أكد الرئيس العراقى برهم صالح، اليوم الخميس، أن الدولة العراقية تمكنت من تحرير أراضيها من داعش وحماية العالم من جرائمه، ببسالة الجيش العراقى بكافة تشكيلاته، وبدعم التحالف الدولي والأصدقاء والجيران، والدور الكبير للمرجعية الدينية في النجف الأشرف التي حشّدت قوى الشعب فى هذه المواجهة المصيرية.
وأشار “صالح ” فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، إلى أن الانشغال بالصراعات في منطقتنا سيكون متنفسّا لعودة الإرهاب وتهديد أمن البلدان والشعوب، فلا يمكن الاستخفاف بخطورة الإرهاب الذى لا يمكن القضاء عليه إلا بإنهاء الفساد.
وأوضح الرئيس العراقى، أن مكافحة الفساد تُمثل للعراق اليوم معركة وطنية، ترتكز على الحد من منابع الفساد وإغلاق منافذه واسترداد ما تم نهبه وتهريبه من أموال، ولا خيار أمامنا إلا الانتصار في هذه المعركة، داعيا المجتمع الدولي للمساعدة في الكشف واسترداد أموال الفساد المهرّبة من العراق، وتشكيل تحالف دولي لمحاربة الفساد واسترجاعِ الأموالِ المنهوبة، على غرار التحالف الدولى ضد الإرهاب.
ولفت إلى أن الانتخابات العراقية المقبلة مصيرية واستحقاق وطني مفّصلي ستكون لها تبعات على كل المنطقة، مشيرا إلى أنها جاءت استجابة لحراك شعبي وإجماع وطني على الحاجة لإصلاحات جذرية وعقد سياسي واجتماعي جديد يُعالج مكامن الخلل في منظومة الحكم، مشددا على ضرورة أن تكون الانتخابات المسار السلمي للإصلاح عبر برلمان وحكومة يستندان بحق إلى حكم الشعب بدون تلاعب.
وشدد على ضرورة إعادة ثقة العراقيين في الانتخابات وضمان المشاركة الواسعة يُمثل أولوية قصوى، حيث تم إقرار قانون انتخابي جديد أكثر عدلاً، ومفوضية انتخابات جديدة، ووفرت الحكومة احتياجاتها، وتم تبنّي “مدونة السلوك الانتخابي” من اجل إنجاح الانتخابات، لافتا إلى أن أحد الاحتقان السياسي في العراق يعود إلى مكامن الخلل وغياب الثقة الشعبية في العمليات الانتخابية السابقة.
ولفت إلى أن العراق يقع في قلب المنطقة التي عانت من نزاعات مستحكمة جراء انهيار منظومتها الأمنية والسياسية منذ أربعين عاما وكان غياب العراق عن دوره في المنطقة أحد أسباب فقدان الاستقرار الإقليمي، مؤكدا الحاجة لمنظومة إقليمية جديدة تستند على التعاون والترابط الاقتصادى بين دول المنطقة وبمشاركة المجتمع الدولى.
وأكد أن نجاح إحلال السلام في المنطقة لن يتم من دون العراق الآمن والمستقر بسيادة كاملة، وإعادته لدوره المحوري في المنطقة، وهذا يستدعي دعماً وإنهاء تنافسات وصراعات الآخرين على ارضنا، مشيرا إلى أن العراق يمر بظروف مناخية صعبة من التصحر وشحة في الموارد المائية جعلت البلد خامس أكثر البلدان هشاشة تجاه التغيرات المناخية.
وشدد على موقف العراق الثابت بضرورة إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، فلا يمكن ان يستتب السلام في المنطقة بدون إقرار وتلبية كامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.