أعلن الاتحاد الأوروبي تأجيل تقديم 90 مليون يورو كمساعدات إلى إثيوبيا بسبب أزمة تيجراي، جاء ذلك نقلا عن قناة الشرق للأخبار. فى غضون ذلك، طلبت إثيوبيا من موظفي الحكومة في إقليم تيجراي العودة إلى أعمالهم، وأمرت حائزي الأسلحة بالتخلي عنها، فيما تسعى حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد لإعادة الحياة إلى طبيعتها في الإقليم الشمالي بعد حرب استمرت أسابيع.
كما عادت للعمل بعض خطوط الكهرباء والهاتف في مقلي عاصمة تيجراي بعد انقطاع الاتصالات منذ هجوم القوات الاتحادية في الرابع من نوفمبر، لكن وردت تقارير عن ارتفاع كبير في أسعار الوقود والمواد الغذائية إضافة إلى شح المياه. وما زال الصحفيون غير قادرين على الوصول إلى تيجراي بدون تصريح.
ويُعتقد أن آلافا قُتلوا وفر نحو مليون شخص من منازلهم خلال ضربات جوية ومعارك برية في تيجراي كشفت عن انقسامات عرقية مريرة في البلاد.
وانتزعت الحكومة السيطرة على مقلي، التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة، في 28 نوفمبر تشرين الثاني ونشرت مقطع فيديو الأسبوع الماضي لمقابلات مع عدد من أبناء الإقليم عنوانه “الحياة الطبيعية في أعين السكان”.
وأظهرت وثيقة داخلية اطلعت عليها رويترز اليوم الأربعاء أن الاتحاد الأوروبي أرجأ تقديم مدفوعات لدعم ميزانية إثيوبيا تبلغ نحو 90 مليون يورو بسبب قلقه إزاء أزمة إقليم تيجراي بشمال البلاد.
ويبدو أن التأجيل يهدف إلى دعم طلب الاتحاد الأوروبي من السلطات الإثيوبية السماح بدخول المساعدات إلى تيجراي حيث أسفرت حرب استمرت خمسة أسابيع عن أزمة إنسانية.
وأحالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإثيوبي طلبات للتعقيب إلى وزارة المالية التي لم ترد بعد.
كما لم يرد الاتحاد الأوروبي بعد على طلب للتعليق.
تقول الوثيقة إن “تأجيل الأقساط الثلاثة لدعم الميزانية يهدف إلى خلق مجال سياسي لتقييم الوضع الحالي وطلب رد فيما يتعلق بمخاوف الاتحاد الأوروبي المرتبطة بوضوح” بوصول المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال القتالية والسماح لوسائل الإعلام بدخول الإقليم.
واندلعت الحرب بين القوات الاتحادية الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني. ويُعتقد أن الصراع أودى بحياة الآلاف وشرد أكثر من 950 ألف شخص، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فر 50 ألفا منهم إلى السودان.
ويشكل الصراع معضلة سياسية بالنسبة لحكومات الغرب في ظل تقارير تتحدث عن استهداف الطرفين للمدنيين وشكوى الكثير من منظمات الإغاثة من عدم تمكنها من دخول الإقليم رغم مرور أكثر من أسبوعين على إعلان الحكومة انتهاء العمليات العسكرية هناك.
ويدعو الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة إلى وقف الأعمال القتالية والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان خلال الصراع والسماح للصحفيين بزيارة تيجراي، بحسب الوثيقة التي أكد دبلوماسي كبير في أديس ابابا صحتها.
ويفيد الموقع الإلكتروني للاتحاد الأوروبي بأن قيمة مساعداته التنموية لإثيوبيا تبلغ في المتوسط نحو 214 مليون يورو سنويا.