الحمد لله ذي الفواضل والنعم وصلى الله وسلم على نبينا محمد النعمة المهداة والرحمة المسداة وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه واقتفاه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أما بعد
نعم الله علينا لا يحيط بها أحد ولا يحصرها عدد وصدق الله تعالى اذ يقول " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم " آية 18 النحل .
ومن نعمه علينا سلامة العظام والمفاصل وطريق شكرها أن نقوم بأعمال صالحة متنوعة قاصرة ومتعدية من العدل بين الاثنين قضاءاً او اصلاحاً وإعانة للعاجزين وبالكلمة الطيبة التي تبهج النفوس وتسر القلوب ومن الخطوات إلى بيوت الله والمشاركة في إماطة الأذى عن طريق المسلمين سواءاً أذى حسي أو معنوي وقد ورد أن عدد العظام ثلاثمائة وستون مفصلاً ولذا علينا بالصدقات بمقدار العدد كما في الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة تعين الرجل في دابة فتحمله عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة "
وقد جاء أبي بن خلف لعنه الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه يده عظم رميم وهو يفته ويذروه في الهواء وهو يقول يامحمد اتزعم أن الله يبعث هذا ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم يبعثك الله تعالى ثم يحشرك إلى النار ونزلت الآيات وفيها قوله تعالى " وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيى العظام وهي رميم قل يحيها الذي أنشاها أول مرة وهو بكل خلق عليم " هذه الآيات سواء كانت قد نزلت في أبي بن خلف أو العاص بن وائل أو فيهما فهي عامة في كل من أنكر البعث .
وكان المتنبي يقول في أبيات يمدح السلطان في زمانه فيها
يا من الوذ به فيما أؤمله ... ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره ... ولا يهيضون عظماً أنت جابره
وكان الإمام ابن تيمية رحمه الله يقول هذه لا تصلح لمخلوق وكان يدعوا الله بها في سجوده .
محبكم
عطا الله بن عبدالله العتيبي
التعليقات 2
2 pings
حلم
03/08/2013 في 2:34 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك ياشيخ عطالله ..مقال قمة في الروعة ،لاعدمنا قلمك،بارك الله لك في صحتك وأهلك ومالك،
درر .. لله درك
03/16/2013 في 11:03 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خيراً