الثروة الحقيقية للأمم هى أبناءها الذين يصنعون التاريخ والحضارة وأن تقدم الشعوب يعتمد على فئة حباها الله قدرات ومهارات فى التفكير والإبداع والابتكار ما لم يعطى لغيرها .
يجدر بنا رعايتهم والأهتمام بهم لأنهم ثروة حقيقية للمجتمعات يجب علينا استغلالها واستثمارها وتربيتها والعناية بها .
بالطبع يحتاج الموهوبين والمبتكرين الى دعم ورعاية من جميع افراد ومؤسسات الدولة لأنها تعتبر قضية وطنية يجب تتضافر الجهود للاهتمام بهذه الفئة التى تعتبر قليلة بالمجتمع التى وحسب الإحصاءات العالمية المتفق عليها يوجد حوالى 3% من أى مجتمع يمثلون الموهوبين ومن هؤلاء يبرز العلماء والمخترعون والمفكرون والأدباء الذى تعتمد عليهم المجتمعات فى البحوث العلمية والاكتشافات والاختراعات والنظريات العلمية .
لذلك ودعماً من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تم اعتماد برنامج الكشف عن الموهوبين
ورعايتهم وتم البدء بتطبيقه فى المدارس بإنشاء وحدتين وحدة اكتشاف الموهوبين والوحدة الثانية وحدة رعاية الموهوبين .
ومما لاشك فيه بأن الاهتمام بالتعليم من الضروريات الهامة لايجاد جيل من المفكرين والمبدعين ولنجعل مجتمعنا نموذجاً للمعرفة والفكر ونؤسس مفكرين وعلماء ومبدعين ولا يتأتى المجتمع المعرفي الا بالاهتمام ورعاية وتكريم هؤلاء المبدعين والموهوبين والمفكرين .
والاهتمام بالتعليم والتفكير ومناهجه ووجود برامج خاصة للطلبة والطالبات الموهوبين والمتفوقين من الأمور الهامة لتربية الأجيال وايجاد طاقة بشرية وجيل مفكر ومبدع تدرك ما حولها من تطوير وتقودها الى المزيد من التقدم .
والسؤال الى متى هذا الإهمال الذى يلاقيه المبدعون السعوديين من الجهات المعنية تشجيعا وتقديراً لهذا الإبداع بالرغم أنه يلاقي التقدير والتكريم من خارج المملكة وليس بالداخل
والأصل فى التقدير والتكريم ومنح الجوائز يفترض أن يكون من الداخل لانه يرى ويشاهد ويقرأ ويتابع ما ينتجه المبدع على أرضه وداخل وطنه .
والسؤال للجميع أن الجوائز والتقدير الخارجى تبنى موافقتها من خلال الداخل بمعنى أن التقدير الخارجى لابد أن يسبقه تقدير وتكريم من الداخل وأن الموهوب والمبدع السعودي لم ينل حقه ومكانته محلياً ومن المؤسف تجاهل هذا الدور المهم للمبدعين والموهوبين من أبناء وبنات هذا البلد وهو ما تقوم به غيرنا من المجتمعات التى لا تتجاهل تكريم وتقدير مبديعها فخراً بما قدموا فى جميع المجالات الثقافية والمهنية والعلمية والطبية والصحية .
وخاصة بما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولى العهد حفظهم الله من رعايتهم الكريمة ودعمهم المستمر للموهوبين والمبدعين السعوديين وحرصهم الدائم على أهمية تطوير الموارد البشرية وتنمية الفكر لأعداد طاقات بشرية تسهم فى دعم المملكة ومنافسة دول العالم المتقدم بشباب مؤهل تأهيلاً علمياً .
الأكاديمى والاعلامى
الدكتور فيصل العزام
[email protected]