[caption id="attachment_57977" align="aligncenter" width="141"] د. فيصل العزام[/caption]
الشباب طاقة سخرها الله سبحانه وتعالى فى أصلاح المجتمعات وعليهم أقام الله دينه وأنتشر بسواعد الشباب وكان لهم الدور العظيم فى أعلاء كلمة الله فى كل العصور منذ آدم عليه السلام وحتى يومنا هذا .
ولقد أهتم الإسلام بالشباب لأن صلاحهم من صلاح الأمة وإفسادهم هو فساد للأمة ونتذكر قول سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما قال نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمن أبتغى العزة فى غيره أذله الله .
وأن الشباب فى الإسلام هو الخير والعطاء والبناء يتميز بخصائص لا توجد فى غيره فهو يتمتع بكامل قواه ونشاطه فهو تعدى مرحلة الصعود ولم يبدأ مرحلة الانحدار .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( أغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك ) .
وعلى الشاب أن يدرك ويفهم دينه ويتمثل فى سلوكه وعمله بهذا الدين ويكون على قناعة تامة بالدين ولا يلتفت لأقول الحاقدين والمشككين وليعلم أن دينه أفضل دين وأن كل ما سواه هو باطل ( ومن يبتغى غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ) وليعلم أن أمته هى خير أمة أخرجت للناس وأن هذا الخير ثابت ما أن تمسكنا بديننا , ليعلم بأن أمتنا الإسلامية بقيت سنوات طويلة هى قائدة ورائدة لهذا العالم .
وللأسف أذا تحدثنا عن واقع الشباب اليوم واقع يدعو الى القلق والأسى فمنهم من بعد عن تعاليم ديننا الحنيف وهجروا المساجد والقرآن وأصبح لا هم له الا المتعة الرخيصة ومنهم لا هم له الا اللعب واللهو ومنهم من تجاوز هذا الحد فأصبح همه السلوك والأخلاق السيئة وأذية الناس .
ومنهم التشبه بالفاسقين والتقليد والمحاكة ومنهم من رفع صوته بالغناء بالطرقات والأماكن العامة
والتفحيط فى الشوارع العامة ومواقع تجمع الناس ومعاكسة النساء فى الأسواق وتعاطى المخدرات والمسكرات والكثير من السلوكيات الخاطئة الى نراها يومياً من بعض الشباب هداهم الله .
وهناك بعض الشباب اليوم يعيشون ظروفاً بعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا الإسلامي
مع التغيرات والغزو الفكرى وتزييف الحقائق وقلب الموازين حتى أصبحت الصورة أمام هؤلاء الشباب مشوهة فى عقولهم ويحاول الغرب طمس هويتهم تماماً وسلط على شبابنا وسائل الأعلام المدمرة التى تبث الأفكار التى تشوه الدين وتؤدى الى الانحلال الخلقي والسلوكي والفكرى .
لذا نحن أمام مشكلة حقيقية يجب الوقوف عندها وفهمها من جذورها ودراستها ووضع الخطط الإستراتيجية الواضحة للتصدي لهذه المدمرات لشبابنا ومن هذه الخطط يأتى دور الأسرة .
الأسرة تلعب دورا هام فى توجيه الأبناء وتدريبهم وتنشئتهم باعتبار الأسرة هى الحماية و الجماعة الإنسانية الاولى التى يتلقى فيها الطفل ويتفاعل معها فهى التى توجه وتدرب وتغرس فيهم القيم والأخلاق والتربية السليمة وتنمية المهارات والهوايات وعلى أساسها يتم أعداد الأجيال المستقبلية
كذلك العلاقات الأسرية القوية تسهم أسهاماً كبيرا فى إزالة الاضطرابات فى شخصية الشاب والتوتر والقلق كما أنه لا نغفل الدور الهام للمدارس والجامعات لا يقل أهمية عن دور الأسرة .
ودور وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة وطرح قضاياهم ومشاكلهم بصدق وشفافية
وضرورة تشجيع الشباب بمشاركتهم فى جميع مناحى الحياة ووضع همومهم وتطلعاتهم من أولويات خطط التنمية لأننى أعتبر الشباب ومشاكلهم وتطلعاتهم وأمالهم من القضايا المهمة
لأنهم هم جيل المستقبل وأباء المستقبل وعليهم تعتمد الدولة لتفيذ خططها وأقول للشباب
لا تحسبن المجد ثمراً أنت أكله لن تنال المجد حتى تلعق الصبرا
الأكاديمي والأعلامى
الدكتور فيصل العــزام
[email protected]