[caption id="attachment_887" align="aligncenter" width="121"] الشيخ عطالله العتيبي[/caption]
تستقبل الأمة الإسلامية بعد أيام قليلة ضيفاً كريماً فكيف يكون الاستقبال له بحيث يليق بمكانه ومنزلته التي انزلها الله جل وعلا حيث أنه الركن الثالث من أركان الإسلام ومبانيه العظام فهنيئاً لمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً ولأجل أن نتعرض فيه لنفحات المولى سبحانه وتعالى ورحمته فهو سبحانه أرحم الراحمين قال صلى الله عليه وسلم (( افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمه الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم )) رواه الطباني وحسنه الألباني .
نستقبل رمضان بعدة أمور :
1- الدعاء ببلوغه فالدعاء هو العبادة قال صلى الله عليه وسلم (( الدعاء هو العبادة ) رواه الأربعة وصححه الترمذي والألباني .
ولذا كان السلف الصالح يسألون الله جل وعلا بلوغ رمضان ثم يدعون فيه بالنشاط ثم يسألون الله القبول ومن دعاء بعض السلف الصالح (( اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلا )) .
2- أذا هل هلال رمضان المبارك فيدعوا المؤمن بالدعاء النبوي الكريم فقد روى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا راى الهلال يقول (( اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله )) رواه أحمد وحسنه الألباني .
فبلوغه نعمه لمن صامه إيماناً بفرضيته واحتساباً للأجر والثواب عند الله وخير الناس من طال عمره وحسن عمله تذكر من كان معك في رمضان الماضي وقدر الله عليه الوفاه ممن هو في سنك وعمرك فتدعوا له بالرحمة وتعتبر بحاله وتشكر الله أن مد بعمرك حتى بلغك رمضان لتزداد فيه من العمل الصالح
كم كنت تعرف ممن صام في سلف
من بين أهل وإخوان وجيران
افناهم الموت وإستبقاك بعدهم حيا
فما أقرب القاصي من الدان
اللهم ارحم موتانا وموت المسلمين وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه يا ارحم الراحمين .
3- الشكر والفرح والابتهاج ببلوغه قال الله تعالى (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )) 85 سورة يونس .
4- العزيمه الصادقة على اغتنامه بالعمل الصالح والصدق في ذلك قال الله تعالى (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )) 119 سورة التوبة .
5- التفقه في أحكامه والتأدب بإدابه قال صلى الله عليه وسلم (( من يرد لله به خير يفقهه في الدين )) رواه البخاري عن معاويه بن أبي سفيان رضي الله عنه .
6- التوبه النصوح من جميع الذنوب قال الله تعالى (( يا أيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً ... الآية 8 )) سورة التحريم .
وقال صلى الله عليه وسلم (( والله اني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مره )) رواه البخاري .
بداية بإداء الصلوات جمعة وجماعة والاستمرار على ذلك حتى الممات والإزدياد بالنوافل ومنها صلاة التراويح وكذلك أداء الحقوق التي يجب عليك تجاه الناس والإحسان في العمل الوظيفي وعدم مقابلت الناس بالعبوس بحجة الصيام فالصيام طريق إلى تهذيب الأخلاق والإحسان إلى الأهل والناس قدر الاستطاعة .
7- المشاركة في إدخال السرور في قلوب الناس لاسيما المشاركة في إفطار الصائمين وهناك المخيمات الإفطارية المنتشرة في المحافظة وفي مقدمتها اللوائح التي تشير إلى أرقام الحساب للتبرعات وهي تحت إشراف مكتب الجاليات بالمحافظة ولا يخفى الأجر والثواب لمن شارك في تفطير الصائمين فكيف أذا أضيف معه الدعوة إلى الله والتعليم كما هو الحال في هذا المخيمات جزى الله القائمين عليها خيراً وتقبل سعيهم قال صلى الله عليه وسلم (( من فطر صائماً كان له مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئا)) رواه أحمد وصححه الألباني .
