كتب الزميل في الشرق «خالد الحربي» مقالاً بعنوان: «سؤال وجواب» نشر يوم الإثنين الماضي، حيث يقول: «سائلٌ من رفحاء رمز لـ اسمه بـ «س ل ش» يقول: كيف أستطيع أن أكفّر عن شعوري بالذنب جرّاء التصويت لأحد مرشّحي المجلس البلدي، أشعر بأنّي شاركت بوأد مدينتي وإعادتها لعشر سنوات للخلف؟!
الجواب: لا عليك اعتبر المسألة «مطباً» أو مشروعا «متعثّرا» من مشاريع الحياة!».
وليسمح لي أخي «خالد» اقتباسي سؤالاً وجواباً من مقاله، ووضعهما توطئة لمقالي هذا اليوم!
لقد اعتدنا التعثر بالمطبات المختلفة، وألفنا مشاهدة المشاريع المتعثرة -ليست المشاريع البلدية وحدها- ولذلك جاءت المجالس البلدية؛ لتساهم في المراقبة على الأمانات والبلديات والمراكز القروية، وتشرف على أدائها.
لا تزال المجالس البلدية تعمل في إطار نظام ذي صلاحيات محددة وقاصرة، وهو أمر تؤكد وزارة الشؤون البلدية والقروية أنها تسعى إلى تطويره من خلال توسيع الصلاحيات، والمهام؛ للقضاء على جوانب القصور المختلفة التي تقيد عمل المجالس، وتحد من دورها المأمول في تطوير وتنمية وتنظيم المدن، وحماية البيئة، وتعمل عليه من خلال اجتماعات ودراسات وورش عمل يشارك فيها بعض الأعضاء، وهو أمر طبيعي في تطوير أي عمل تنظيمي جديد إذ يحتاج لزمن معقول؛ ليتلافى كثيراً من الأخطاء، ويزيل العقبات التي تعترض أداءه حيث تبرز كثير من المشكلات أثناء التطبيق؛ لأن ما هو نظري قد يكون مثالياً لدى واضعه الذي قد تغيب عنه كثير من الأمور.
ليست كل الأسئلة تقتضي أجوبة، وليست كل الأجوبة تكون شافية للسائلين، فكثيرا ما يكون السؤال في غير محله أو موجها لمن لا يملك إجابته إما لعدم معرفته أو لعدم اختصاصه أو لأن المسؤول لا علاقة له به أو يرى أنه غير ملزم بالإجابة، وقديما قيل: إن فهم السؤال نصف الإجابة، وربما يحق لي القول: إن مسؤولية أخلاقية مشتركة تكون بين السائل والمسؤول في طرح السؤال والإجابة عليه.
عقد المجلس البلدي بمحافظة الخفجي اجتماعه الأول بالمواطنين في دورته الثانية، ويبدو أنه سيكون اجتماعا يتيما؛ لأن كثيرا ممن حضروه لم يجدوا ما يشجعهم لحضور اجتماع آخر، فقد بدا الاجتماع متواضعاً للغاية في عدد الحضور -رغم حضور جميع أعضاء المجلس، وعدد من مسؤولي البلدية وموظفيها، ونال تغطية إعلامية واسعة- هذا الاجتماع الذي جاء متأخراً -دون شك- قد ساهم في خفوت الوهج المأمول من هذا المجلس في هذه الدورة، فقد كان كثيرون يتوقعون أن يكون اجتماعاً حقيقياً، ويكون حضوره موسعاً، ويحظى بطرح موضوعي وواقعي بعد كل التسويفات التي تمت حتى عقده!
تقول العرب ليس من رأى كمن سمع، ولكنني حضرت الاجتماع، وجمعت بين الرؤية والاستماع – رأيت وسمعت كل ما دار فيه من بدايته حتى نهايته – فلم يكن توقيته مناسبا – وربما أسهم ذلك في إحجام كثيرين عن حضوره – فكأنه عقد لرفع العتب لا أكثر – قناعة شخصية قد يشاركني فيها بعضهم أو يعارضها – لأن الاجتماع الناجح هو الذي تبذل له كل السبل التنظيمية الحقيقية قبل بدئه، فيعلن هدفه، ويحدد موضوعه، وتوضح محاوره التي يستنير بها المجتمعون.
إن المجلس البلدي بالخفجي مشكل من مجموعة أعضاء مؤهلين تأهيلاً علمياً متنوعاً، ولديهم خبرات مختلفة، وهو ما يجعل الأمل والعتب كبيرين، إذ يأمل المواطنون أن يكون لمجلسهم دور في الارتقاء بالخدمات البلدية خاصة في وجود الاعتمادات المالية الكبيرة التي إن لم تستثمر استثمارا حقيقيا رشيدا فإن مستقبل هذه المدينة في خطر!
كان الحضور على قلتهم ورغم تباينهم قد أتوا بقلوب وعقول مفتوحة على أعضاء المجلس؛ ليستمعوا ويسألوا، ويتعرفوا على حاضر مدينتهم ومستقبلها، لم يأتوا ليسمعوا بيانا مقتضبا – رغم ما حواه من معلومات مهمة – ثم يتم توجيههم لكتابة أسئلتهم على الورق، وكأنهم مراسلون في مؤتمر صحفي لوزير خارجية انتهى لتوه من اجتماع مطول، ولديه موعد سفر لحضور اجتماع آخر!
