اختتم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) أمس، أعمال المؤتمر الدولي للفنّ الإسلامي، الذي نظمته بالتعاون مع جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد تحت عنوان ” المسجد: إبداعُ القِطَع والشكل والوظيفة”، واستمر لمدة 3 أيام، بحضور عددٍ من المسؤولين والمتخصصين بالفنّ الإسلامي والمعماري، سلّطت من خلالها الضوء على إبراز عناصر الفنّ المعماري والقطع الأثرية للمساجد وتطوّرها عبر الأزمان، إلى جانب معرفة الحقب الإسلامية التي أثّرت على بناء المساجد بطرق فنّية معمارية.
وبيّن رئيس مجلس أمناء الفوزان لخدمة المجتمع عبدالله الفوزان، أن المساجد تشكل حاضنة مجتمعية ومدرسة ثقافية ومسيرة جمالية لاعتبارها منهل للإبداع تطورت بخبرات الحرفيين والمهندسين، ليصبح كل جزء فيها متفردًا بذاته، منوهًا بالشراكة المتميزة مع مركز “إثراء” التي تسلط الضوء على الأبعاد المختلفة للمسجد، امتدادًا لدور الجائزة كمرجع فكري وتطبيقي.
من جانبه، نوه الأمين العام لجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد الدكتور مشاري النعيم، بما قدمه المؤتمر من أوراق عمل ملهمة أثارت إعجاب الضيوف والزّوار، مؤكدًا التزام الجائزة بتطوير القطاع العمراني والمعماري للمساجد، والتعريف بالنماذج المتميزة لتصميم المساجد وتشييدها والحفاظ عليها، وتُمنح للمكتب الهندسي الذي يصمم المشروع الفائز، وتنفذ الجائزة عدد من الأنشطة لنشر المعلومات عن تلك النماذج والاحتفاء بها.
بدوره، كشف الرئيس التنفيذي لهيئة المتاحف السعودية الدكتور ستيفانو كاربوني، أن الهيئة تهدف إلى تنمية وتنظيم قطاع المتاحف، وإنشاء متاحف وطنية وإقليمية رائدة ومتنوعة التصنيفات، وخلق الوظائف وتوفير فرص التدريب والتعليم في المتحف، وإنشاء شراكات وشبكات وطنية ودولية، لتحقيق أفضل النتائج على المستوى الدولي في هذا القطاع الثقافي الحيوي، وستثري حياة جميع مقيمي وزوّار المملكة.
وأعلن عزم الهيئة تطوير القطاع من خلال إلهام العروض والبرامج وبناء منصات ثقافية متنوعة لجذب رواد الثقافة المحليين والدوليين، موضحًا خطة المتاحف المقبلة بحلول عام 2023 في عدة مناطق منها الدمام وأبها وحائل والقصيم، ونجران وعرعر مع حلول عام 2030، مبينًا أن أول متحف جديد سيتم افتتاحه في غضون ستة أشهر هو نسخة أولية من متحف المملكة العربية السعودية للفن المعاصر في مشروع تطوير الحي الجديد في الدرعية، كما سيتم افتتاح متحف الذهب الأسود في الرياض بعد ذلك بوقت قصير، بالشراكة مع مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية.
وأبان الرئيس التنفيذي لهيئة المتاحف السعودية أن الرؤية الثقافية للمملكة تعتمد على تنشيط 16 قطاعًا فرعيًا ثقافيًا فريدًا، من شأنه دعم مساهمة نحو 23 مليار في الاقتصاد، ما يعادل 3٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، ويفرز نحو 100,000 فرصة عمل وظيفية، في الوقت الذي ستشهد الخطط الأخرى متوسطة المدى افتتاح مؤسسات كبرى.
وتضمن المؤتمر العديد من الجلسات الحواريّة التفاعلية المتعلقة بالمساجد، وتسليط الضوء على القطع الأثرية للمساجد ومعانيها وثقافتها وتطورها على مدى التاريخ، بطرح 25 ورقة عمل علمية بمختلف الجنسيات.