أعلنت المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN) عن اكتشاف أربعة جسيمات جديدة تمامًا في جهاز(LHC) في جنيف، وهذا يعني أن المصادم LHC وجد الآن ما مجموعه 59 جسيمًا جديدًا، والمثير في الأمر أنه في حين أن بعض هذه الجسيمات الجديدة كانت متوقعة بناء على النظريات الراسخة، إلا أن بعضها كان أكثر إثارة للدهشة.
ووفقا لما ذكره موقع “RT”، كشف باتريك كوبنبورج، زميل باحث في فيزياء الجسيمات بالمعهد الوطني الهولندي للفيزياء دون الذرية، وهاري كليف، عالم فيزياء الجسيمات في جامعة كامبريدج عن تفاصيل الاكتشاف.
يهدف مصادم LHC إلى استكشاف بنية المادة على أقصر مسافات وأعلى طاقات فُحصت في المختبر، واختبار أفضل نظرية حالية عن الطبيعة: النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات.
ومكّن المصادم LHC العلماء من اكتشاف آخر قطعة مفقودة من النموذج، ومع ذلك، لا تزال النظرية بعيدة عن الفهم الكامل.
وتتمثل واحدة من أكثر ميزاته إثارة، في وصفه للقوة الشديدة التي تحافظ على تماسك النواة الذرية.
وتتكون النواة من البروتونات والنيوترونات، والتي تتكون كل منها بدورها من ثلاثة جسيمات صغيرة تسمى الكواركات.
وإذا قمنا بإيقاف تشغيل القوة الشديدة لثانية واحدة، فإن كل المادة ستتفكك على الفور إلى حساء من الكواركات السائبة، وهي حالة كانت موجودة للحظة عابرة في بداية الكون.
وتقوم نظرية التفاعل القوي، التي يطلق عليها ظاهريا “الديناميكا اللونية الكمومية”، على أسس صلبة للغاية.
وتصف كيف تتفاعل الكواركات من خلال القوة الشديدة عن طريق تبادل جزيئات تسمى الغلوونات، ويمكن التفكير في الغلوونات كنظائر للفوتون الأكثر شيوعا، جسيم الضوء وحامل القوة الكهرومغناطيسية.
ومع ذلك، فإن الطريقة التي تتفاعل بها الغلوونات مع الكواركات تجعل القوة الشديدة تتصرف بشكل مختلف تماما عن الكهرومغناطيسية.
وعندما تم اكتشاف الكواركات لأول مرة، أدرك العلماء أن العديد من التركيبات يجب أن تكون ممكنة من الناحية النظرية.
وفي عام 2003، اكتشفت “تجربة بيل” في اليابان جسيما لا يناسب أي مكان، واتضح أنها الأولى من سلسلة طويلة من التيتراكواركات.
وتعد الجسيمات الأربعة الجديدة المكتشفة مؤخرا، جميعها رباعي الكواركات، وكل هذه الأشياء هي جسيمات بالطريقة نفسها التي يعتبر بها البروتون والنيوترون جسيمات، ولكنها ليست جسيمات أساسية: الكواركات والإلكترونات هي لبنات البناء الحقيقية للمادة.