أكد رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك، ومجلس الوزراء، تقديره واهتمامه البالغين ببيانات الإدانة والتنديد والدعم التي ظلت تتوالى من مختلف الدول الشقيقة والصديقة، ومختلف المنظمات الدولية والقاريّة والإقليمية، منذ أول أمس، عقب محاولة الانقلاب العسكري الفاشل، والتي تم إحباطها بتضافر وتكاتف مختلف قوى الشعب السوداني الحية من قوى الثورة والتغيير والوطنيين من منسوبي وقيادات القوات النظامية.
وأعرب مجلس الوزراء السوداني، في بيان صحفى، عن تقديره لبيانات الإدانة والدعم الصادرة من الأمم المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الافريقي، وجامعة الدول العربية، والترويكا ( النرويج وبريطانيا والولايات المتحدة)، والإيجاد، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، ومملكة البحرين، والجمهورية اليمنية.
وأشار البيان إلى أن رئيس الوزراء تلقى اتصالات ورسائل شجب للانقلاب وتأكيد على دعم الانتقال الديموقراطي بالسودان، من كل من الفريق أول ركن سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان، ومحمد عبد الله فرماجو رئيس جمهورية الصومال، ومحمد بازوم رئيس جمهورية النيجر، وفيكي فورد وزيرة شؤون أفريقيا بالمملكة المتحدة، كما تلقى الدكتور عبد الله حمدوك، رسالة من نظيره الإثيوبي آبي أحمد.
واتفق الشركاء الدوليون والإقليميون على التنديد بالمحاولة الانقلابية الفاشلة والتي تُعد استهدافا لتطلعات وآمال الشعب السوداني في الانتقال الديمقراطي والحرية والسلام والعدالة، مؤكدين دعمهم الكامل للسودان وشعبه من أجل الحفاظ على سيادته ووحدته وأمنه، ودعمهم لمؤسسات الحكم الانتقالي وجهودها المبذولة في سبيل تحقيق الاستقرار والتنمية التي يتطلع لها الشعب السوداني.
وأشار مجلس الوزراء السوداني، إلى أن بيان الخارجية الأمريكية عبر عن جهود الإدارة الأمريكية ومختلف الشركاء لحشد دعم كبير لمساعدة السودان على تحقيق أهدافه الاقتصادية والأمنية.
يذكرأن، قالت وزيرة الخارجية السودانية الدكتورة مريم الصادق المهدي، إن السلطات السودانية المختصة أحبطت المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قام بها أمس بعض الضباط من الرتب الوسيطة والصغرى بالإضافة إلى بعض المدنيين ذوي الصلة بالنظام البائد.
ونقلت وكالة السودان للأنباء “سونا” عن المهدي قولها، في عرض قدمته للسلك الدبلوماسي المعتمد بالخرطوم حول المحاولة الانقلابية الفاشلة، إن قيادة القوات المسلحة تصدت لتلك المحاولة، وتمت السيطرة الكاملة على الوضع، كما تم إلقاء القبض على قادة تلك المحاولة من العسكريين والمدنيين، ويجري التحقيق معهم حاليا.
وذكرت أن إعلان حكومة السودان عن إحباط هذا المخطط الانقلابي الفاشل أثار ردود أفعال إقليمية ودولية إيجابية جديرة بالثناء والتقدير، مشيرة إلى أن الوزارة ننتهز هذه الفرصة لكي تعرب عن عميق شكرها وتقديرها لكافة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي أدانت المحاولة الانقلابية.
وأوضحت أن مدبري المحاولة الانقلابية لم يجدوا الاستجابة التي كانوا ينتظرونها من الوحدات المختلفة، لافتة إلى التقدم المطرد والنجاحات والإنجازات المتتالية التي حققتها ثورة ديسمبر، على الصعيد السياسي والدبلوماسي، ونجاح حكومة الفترة الانتقالية في فك طوق العزلة الدولية الذي كان مضروبا على السودان من جراء السياسات الرعناء للنظام البائد، وخصوصا الدلائل الواضحة على تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي للبلاد في الآونة الأخيرة.
وأوضحت أن تلك النجاحات أزعجت عناصر الثورة المضادة، وأصابتهم بالإحباط مما دفعهم إلى هذه المحاولة اليائسة الرامية إلى قطع الطريق أمام مسيرة الفترة الانتقالية الماضية بعزم نحو إنجاز التحول الديموقراطي المنشود.
وأكدت تعزيز لُحمة وتماسك شركاء الفترة الانتقالية، وزيادة وعيهم بخطورة مخططات فلول النظام البائد وسعيهم الدؤوب إلى إفشال الانتقال، ومحاولة تقويض مكتسبات وإنجازات ثورة ديسمبر، الأمر الذي دعاهم إلى التحلي باليقظة التامة حيال تلك المخططات.
وناشدت وزيرة خارجية السودان المجتمع الدولي وكافة الدول الصديقة والشقيقة، لتقديم الدعم المطلوب لعملية الانتقال في السودان، بما يمكنها من مجابهة التحديات الجسام الماثلة أمامها، والعبور بأمان وصولا لمرحلة التحول الديموقراطي بإنجاز جميع استحقاقاته اللازمة، وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب السوداني في التنمية والسلام والحرية والعدالة والتداول السلمي المستدام للسلطة.