أبنائنا من يربيهم ؟!!
تعلمنا في علم الاجتماع أن مَن تقع على عاتقه تربية أبنائنا أو من يُعِدّ الأبناء لمواجهة معترك الحياة هم الأسرة أو ما يطلقون عليه البيت بالتضامن مع المدرسة والمسجد ووسائل الإعلام - وسأتناول هذه الدور بشيء مما نشاهده في واقعنا الحالي- البيت أو الأسرة وللأسف فالواقع يقول أن هذا المكان الذي يبصر الولد من خلاله ويرى المجتمع من بوابته أصبح أشبه بقسم الطواري في المستشفيات فهو على مدى اليوم جاهز للحالات المستعجله أو الحرجه فهذا يصرخ جوعان فيحضّر له طعامه وذاك ينادي متعب وسهران فيجهز له فراشه وغطائه وصغير يبكي فيغير له لباسه وكبير يتضمر فيعطى مفتاح سيارته ليخرج يلتقط أنفاسه .. وإن حدث إجتماع للعائله السعيده فهو اجتماع جسدي فقط فالأيدي ممسكه والعين شاخصه نحو هذا الجوال الذي تأنس نفوسنا له أكثر من أهلنا- أما المدرسة التي يتجه لها الابن ويقضي فيها نصف يومه ومع التضييق عليها ومحاولة حجب رسالتها وللأسف يشارك في طمس هويتها وزارة أنهكتها بقرارات لا تفعل .. ولا تقل ..أسمت نفسها بالتربية قبل التعليم والواقع يقول حشو معلوماتي ينسي آخره أوله ، وليس لديك صلاحيات في تعديل أي سلوك يطرأ على الابن فهناك ولي أمر مسؤول عنه . ويشارك الوزارة أب متقلب المزاج فإن خطر على باله زيارة للمدرسة وكان مزاجه معتدل ووجد معلم يثني على الابن اعطى كل الصلاحيات فهو لهم ابن وأنتم أدرى بمصلحته ، وإن وصلت له وشايه عن المدرسة حضر لها وصاح فيها أنتم لستم أهل للمسؤولية أنتم لا تستعبدون أولادنا وليس لكم شأن في تربيتهم وأخذ يزمجر ويصيح ويتكلم حتى ولو لم يتثبت من الموضوع.- أما ثالث دُور التنشئة فهو المسجد أو ما أُطلق عليه دور العبادة فالمساجد اليوم تفقد دورها الذي حُصر في خطبه يُثنى ويُتجه لمن يختصِرها، ويبغض ويُهجر من يطيلها. وحلقات القرآن يندر فيها أي دور في التربية لقنه الآيات فقط وليس ضروري أن يفهم هذه الآيات يكفي أن يحفظها شكلا .- أما وسائل الإعلام : فقد امسك بزمام الأمر فيها من ليس أهل لتأدية دورها العظيم فانتشر الغث وعطّل الأصل وقُرب المتردية والنطيحة وبمتابعة وموافقة أهل الخير فالسكوت علامة الرضا،هذا كله قبل الثورة التقنية التي حدثت مؤخرا وأعني بذلك وسائل التواصل الحديثة فقد جمعت كل شيء نعم جمعت ما خطر ببالنا ومالم يخطر فأصبح للولد كامل الخيارات ففطرته ورغباته تقوده إما للخير أو لغير ذلك. أصبح هذا الجوال من يربي أولادنا ، به تصل معلومه في ١٤٠ حرف قد تعجز في إيصالها سنوات وبه تدمر فكر صغير غلبت عليه شهوته وغره غفلة أهله عنه . - أخيرا. أتساءل أحين يكبر الولد ويشار له بالبنان هل لنا حق أن نقول هو ولد فلان الذي أحسن التربية أو ماشاء الله ولد فلان طلع مثل أبوه رجل .وإذا أطاع نفسه وهواه وأخطأ الطريق نقول لم يستطع عليه أهله وساقته الدنيا إلى السلوك المشين .أتساءل إذا سلك الولد طريق خاطئ أو أقترف سلوك شاذ من يعينه ويأخذ بيده للصواب ، من يدله وينصحه ويقوّم إعوجاجه أنتركه للزمن إن غيره ...- اللهم رد شبابنا إليك رد جميلا واهدهم إلى سبل الرشاد
عبدالرحمن الحميري
التعليقات 14
14 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
محمد الحميري
10/23/2013 في 10:46 م[3] رابط التعليق
سلمت يمناك موضوع مهم وطرح راقي من الاستاذ عبدالرحمن الحميري
القرني سعيد
10/23/2013 في 11:21 م[3] رابط التعليق
تكالبت الظروف على الأسر وأصبحت من الصعب أن تغرض على هؤلاء الأبناء البعد عن هذه التقنية الحديثة حتى الرقابة قلة وأصبحت في في بعض الأسر معدومة ..
