أعلنت هيئة فنون العمارة والتصميم امس إستراتيجيتها الشاملة التي ستستند عليها في مشروعها لتطوير قطاع العمارة والتصميم في المملكة، والارتقاء به إلى آفاق جديدة داعمة للإبداع ومُمكّنة للمبدعين من المعماريين والمصممين ومنسوبي القطاع.
وقدمت الهيئة الإستراتيجية تحت اسم “المربع” المستوحى من اسم “قصر المربع”، الذي يعكس طموحات الهيئة في صياغة انطلاقة تجديدية وحديثة للمشهد العمراني السعودي تتخطى الحدود التقليدية، وتخدم منسوبي القطاع والفاعلين فيه بجملة من المبادرات والبرامج.
وأوضحت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم الدكتورة سمية السليمان أن الإستراتيجية تنظر بشمولية لقطاع العِمارة والتصميم وتسعى لتطويره ودعم منسوبيه والارتقاء به إلى مستوى تطلعات وزارة الثقافة بقيادة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان, مشيرة إلى أن الإستراتيجية تضمنت أبعاداً ومحاور متعددة، شملت الجوانب التشريعية والتنظيمية، والدعم والتمكين وتطوير البيئة التعليمية والعملية ذات العلاقة بالقطاع المستهدف، إلى جانب حزمة من المبادرات والبرامج الداعمة لمُمارسي فنون العِمارة والتصميم في مختلف مناطق المملكة.
ووضعت إستراتيجية هيئة فنون العمارة والتصميم رؤيتها ورسالتها تحت شعار “نجم الشمال”، واختزلتها في معنى مُكثف يعبّر عن غاياتها الكبرى: “ندعم التميز في قطاع العمارة والتصميم ليعكس ثقافتنا وتطلعاتنا ويمكِّن المواهب الوطنية بهدف الارتقاء بجودة الحياة وجعل المملكة في طليعة المشهد الإبداعي العالمي”، كما وضعت الهيئة في الإستراتيجية تعريفاً دقيقاً لما يعنيه قطاع العِمارة والتصميم بالنسبة لها، الذي عرّفته بأنه: “تعبير إبداعي يتمثل في البيئة المبنية والمنتجات والتواصل البصري ويحمل قيمة جمالية وعملية، ويشمل قطاعات العمارة والتصميم الداخلي والتخطيط والتصميم الحضري وعمارة البيئة والتصميم الجرافيكي والتصميم الصناعي، وما يرتبط بهذه القطاعات من مهن ومنتجات وأنشطة وخدمات”.
وحددت إستراتيجية العِمارة والتصميم ستة أهداف إستراتيجية تتمثل في تطوير القطاع من خلال تعزيز التكامل في منظومة العمارة والتصميم، والإسهام في الناتج المحلي الإجمالي من خلال تنمية قطاع الصناعات الإبداعية وخدمات التصميم، وتنمية مواهب المهنيين الحاليين والمستقبليين، وحيازة التقدير العالمي للعِمارة والتصميم في المملكة، وتحقيق الاستدامة البيئية في البيئة المبنية، وإيجاد مجتمع محلي للبحوث والابتكار في فنون العِمارة والتصميم.
وستقدم الهيئة من خلال إستراتيجيتها 33 مبادرة تنضوي تحت 6 برامج لتحقيق أهدافها الإستراتيجية، التي سيتم تنفيذها خلال الخمس سنوات المقبلة، وجاء البرنامج الأول بعنوان “تنظيم قطاع العمارة والتصميم” وهو برنامج يُعنى بوضع الأنظمة واللوائح التنظيمية والمبادئ التوجيهية للممارسات المهنية والتجارية في قطاع العمارة والتصميم، ويضم مبادرتين هما: تطوير سياسات قطاع العمارة والتصميم، والتطوير الأكاديمي لقطاع العمارة والتصميم، أما البرنامج الثاني فجاء بعنوان “تطوير قطاع العمارة والتصميم” وهو برنامج يحفز تنمية القطاع ويُمكّن الممارسين على إحداث تأثير أكبر وأوسع على مجتمع العمارة والتصميم، ويضم 7 مبادرات هي: “ميثاق الملك سلمان العمراني”، ومبادرة “صُمِّم في السعودية”، ومبادرة “الجمعيات المهنية في قطاع العمارة والتصميم”، ومبادرة “مركز ومؤتمر الاستدامة في العمارة والتصميم”، ومبادرة “إثراء الأصول الثقافية”، ومبادرة “التحول الحضري”، ومبادرة “مركز تصميم الخط الطباعي العربي”.
فيما جاء البرنامج الثالث بعنوان “التعليم والتطوير المهني”، وهو برنامج مخصص لدعم الممارسين المحليين في رحلة مهنية شاملة من التعليم إلى التميز المهني، ويضم 7 مبادرات، هي: “تنمية المهارات الإبداعية عند النشء”، و”التدريب المهني وبرامج الإرشاد”، و”التطوير المهني المستمر”، و”برامج الإثراء التعليمي”، و”حاضنات ومسرعات الأعمال في قطاع العمارة والتصميم”، و”المنصات الرقمية الوطنية للعمارة والتصميم”، و”الأكاديمية النجدية للعمارة”، بينما يأتي البرنامج الرابع بعنوان “تطوير المحتوى”، وهو برنامج يُعنى بحصر وجمع وخلق وترويج محتوى ثقافي حول العمارة والتصميم لإثراء الممارسات الثقافية، ويضم 8 مبادرات إستراتيجية هي: “إستراتيجية الأبحاث في مجال العمارة والتصميم”، و”المركز الوطني لتوثيق العمارة والتصميم”، و”السياحة المعمارية”، و”توثيق الهويات الإقليمية للمملكة”، و”موسوعة العمارة والتصميم”، و”تطوير المحتوى المرئي والمسموع”، و”متحف العمارة والتصميم”، و”مجلة التصميم السعودي”.
ويركز البرنامج الخامس على المشاركة المجتمعية والتواصل، وهو برنامج يُعنى بإعداد تقويم الفعاليات الثقافية وجوائز هيئة فنون العمارة والتصميم المقدمة للمجتمع المحلي والدولي، ويضم 4 مبادرات إستراتيجية هي: “مسابقات وجوائز العمارة والتصميم”، و”التصميم لخدمة المجتمع”، و”أيام التصميم”، و”ديزايناثون” العمارة والتصميم. وجاء البرنامج السادس بعنوان “تفعيل هيئة فنون العمارة والتصميم” وهو برنامج مخصص لتفعيل الهيئة، مع التركيز على التواصل والمبادرات الداخلية لتنفيذ النموذج التشغيلي، ويضم 5 مبادرات إستراتيجية هي: “تنفيذ وتفعيل النموذج التشغيلي”، و”إستراتيجية التواصل بمجتمع الهيئة”، و”دراسة حالة قطاع العمارة والتصميم”، و”تفعيل الشراكات الإستراتيجية”، و”تسجيل الممارسين والشركات”.
وستعمل هيئة فنون العِمارة والتصميم على ضوء هذه الإستراتيجية في تنفيذ مسؤولياتها تجاه تطوير القطاع في المملكة، والنهوض به، ودعم الفاعلين فيه والممارسين بمختلف تخصصاتهم، وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في جوانبها الثقافية، ومستهدفات وزارة الثقافة بوصف الهيئة تابعة للوزارة وواحدة من 11 هيئة ثقافية، ومسؤولة عن تطوير قطاع العِمارة والتصميم في المملكة وإبرازه محلياً ودولياً.