كتبت في العام الماضي مقالا بعنوان: «الخَفْجِي.. وَمَجْلِسُهَا البَلدي المُتَوارِي» ولأنني ألتقي برئيس المجلس وعدد من الأعضاء – فبينهم كثير من الأصدقاء والزملاء السابقين والحاليين – وقد قال بعضهم إنهم يحتاجون مدة مناسبة للعمل؛ لأنهم يودون أن يلتقوا بالمواطنين ولديهم ما يقدمونه لهم من إنجازات.
همسة: قد يشعر المواطنون بتحسن أداء مجلسهم البلدي، ولكنهم يتوقون إلى التحاور مع أعضائه في اجتماعات حقيقية، وأن يطلعوا على إنجازاته عبر بوابة إلكترونية خاصة به!
عبدالله مهدي الشمري
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
مشاري اليامي
05/02/2013 في 2:29 م[3] رابط التعليق
شكراً كاتبنا العزيز
أولاً إعترافك سرقة الفكره من زميلك والأعتراف بالحق فضيله
أما المجلس وأنا الذي ليس لي فيه من بعيد ولا قيب أحد
ولكن الأعضاء بعملهم ما قصروا أوصلوا الأفكار وعملوا على إحتياجات المدينه
ووضعوا آرائهم ومقترحاتهم وحلولهم أمام المسؤول الأول ورئيس المجلس
ولكن ليس ذنبهم إذا ما تحققت ما كتبوا وعملوا
لماذا لا تعاتب أمانة الدمام وهي المرجع الرئيسي
مشكلتنا أننا ننظر للحلول في مشاكلنا بمنظار ضيق وذو جوده رديئه
ومن هذا المنبر
أرفع أحترامي لأعضاء المجلس
وأخص بالذكر الأستاذ مدغش والمهندس نواف والأستاذ بدر
وباقي المجلس المؤقر
ماجد الشمري
05/02/2013 في 4:01 م[3] رابط التعليق
تعقيب بسيط علي ان اعضاء مجلس البلدي مؤهلين علميا وعندهم خبرات
ماهي مؤهلات اعضاء مجلس البلدي
وماهي خبراتهم وماهي الدورات التى اخذوها في هذا المجاول
هل هناك شرط لمن يرشح نفسه ان يكون يحمل شهاده علميه عاليه ما اعتقد
keek man
05/02/2013 في 7:24 م[3] رابط التعليق
ايضاً انتم أيها المحسوبين على الاعلام بأي وجة كان , كان لكم دور كبير في إسناد هذا الفشل الذي مارسة المجلس البلدي والبلدية خلال السنوات الماضية ولا زالا يمارسانة , ويبدو ان المصالح نسجت خيوطها بين الاعلامي والمسؤول وصاحب القرار واصبحت تلك الخيوط تشكل عائقاً دون ايضاح الحقيقة والصدع بها في وجة ألمسؤول بشكل مباشر ودون تحوطات , المحسوبين على “القلم” في محافظتنا هم البوصلة التي من المفترض ان يستخدمها المسؤول لقياس مستوى عملة واداءة , وعندما لا تعمل هذا البوصلة بشكل صحيح يفقد المسؤول تلك الوسيلة المهمة يبدأ في التخبط والتوهان في مسالك ضيقة ومعزولة , المحسوبين على الاعلام في الخفجي واقصد بهم اعلام الصحف الالكترونية والمنتديات يكتبون فقط لمجرد الكتابة !! ويستخدمون الكتابة كرمز من رموز المكانة الاجتماعية لا اقل ولا اكثر !, لكي يكون صاحب القلم فاعلاً في مجتمعة يجب ان تكون علاقتة بالمسؤول علاقة أفقية يحكمها الاحترام والثقة والندية والاستقلال والتعاون , وليست رأسية تحكمها الاملاءات والتبعية والخنوع والانسياق , آمل ان يعي الاخوة المحسوبين على “القلم ” طبيعة هذا العلاقة وان يكونوا واعين بأهميتها وتحقيقها على هذا الوجة حتى لا تضيع منا فرصة وضع هذه المحافظة على الطريق الصحيح للتنمية .
يتيم الامه
05/03/2013 في 7:17 م[3] رابط التعليق
قلة الحضور دليل وعي اهل الخفجي لانهم عارفين الامور كلها اما الاعضاء المحترمين حسبوه خطا وجاء متاخر ويثقون تمام الثقه لن ينجح منهم احد بالدورة القادمة وانصحهم بعدم التقديم لها مجلس يرؤسه موظف مستحيل ينجح لانه هو اصلا ما نجح بوظيفته حتى ينجح برئاسة المجلس
ابو رائد999
05/20/2013 في 9:27 م[3] رابط التعليق
يآآعزيزي وش الجديد..من هالمجلس
ما شفنا شي..كلها مشااريع كانت متعثره او انها آكلت ميزانيتها واهملت مع الوقت..اين الافكاار الجديده..للاسف لاتوجد
المجلس البلدي يحتاااج الى مجلس لكي يووعونهم ويدلوونهم الى الطريق الصحيح
اتمنى من اعضااء المجلس البلدي..انهم يطااالبون بكورس يكون في مدينة الجبيل الصنااعيه..
ومشكوور ياآخ عبدالله مهدي الشمري على هاذا الموضوع …كنت اتمنى ان يكون ضمن اعضاء هاذا المجلس اصحااب عقول نيره مثلك..ولكن هالمجلس يفقتر هالشي