على وزن مدينة الضباب لندن التي الهمت الشعراء بما فيها من جمال وإغراء وشغفت قلوب السياح بحريتها ورقيها ، أصبح لدينا مدينة الهضاب.
ان الارتقاء بالخدمات يبدأ بالارتقاء بعقول الناس واحترامها فلا يمكن لناس بلا عقول الاستفادة من خدمات راقية ومتقدمة او تثمينها.
لكن يبدو ان المسئولين عندنا لم يدركوا هذا المنطق ولم يستوعبوه بعد ، فهم يعلمون ان المواطن اصبح من التعليم والثقافة بمكان بحيث ينافسهم بل و يتفوق عليهم في التخطيط وادارة الأزمات واتخاذ القرارات الصائبة ، الا انهم مع ذلك ما زالوا يتعاملون معه على أساس أنه ذلك المواطن البسيط الساذج الذي يمكن اقناعه بسهولة بأي شيء فهو أصلا لا يفهم شيء او هكذا يرونه.
بصراحة نحن كمواطنين لم يعد يقنعنا ما يقدم من خدمات الا بشيء واحد فقط وهو أننا آخر اهتمامات من قدموا تلك الخدمات ، والكلام هنا موجه لكل المسئولين دون استثناء ، فكل شيء يتم بعشوائية ودون دراسة وبتصرف فردي و دون متابعة ولا تكتشف عيوب اي مشروع الا بعد تطبيقه على الواقع .
لو أردت أن اضرب أمثلة لاحتجت للكثير من الورق والأقلام الملونة لذكر ذلك ، لكن بالعودة الى عنوان المقال في عقولنا مطبات ، أصبحت المطبات الصناعية التي كثر انتشارها هي الوسيلة التي يرى المسئولون انها الوحيدة لردع الناس فزرعوها في كل مكان بحيث أصبح لكل مواطن مطب خاص به و تفننوا في اشكالها فمنها المنبطح والقائم كالجدار ومنها ما هو على شكل هضبة وكأنهم بذلك يحافظون على الممتلكات الحكومية لا على سلامة المواطن ، فالحصان يحتاج رسن والجمل يحتاج قيد والحمار يحتاج ركاس والمواطن يحتاج مطب صناعي ، هذه مقارنة قد تبدو عادلة في نظر المسئولين.
نحن لم نشاهد هذه المطبات في البلدان المتطورة كأمريكا وأوروبا ولا حتى في الدول الفقيرة كثيفة السكان كالهند و مصر، و قد يكون السبب انها غير موجودة في الدول الفقيرة هو الزحام وكثافة السكان ، لكن ما للذي جعلها غير موجودة في الدول المتقدمة ، السبب انهم اهتموا بعقل المواطن ونشروا ثقافة الحضارة من ادب واحترام لحرية الآخرين وتربيته على ذلك منذ الصغر، بينما انصب اهتمامنا على كيف نقيده.
على ذكر هذه المطبات ، هناك هضبتين على طريق الاسكان وانت قادم من سوق الذهب احذروا الارتطام بهما فقد ارتطمت بهما وانكسر عندي كارتير سيارتي واسعفني الحظ بأنه قابل للتلحيم.
تمنيت ان يكون المسئول عندنا مسئولا فعلا ذات ضمير حي يحس بآلامنا وآهاتنا ويسعى لما فيه راحتنا وسعادتنا ويقوم بعمله بكل صدق وامانة جاعلا الله نصب عينيه ، لكن يبدوان المطبات ليست على الأرض بل هي في عقولنا حيث يصعب ازالتها.
فارس بلا جواد
التعليقات 10
10 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابو سعود
06/16/2014 في 11:53 م[3] رابط التعليق
تقول ارتطمت بها ونكسر عندي الكارتير سيارتي
احمد ربك ان مانكسر عندك شي بجسمك
عمر بن عمار
06/17/2014 في 12:13 ص[3] رابط التعليق
عندما تكون هناك اراده. من اعلي سلطه لتطوير منطقه معينه وجعلها تنافس المدن المتطوره فان هذا سيتحق لا لشي الا ان هناك اهتمام فقط
الجبيل الصناعيه مثال
سابك مثال
الاستثمار الحقيقي هو الرقي بالمواطن وتعديل المفاهيم القديمه
وبناء الانسان الحقيقي لانه هو الثروه المتبقيه التي لاتنضب ولا نحتاج للمعدات المتطوره لاستخراجها من باطن الارض
خالد
06/17/2014 في 2:53 ص[3] رابط التعليق
موضوعك جميل جدا .. فعلا نحن مطبات .. بل جبناء قبلنا بها نحن اهالي الخفجي كالمطيه .. نسيتوا شارع 18 بالشماليه..كان اسطوره الشماليه بالمطبات والان اصبح اسطوره شللات نياقرا بسب الفساد الاداري بالبلديه يتبعها فساد المجلس البلدي
ابو نواف
06/17/2014 في 5:16 ص[3] رابط التعليق
كلامك أحلى من العسل وصح لسانك وسلم بنانك ياابو طلال بارك الله فيك وحفظك من كل مكروه
خفجاويه
06/17/2014 في 6:20 م[3] رابط التعليق
اعجبني التشبيه المطبات فعلاً في عقولنا وكعادتك تتحفنا في مواضيعك الهادفه
فلنتنيو
06/19/2014 في 12:11 ص[3] رابط التعليق
في عقولنا مطبات……. واكبراحلامنا مطار وقطارات
وجه الحقيقة
06/19/2014 في 10:04 م[3] رابط التعليق
حقيقة غايبه عنهم ليتهم يدركونها
صقر بني شيبان
06/20/2014 في 6:06 م[3] رابط التعليق
اخي العزيز ابو طلال لقد اصبت عين الحقيقه الى متى سيبقى الوضع على ماهو عليه
مشعل مليح الشمري
06/21/2014 في 11:43 م[3] رابط التعليق
تصحيح : هي ممرات مشاة مساكين بعد أنْ حاصرتهم الشبوك..!!
قلتُ وقال غيري: أنَّ عباد الرحمن الذي يمشون على الأرض هوناً هم قلة أو قد ذهبُوا..!!
فما أقلقك من مطبات نتيجة لما قلته آنفاً.. قولك:(في عقولنا مطبات)تعميم لا ينبغي عنونته بهذا النمط..!!
فارس بلا جواد
06/24/2014 في 8:37 ص[3] رابط التعليق
شكرا لمروركم الكريم و ردودكم العطرة.