شارك معالي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور قطب مصطفى سانو، في الفعالية العالمية التي نظمتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي، التي جرت عبر الاتصال المرئي أمس، بمناسبة إطلاق التقرير السنوي لعام 2020م حول العمل الخيري الإسلامي الذي يركز على نشاطات وفعاليات المفوضية في تسلم وتوزيع أموال الزكاة على اللاجئين والنازحين.
وافتتحت الفعالية بكلمة ألقاها الرئيس التنفيذي لمؤسسة ثاني بن عبد الله آل ثاني للأعمال الإنسانية الدكتور عائض بن دبسان القحطاني، أوضح فيها أن برامج المفوضية تخضع لنظم حوكمة واضحة لضمان صرف أموال الزكاة للاجئين في أوقاتها المناسبة، وبما تحفظ به كرامتهم الإنسانية، وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية الغراء.
وأشار إلى أن المفوضية تقوم بتسليم الأموال نقدا للمحتاجين، فهم الأقدر على ترتيب أولوياتهم وفقا لاحتياجاتهم وعائلاتهم، وأن مبدأ وضع المال بيد المحتاج أمرٌ محمود، مثنياً على ما تقوم به المفوضية من توفير المأوى والرعاية والأمان، ومؤكداً أن مشاريع المفوضية تسعى لتعزيز دور الزكاة في تمكين اللاجئين من العيش بصورة كريمة.
ثم ألقى معالي الدكتور سانو كلمة أكد فيها أن مجمع الفقه الإسلامي الدولي بصفته المرجعية الفقهية الأولى بالعالم الإسلامي يقوم بدور كبير في دعوة الموسرين لإخراج زكاة أموالهم وصدقاتهم لدعم قضية اللاجئين، والنازحين المعوزين، والظروف المعيشية القاسية، مبينا أن المجمع يقوم بدوره في بيان الحكم الشرعي، وأن هؤلاء اللاجئين يستحقون الزكاة وتنطبق عليهم كل الصفات التي ورد ذكرها في آيات الزكاة بالقرآن الكريم، وهم من ضمن مصارف الزكاة الثمانية بصفتهم فقراء، ومساكين، وغارمين، وأبناء سبيل.
وأثنى على ما تقوم به المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من دور يمثل الوسيط الأمين بين المُزكي والمزكى له، وبالتزام المفوضية أسس الحوكمة الرشيدة القائمة على الشفافية والنزاهة والوضوح، مشيرا إلى أن ما تقوم به المفوضيَّة من تمليك المال نقدًا للمحتاجين ليتصرفوا به وفقا لاحتياجاتهم إنما هو أمر مهم ومقدر بالغ الأهمية، حفاظا على كرامتهم الإنسانية، وتقديرا لظروفهم القاسية.
وانتهز معاليه المناسبة لتذكير المفوضية بأهمية توفير فرص التعليم للاجئين والنازحين، والاهتمام والعناية بالأطفال والنساء والمسنين، مؤكداً ثقة المجمع الكاملة فيما تقوم به المفوضية، كما دعا معاليه المفوضية إلى الاهتمام بموضوع الاستفادة من الأوقاف لصرف ريعها على اللاجئين والنازحين كما تصرف لهم أموال الزكاة.
ونوه في هذا الصدد بضرورة توفير موارد مالية ثابتة لصندوق دعم اللاجئين التابع للمفوضية من خلال أوقاف يوقفها الموسرون وأصحاب رؤوس الأموال، مستشهداً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى).
واختتم الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي حديثه بإجاباته على أسئلة الحضور بالإشارة إلى الأهمية البالغة من التزام كل قادر على إيتاء الزكاة بإخراجها سنويا امتثالا لأمر الله جل جلاله، وأداء للأمانة، ومكافحة للفقر والعوز في المجتمع الذي يعد مرضاً يجب استئصاله وعلاجه، مما يوجب تكاتف الجهود وتنسيق الخطى من أجل مكافحته.