أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله الجهني المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى.
وقال في خطبة الجمعة اليوم: من مشكاة النبوة حديث قدسي عظيم قد تضمن قواعد الدين العظيمة في العلوم والأعمال والأصول والفروع يرى العلماء أنه جامع شامل يبين سعة فضل الله ورحمته وعطفه بعباده وحلمه وكرمه وما لا يحصى من أنواع الفضل والإحسان والرأفة والرحمة والامتنان، وقد كان له قدر ومكانة عند سلف الأمة بإفراده في مصنفاتهم بالشرح والتعليق، قال فيه الإمام أحمد – رحمه الله – هو أشرف حديث عند أهل الشام، وكان أبو إدريس الخولاني – رحمه الله – إذا حدث به جثا على ركبتيه تعظيما واجلالا له، أخرج مسلم في صحيحه عن أبي ذر – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال فيما يرويه عن ربه – تبارك وتعالى – أنه قال: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل في البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه»، حديث قدسي جليل يضيئ لنا آفاق الحياة، ويرشدنا إلى سبيل النجاة، ويغرس الأمل في قلوب الحيارى الذين أنساهم الشيطان أنفسهم، وأنساهم استحضار الشكر على نعم الله تعالى التي لا تعد ولا تحصى.
وأضاف فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام: إن خير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وإن العبودية لله أعلى المقامات، وأشرف المنازل، اختارها نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام على غيرها، وكفى بالعبودية شرفا ورفعة أن الله – عزوجل – نادى بها عباده في ما مضى في الحديث القدسي عشر مرات، وفي عدة مواضع من كتابه الكريم، فاتقوا الله أيها المسلمون وراقبوه، وعظموه حق التعظيم وانزلوا به حاجاتكم فبيده مقاليد الأمور وعنده خزائن السموات والأرض والذين كفروا بربهم يعدلون.
وفي المدينة المنورة أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير المسلمين بتقوى الله.
وتابع فضيلته بتبيان أضرار المخدرات والمسكرات، مؤكداً أنها من أعظم المناهي وأشد الدواهي التي غالت شباب الإسلام وذهبت عقولهم وصحة أبدانهم حياتهم وكرامة نفوسهم هي معاقرة الخمر وإدمان شربها وتعاطي المخدرات وملازمة تناولها بابتلاعها أو شمها أو حقنها أو تدخينها.
وأوضح إمام خطيب المسجد النبوي الشريف أن المخدرات مفتاح للردى وباب للمصائب ومجمع للخبائث ومصدر المكاره والغوائل فهي رأس كل فاحشة ومنبع كل شر وأصل كل خزي وهي أم الكبائر والآثام ولقمة الفسوق والفجور وشراب الغواة والعصاة والسفلة
الأراذل.
ومضى فضيلته بالقول عنها أنها تلهي عن ذكر الله تعالى وتصد عن الصلاة والصلاح وتفسد العقول والأمزجة والطبائع والأخلاق وتذهب الغيرة والحمية والأنفة وتدعو إلى الزنا والفواحش وانتهاك المحارم وتفضي إلى المخاصمة والمقاتلة والعداوة والبغضاء وتوقع في التخنث والدياثة والقوادة والعربدة والفجور وتورث الكآبة والدناءة والمهانة والخسة وتغمس في الرجاسة والنجاسة والانحلال والضياع وتؤدي إلى الاختلاط في الأفكار والأحاسيس وفقدان الاتزان في الإدراك والشعور والشذوذ في التصرفات والأفعال وتقود إلى البأس والأوهام والانفصام والهلاوس والجنون وتوجب السخط والغضب والمقت والعقوبة.
وتابع البدير متسائلاً عن العار والخزي الذي يلحق بالمستخدم والدرك والقعر الذي يصل إليه معاقر الخمور والمخدرات وملازمها ولا ينفك عنها وعن الغفلة وعمى البصيرة والهوى الذي قاده حتى أوقعه في هذه الغلطة والورطة، مبيناً الأضرار الصحية التي تتسبب بها معاقرة الخمر والمخدر وما تظهره البيانات أن عدد الوفيات بسبب المخدرات والمشروبات الكحولية تجاوزت ثلاثة ملايين نفس سنوياً فهل من مدكر وهل من معتبر؟، فيا عبدالله يا مسلم كيف تستبدل النعيم بالجحيم والثواب بالعذاب وخمر الجنة المصون بخمر الدنيا مؤكداً تضافر النصوص وتواترها على تحريمها قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))، وفي الحديث عن أبي الدرداء قال : (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن : لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وحرقت، ولا تترك صلاة مكتوبة متعمداً فمن تركها متعمداً فقد برئت منه الذمة، ولا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر).
وتوجه إمام خطيب المسجد النبوي الشريف إلى الله تعالى داعياً بأن يقي المسلمين من آفات الخمور والمخدرات والسلامة من الخزي وسفل الدركات وأن يحفظ شبابنا وفتياتنا من مسالك الشرور والهلكات، مؤكداً أن مصنعي المخدرات ومهربوها ومروجوها إلى بلادنا وإلى بلاد المسلمين هم أخبث الخلق وأفسدهم وأنتنهم فكراً وأقبحهم سلوكاً وأشدهم عداوة لبلادنا وأهلها، واصفاً إياهم بأنهم القوم البعداء البغضاء الذين أدمنت قلوبهم و أوغرت صدورهم ودويت نفوسهم وامتلأت غلاً وحقداً وغيظاً وعداوة.
وختم فضيلته خطبته موصياً على إراقتها ومفارقتها وعدم تذوقها، داعياً من ابتلي بها إلى النهوض من عثرته والقيام من كبوته والوقوف، والعودة إلى أهله وإلى الحياة الكريمة الشريفة والعيشة الطبيعية الهانئة فليس ذلك ببعيد أو ممتنع أو مستحيل فهو أمل سهل ممكن قريب ومتاح متى ما انتهى وارعوى وندم وبكى وفتح للخير عينيه وقام للهدى مشياً على قدميه فنوى وعزم وجزم وحزم أمره ووجه للحق وجهه وقصده، والتحق ببرامج علاج الإدمان والتخلص من السموم التي ترعاها الدولة – أعزها الله -.