أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن “ترامب” أعطى إسرائيل ما لم يمنحه لها أى رئيس أمريكى من قبل، وأنه لن يكون بمقدور الرئيس الجديد “بايدن” التراجع عن كافة الإجراءات التى اتخذها ترامب لصالح إسرائيل، غير أن الإدارة الجديدة سوف تقوم بتعديل الموقف مع الفلسطينيين وتحسين العلاقة معهم، والمأمول أن يؤدى ذلك إلى إطلاق مفاوضات جادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بأسرع وقت ممكن من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة، مُشدداً أن أى تحرك يُساعد فى هدف إقامة الدولة الفلسطينية هو تحركٌ إيجابي يتعين دعمه.
جاءت كلمات أبو الغيط خلال محاضرة ألقاها بالقاعة الكبرى لجامعة القاهرة، حضرها حشدٌ من الطلاب ولفيف من الأساتذة بالجامعة، وجاءت الندوة تحت عنوان “قصة كتابين”، وأدارها الدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة، حيث تناولت كتابيّ “شاهد على الحرب والسلام”، و”شهادتي” واللذين يتضمنانِ مذكرات أبو الغيط حول جولات الصراع العربى الإسرائيلى وعملية السلام، وكذا فترة توليه لوزارة الخارجية المصرية من 2004 وحتى 2011.
وذكر مصدر مسئول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن أبو الغيط ركز في كلمته على الظروف التي دفعته لكتابه هذين الكتابين للإسهام في تكوين ذاكرة مؤسسية للجهاز الدبلوماسي المصري العريق، مؤكداً أن ما كتبه ليس تأريخاً وإنما شهادة مباشرة على الأحداث من وجهة نظره، مُضافاً إليه خلاصة تجربته ورؤيته لمُحددات الأمن القومي المصري عبر التاريخ وفي الزمن المعاصر.
وفي معرضِ رده على أسئلة الطلاب أوضح أبو الغيط، أن إدارة “بايدن” سوف تُدير الملف النووي الإيراني بصورة مختلفة في ضوء سعيها العودة للاتفاق الذي تم توقيعه مع إيران حول برنامجها النووي في 2015، مؤكداً أن استعادة الاتفاق من دون تعديل سلوك إيران الإقليمي ينطوي على تهديد لدول المنطقة.
وأكد أبو الغيط، رداً على سؤال آخر حول مستقبل المنطقة العربية، أن الخطوة الأولى نحو صناعة المستقبل تتثمل فى استعادة الدول الوطنية وتعزيزها وتقوية مناعتها الداخلية وقدرتها على تلبية حاجات مواطنيها، مؤكداً أن ما يُسمى بالربيع العربي أدى إلى إضعاف الكثير من الدول في المنطقة، وهو ما أعطى الفرصة لإيران لتصور إمكانية استعادة هيمنتها الإمبراطورية الغابرة، كما هيأ لتركيا تصور إمكانية العودة بالزمن لأيام الإمبراطورية العُثمانية.