الشارع لبض الأبناء هو المربي وهو المأوى فكيف له أن يخرج لنا بفكر راق وأخلاق حسنة ونافع لأهله ومجتمعه وهكذا تربيته ومكانه ..
الزمان اختلف والمصائب تزداد والمجتمع منغمس في الترف ..
دوام الحال من المحال فنسأل الله الستر والعافية. .
الشكر لك أخي عبدالرحمن على هذا المقال الرائع ولا تحرمنا من ابداعك وتميزك ..
ابوعبدالرحمن الحميري
10/23/2013 في 11:25 م[3] رابط التعليق
احسنت ياابني وشكرا لصحيفة ابعاد الخفجي والله يوفق الجميع
عبدالله الصعب
10/23/2013 في 11:39 م[3] رابط التعليق
مقال جدا رائع نفع الله بك أبا لمار
المسعودي
10/24/2013 في 1:21 ص[3] رابط التعليق
بالتوفيق بداية رائعة
نايف السيد
10/24/2013 في 2:01 ص[3] رابط التعليق
رائع ابو لمار واحسنت
مقال يختصر الواقع
غير معروف
10/24/2013 في 7:32 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع من انسان رائع
الله يوفقك ياغالي
Ebrihem
10/24/2013 في 7:35 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع من انسان رائع
الله يوفقك ياغالي/تحياتي لك
ناصر المطيري
10/24/2013 في 7:45 ص[3] رابط التعليق
رائع ما جاد به قلمك أستاذي عبدالرحمن ..
دمتَ نبراساً تحتذي به ..
ابو ميلاف
10/24/2013 في 9:43 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل .. نتمني لك التوفيق استاذ عبدالرحمن .. ولكن ارى ان مسوولية الاهتمام بالابناء اساسها المنزل لذلك يجب زرع المبادي الحسنة من الصغر وايضا عندما يكون هناك حب بين الاسرة صغيرها وكبيرها وخوف متبادل وحرص يزرعه الوالدين بين ابناءهم بدون تفرقة حينها سيكون تاثير المحيط الخارجي لهم محدود جدا … ودمتم سالمين. وشكرا للصحيفة الرائعة
علي الصمداني
10/24/2013 في 11:37 ص[3] رابط التعليق
طرح رائع وواقعي
دمت متألقا ياصديقي
محسن العيافي
10/24/2013 في 12:32 م[3] رابط التعليق
رائع أبا لمار … طوق النجاة أن تستعيد الأسرة تماسكها وحنوها على بعضهم البعض .. وتقوم المدرسة بواجبها الأخلاقي والمهني . وتعتاد المساجد من صغير وكبير
أي ضلع مهم لنجاح الآخر …. شكراً لك ياصديقي
مدة علي الثعلبي
11/13/2013 في 11:44 م[3] رابط التعليق
مقال ينثر درراً وتزهو راحته بعبق الكلام ويعالج قضايا في المجتمع يعاني منها أبنائنا . لك اجمل العبارات وأطيب التحيات .. متمنين لك التوفيق والسداد
ابو محمد
أبو رغد
11/17/2013 في 11:06 م[3] رابط التعليق
أبو لمار
أشكرك على الفكر النير والطرح الراقي .