قال العماد جوزاف عون قائد الجيش اللبناني، إن لبنان بحاجة إلى جيشه اليوم أكثر من أى وقت مضى، مشددا على أن مهمتهم فى الدفاع عن الوطن مقدسة، مؤكدا أن الجيش يتعامل مع المواقف بمسؤولية ويقف على مسافة واحدة من الجميع، لكنه لن يسمح بزعزعة الوضع الأمنى ولا بإيقاظ الفتنة إنطلاقا من أن الجيش هو الأمان والضمانة للبنان وشعبه، وإلا فالميليشيات المسلحة ستستعيد سيطرتها، مؤكدا أن قيادة الجيش تتفهم معاناة العسكريين وتسعى جاهدة للتخفيف منها.
وأضاف عون ،خلال اجتماع مع أركان القيادة وقادة الوحدات والأفواج والضباط القادة والعامين وأعضاء المجلس العسكري، أن الجيش اللبنانى أظهر احترافا عاليا خلال جلسات التفاوض التقنية، استنادا إلى أحكام القانون الدولى ووفق مبدأ المطالبة بالحد الأقصى القانونى لتأمين أقوى وضعية تفاوضية.
وشدد على أن المؤسسة العسكرية قامت بواجبها الوطنى بالمطالبة بحقوق مياهه البحرية خلال المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لترسيم الحدود البحرية، مشيرا إلى أن الملف ينتظر القرار السياسى للبت فيه واتخاذ القرار المناسب، مشددا على أن الجيش يخضع للسلطة السياسية لأن الموضوع وطنى بامتيار ويعنى الجميع.
وعرض العماد جوزاف عون خلال الاجتماع الأوضاع العامة فى لبنان والتحديات التى تواجه المؤسسة العسكرية فى ظل تدهور الوضع الاقتصادي.
وأشاد عون بأداء العسكريين المنضبط والمسؤول رغم التحديات التى يعيشونها، وتعدد المهام، مؤكدا أنهم أثبتوا خلالها أنهم رجال وطن استحقوا الثناء والتقدير من الشعب اللبنانى والمجتمع الدولي.
وقال عون : “تعيشون ظروفا اقتصادية صعبة، ربما هى الأسوأ فى تاريخ لبنان، لكنكم ماضون بتنفيذ المهمات الموكلة إليكم بمهنية واحتراف وانضباط للمحافظة على الأمن والاستقرار فى لبنان، هذه هى المهمة المقدسة المطلوبة منا، بخاصة فى هذه المرحلة، ما يتيح للسياسيين التفتيش عن الحلول اللازمة للخروج من هذه الأزمة“.
وأكد قائد الجيش أن المساعدات العينية والغذائية والطبية التى تتلقاها المؤسسة العسكرية من الدول الصديقة والشقيقة، توزعها تباعا وبمساواة، معتبرا أنها تثبت الثقة فى دور الجيش بوصفه العمود الفقرى للبنان والضامن للأمن والاستقرار
.
وختم قائد الجيش بالقول: “نحن اليوم أمام محطة إيجابية وواقع سياسى جديد يدعو الى التفاؤل وهو تشكيل الحكومة التى ننتظر منها، كما كل اللبنانيين، معالجة الملفات الاقتصادية والمالية والحياتية، وأن تكون المؤسسة العسكرية كما باقى المؤسسات الأمنية فى صلب اهتماماتها، لأن الاستقرار السياسى والأمنى شرط أساسى للاستثمار ولتشجيع الدول على مساعدتنا. أطمئن جميع اللبنانيين إلى أن جيشهم، ورغم التحديات التى يواجهها، سيبقى على عهده وقسمه بحمايتهم وحماية السلم الأهلى وصون الاستقرار، على أمل ان تنتهى هذه الأزمة ويستعيد المواطنون ثقتهم بدولتهم“.