دعا العاهل المغربى الملك محمد السادس إلى مواصلة مسيرة التنمية وتعزيز مكانة المملكة والدفاع عن مصالحها العليا، وأكد الملك محمد السادس في خطابه الموجه إلى أعضاء البرلمان المنتخب حديثاً بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة، أن الولاية التشريعية الحالية تأتي في الوقت الذي يدشن فيه المغرب مرحلة جديدة تقتضي تضافر الجهود حول الأولويات الاستراتيجية، حسبما ذكرت وكالة أنباء المغرب.
وشدد على ضرورة مواصلة المغرب لمسيرة التنمية، ومواجهة التحديات الخارجية، كما حث على ضرورة تعزيز مكانة المغرب، والدفاع عن مصالحه العليا، لاسيما في ظرفية مشحونة بالعديد من التحديات والمخاطر والتهديدات.
وتطرق الملك محمد السادس إلى عودة قضايا السيادة للواجهة، والتسابق من أجل تحصينها، قائلا في هذا الصدد: «وقد أبانت الأزمة الوبائية عن عودة قضايا السيادة للواجهة، والتسابق من أجل تحصينها، في مختلف أبعادها، الصحية والطاقية، والصناعية والغذائية، وغيرها، مع ما يواكب ذلك من تعصب من طرف البعض». وأشار: «وإذا كان المغرب قد تمكن من تدبير حاجياته، وتزويد الأسواق بالمواد الأساسية، بكميات كافية، وبطريقة عادية، فإن العديد من الدول سجلت اختلالات كبيرة، في توفير هذه المواد وتوزيعها».
وفي الصدد، وبهدف تعزيز الأمن الاستراتيجي للمغرب، دعا ملك البلاد إلى إحداث منظومة وطنية متكاملة، تتعلق بالمخزون الاستراتيجي للمواد الأساسية، لاسيما الغذائية والصحية والطاقية، والعمل على التحيين المستمر للحاجيات الوطنية.
من جهة أخرى، أشاد عاهل المغرب بالتنظيم الجيد والأجواء الإيجابية التي مرت فيها الانتخابات الأخيرة، وبالمشاركة الواسعة التي عرفتها، خاصة في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأكد الملك أن «هذه الانتخابات كرست انتصار الخيار الديمقراطي المغربي، والتداول الطبيعي على تدبير الشأن العام»، مشيرا إلى أن «الأهم ليس فوز هذا الحزب أو ذاك، لأن جميع الأحزاب سواسية لدينا».
ولفت إلى أن بداية هذه الولاية التشريعية، تأتي في مرحلة واعدة، بالنسبة لتقدم المغرب، مبرزا أن الحكومة والبرلمان، أغلبية ومعارضة، مسؤولون مع جميع المؤسسات والقوى الوطنية، على نجاح هذه المرحلة، من خلال التحلي بروح المبادرة، والالتزام المسؤول.
يذكرأن، صرح رئيس الحكومة المغربية الجديدة، عزيز أخنوش، أن الحكومة الجديدة، التي عينها الملك محمد السادس، بمدينة فاس، تزخر بكفاءات ستعمل على الاستجابة لتطلعات وانتظارات المغاربة من خلال تنزيل الورش الملكي الكبير للنموذج التنموي الجديد، وفق صحيفة الخبر المغربية.
وقال أخنوش، عقب تعيين الملك لأعضاء الحكومة الجديدة، إن هذه الحكومة ستكون، بفضل وجوهها الجديدة “حكومة عمل ونتائج”، مبرزا أنها واعية بالانتظارات الهامة للمواطنين وستعمل على معالجة القضايا الكبيرة المطروحة.
وأوضح أخنوش أن هذه الحكومة تأتي بعد استحقاقات انتخابية أظهرت نتائج واضحة، وكرست المسلسل الديمقراطي بالمملكة، وسجلت نسبة مشاركة عالية مما يجعل منها “البديل الذي أراده المواطنون”.
وأضاف أخنوش، أن هذه الحكومة تستمد قوتها من تحالف ثلاثة أحزاب سياسية تتوفر على أغلبية جد مهمة ومريحة سواء على المستوى الوطني وكذا على مستوى الأقاليم والجهات.
وتابع أن من شأن هذا الانسجام أن يتيح التنزيل الأمثل والناجح، وفي أحسن الظروف، للبرنامج الحكومي الذي ينسجم مع التوجهات الكبرى للملك وبرنامج النموذج التنموي الجديد.
وخلص أخنوش إلى أن الحكومة الجديدة “حكومة متماسكة وذات كفاءات”، وأن كل المؤشرات تبشر “بنتائج إيجابية بالنسبة للمواطن وبالنسبة للبلاد”.