[caption id="attachment_1113" align="aligncenter" width="100"] شهد العسكر[/caption]
في كل يوم يكتشف العالم العديد من التقنيات الجديدة التي تسهم في تطويره والتي تساعد على انجاز العديد من المهام في مدة زمنية قصيرة وبجهد أقل،فمن خلال هذا المنطلق يستطيع الفرد في أي مجتمع أن يقدم العديد من الانجازات نتيجة استخدامه تلك التقنيات بالشكل الصحيح في مدة زمنية قصيرة ولكن للأسف أصبحت الكثير من تلك التقنيات وبالا على الفرد ليس لأنها تقنيات سيئة ولكن لأن من استخدمها أساء استخدامها في تحقيق الفائدة التي أعدت لها فعلى سبيل المثال تقنية البلاك بيري و الواتساب كان الهدف منها تقليص الوقت وسرعة التواصل والتقليل من استنزاف الأموال للفواتير التي تُدفع مقابل بعض الخدمات الموازية ولكن ما بالنا ونحن في كل مرة نتعامل مع تلك التقنية بشكل سيء أكثر من السابق فأصبح الهدف الذي يرجى من تلك التقنيات مطموسا بلا أثر يذكر حتى أنه تعدى ليكون سببا في قطع جسر العلاقات الاجتماعية لأن الكثير وللأسف أضاع وقته أمام تلك التقنيات وتلك البرامج دون فائدة وحتى لو أنه حضر تلك الرابطة الاجتماعية نجد أن الذهن مع تلك التقنية أما الجسد مع الحاضرين والأدهى من ذلك حين تكون الأسرة مجتمعة وهي تحت سقف واحد معتقدة أنها لا تزال محتفظة بقيم الروابط الاجتماعية وهي في الأساس بدأت تنتزعها لتقتلعها من جذورها وبعدها يبدأ التذمر والشكوى تجاه السلوكيات التي تصدر من الأبناء فأصبحت الأسرة في غالبيتها منشغلة في معظم وقتها أمام تلك التقنيات حتى أن عذرهم الوحيد أصبح هو أنه لا يوجد ما نتكلم عنه على الرغم من أنهم لو سخروا جزءا كبيرا من وقتهم مع بعضهم دون معوقات تعيق اتصالهم سوف يجدون ما يتحدثون عنه وبكل استمتاع .
في الحقيقة أصبح كل فرد من أفراد الأسرة يمتلك جهازا أو أكثر من الأجهزة الذكية والتي تخوله الغوص في بحر الشبكة العنكبوتية التي يوجد بها الغث والسمين وبعد ذلك تبدأ رحلة المتابعة الأبوية للأبناء وما يقومون به أمام تلك التقنيات لساعات طويلة والتي غالبا ما تنتهي بشكل سريع.
المتأمل لهذه السلوكيات يلاحظ تغير كبير بين الجيل السابق والحالي،ولو أننا بدأنا في رحلة بحثية عن الأسباب التي تكمن وراء شراء تلك الأجهزة للفرد الواحد وعدم الاشتراك بها بين الأسرة الواحدة لوجدنا أن من أحد الأسباب هي تحقيق الواجهة الاجتماعية أكثر من الحصول على الفائدة المرجوة من هذا الجهاز أو غيرها من التقنيات الحديثة ثم تبدأ الأسرة بلغتنا العامة(ولد فلانه مو أحسن من ولدي او ولد فلان مو أحسن من ولدي ) ثم يبدأ الأبوين بشراء الجهاز بشكل فوري حتى يقال عن طفلهم(كشخه) ثم ينسى دور المتابعة للطفل وتقييم مدى تعامله مع تلك التقنية التي تم شراءها له وكيف أنه أحسن استخدامها فانعكس هذا بشكل إيجابي أو سلبي على تحقيق كينونته الشخصية فهو امتد وللأسف لينحى منحى التقليد الأعمى أو كما يقال(مع الخيل يا شقرا)فعلى سبيل المثال بعد ظهور العديد من المحترفين في استخدام كاميرات التصوير على اختلاف أنواعها لتنمية مهاراتهم وتطوير قدراتهم ليبدأ في المقابل ظهور من لا يتقنون استخدامها بشكل هائل جدا فقط لمجرد التقليد الذي أصابهم فأصبح كالداء الذي يستشري في الأجساد كما حدث في العديد من البرامج والتقنيات السابقة والتي أصبحت لا ترى لأنهم وجدوا طريقا اخر في التقليد فما أن تنتهي هذه إلا ويبدؤون في مسايرة مجموعة أخرى،ولا ننسى كذلك أن تلك التقنيات نعمة ربانية عظيمة لابد من ان نحسن استخدامها كما يفعل الكثيرين من أجل تحقيق أهدافهم التي رسموها لأنفسهم من خلال تلك التقنيات كنشر الدين أو بناء مشاريع جديدة أو سهولة التواصل مع الاخرين أو من أجل طلب العلم عن بعد وغيرها من الفوائد ولكن الجيل الجديد أصبح في غالبه جيل منعزل بشكل شبه كلي عن الاخرين في هذا العالم الافتراضي الذي جعل من نفسه شخصا ملازما لتلك التقنيات ليلا ونهارا،في يقظته وعند نومه،تحت مخدته وبجوار سريره يتفحصها ويرد على هذا وذاك عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين اليقظة والأخرى.
شهد العسكر
التعليقات 1
1 pings
جميله
04/25/2014 في 2:42 م[3] رابط التعليق
صدقت الكتابه في كل جمله كتبتها ، أصبحنا مسبهين عند هالاجهزه وأصبحت مشاعرنا بارده تلسع من برودتها. ليس الخطأ في الأجهزة الخطأ في ثقافتنا البائسه.. سلمتي اختي الكاتبه انا من أشد متابعينك بالتوفيق