ولا بأس أن يشارك غير المسلمين من العمالة في تناول الأفطار مع المسلمين من باب الدعوة إلى الله وتحبيب الإسلام إليهم ومشاهدة المسلمين في تعاونهم وتكاتفهم فلربما كان ذلك سبب في إسلامهم وهدايتهم .
محبكم في الله
عطالله بن عبدالله بن عطالله
التعليقات 3
3 pings
عاشق مدير النادي
06/26/2014 في 4:45 م[3] رابط التعليق
الله يجزاك خير ياشيخنا الغالي
د/ مشعل بن مليح الشمري
06/26/2014 في 6:04 م[3] رابط التعليق
فضيلة الشيخ عليك من الله التحيةُ والسلامُ ،فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ثم أمّا بعد:
فليس من المنطقي أَنْ تنتشرَ اللوحات الإعلانية وأقول الربحية التسويقية البحتة التي لا تراعي الذوق العام ولا لهذا الشهر الذي أنزل فيه القرآن..وكأنه(أكلٌ وشربٌ واتصال وما إلى ذلك) وكفى..!! وإنّك لا ترى ملامح شهر رمضان في بلد هكذا إلا بدعاية ساذجة يمجها الذوقُ العام .. إلا اللهم لافتات إفطار صائم التي أشرت إليها بوركت..
فهل نستقبل هذا الضيف الكريم بهذا الخور الإعلامي؟!! انظر إلى دعاية هذا المنتج على سبيل المثال لا الحصر:(vimto)وقد امتلأت بها الشوارع وكأننا في مجاعة، نعم هي مجاعة فكر وهوس مادي صِرْفٌ.. وإني لأسألُ أين وسائل الإعلام بشتى أنواعه من الجانب الروحي الذي فُطِرَ خلق الله عليه في رمضان، وغيره من الأشهر؟! عجبي لا ينقضي..! على سبيل المثال لينظر كلّ واحدٍ منكم إلى سيل الدعاية والإعلان؛ لأنها أكثر ما ترونها في الطرقات ذهاباً وإيّاباً ،يقول المروج لبضاعته(حلاوة ردّة الحبايب..(vimto) للقاء حلاوته)،قرأتها(رِدَّة)بكسر الرّاء ولستُ مخطئاً ؛لأنها غير مشكولة..! لا أقول رِدّة عن الإسلام أبداً ولا أجرؤ على ذلك،لكنّه رِدّةٌ عن النهر المتدفق الآتي عبر آلاف السنين من تراثنا العربيّ والإسلاميّ وما يحمله بين طياته إلى إسعاد البشرية والبعد عن المدنس(أو الكماليات) والتمسك بالمقدس..الوسيلة الإعلامية تعطيك تصوراً عن رقي القوم أو تدهورهم إلى مكان سحيق..!!
ذات مرة كنتُ مسافراً فقابلتني لوحة في مدخل بلد عربيّ وتحديداً الأردن تحملُ بيْتاً للمتنبي:
عَلَى قَدْرِ أَهْلِ العَزْمِ تَأْتيِ العَزَائِمُ … وَتَأْتي عَلَى قَدْرِ الكِرَامِ المكَارِمُ
فَفَرِحتُ بهذا المسلك ،وحدثتني نفسي أنْ أصور هذا المنظر الذي نادراً ما أراه، وأعطاني تصوراً أنَّ هؤلاء لديهم ولدينا أيضاً تراثٌ هم سعُوا إلى إبرازه،وأقولُ لماذا لا يحصل دمجٌ بين الربحية للإعلان والجانب الأخلاقي الروحي؛ فنكونوا كمن اصطاد عصفورين بحجر .. أخيراً منبركم (الجمعة)يا فضيلة الشيخ مهمُّ ، وهو وسيلة إعلامية تفعلُ وتؤثّر ما لا يفعله كثير من وسائل الإعلام .. ليتك تُسلط الضوء على مثل هذه المسألة،والدّال على الخير كفاعله ومنكم نتعلّمُ .. ونسأله أنْ يُبلغنا رمضان والأمّة الإسلاميّة على أحسن حال .. لكم منِّي أجزل الشكر وأعذبه .
ابو عبدالله
06/29/2014 في 10:43 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير ووفقكم الله لهذا الشهر الكريم