثار الجائحة، والثاني يكمن في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والنمو المتوازن من خلال دعم المرأة بالتمكين الاجتماعي والاقتصادي.
ونوهت بالنقلة النوعية التي تحققت للمرأة على الصعيدين المحلي والدولي خلال خمس سنوات مضت، فيما يتعلق بمنحها فرصة جيدة لتثبت مدى أهمية دورها في نهضة وتنمية بلادها ومجتمعها، مشددةً على ضرورة استفادة المرأة من هذا الأمر عبر تطوير علاقتها بالتقنية، لأن ذلك سيساعد كثيراً في تمكينها لتكون أكثر فاعلية وإيجابية على المستوى التنموي.