[caption id="attachment_2429" align="aligncenter" width="100"] فهد الهديب[/caption]
الديك من الطيور الجميله التي عايشت الأنسان منذ زمن بعيد وقد ضربت به أمثال وحيكت حوله القصص وهو طير جميل وصوته جميل يعطي المتلقي نوع من الأريحيه في أعماق النفس البشريه ويذكرنا بأوقات الصلاه لأنه غالباً يطلق صوته الشجي في وقت الصلاه ونسمعه ينادي أيضاً بصلاة التهجد في منتصف الليل .وأنا حقيقةً احب الديك وأرتاح لشكله وحركاته البهلوانيه في حضور عشيقته والتي تعبر عن كبرياء وأعتزاز بالنفس وثقه مناسبه
من القصص التي قرأنا وسمعنا بها وتقترن بهذا الطير قصة رجل أصابه ما أصابه حتى أخذ به الحزن والألم أن يسمعون عويله في منتصف ليل الشتاء وأصبح يناجي الأدياك عندما تصيح "وصاح الديك" صياح الديك يذكرنا بقصه غراميه مأساويه فضيعه بتسلسل أحداثها ونهايتها وبطلها ما يُكنى "ديك الجن" وقد سجلت قصته وأذاعته إحدى الإذاعات في دول مجلس التعاون الخليجي مسلسلاً جاوز الخمسة عشر حلقه منذ زمن وكنت من المستمعين المتابعين لهذا المسلسل الإذاعي وكان وقت إذاعته بعد منتصف الليل من ليالي الشتاء بنهاية الأسبوع والمسلسل يحكي قصة الشاعر المتيّم بمحبوبته وزوجته "ورد" التي أحبها وتزوجها - هو عبد السلام بن رغبان والذي كُني بديك الجن لكثرة تنقله في بساتين الشام وهو من مواليد حمص في الشام عام ١٦١ هجري وقد قتل محبوبته وزوجته "ورد" بسيفه وقتل معها صديق عمره "بكر" بطريقه بشعه ومختصر قصة الجريمه أن ديك الجن له إبن عم أسمه أبي الطيّب (وليس أسم على مسمى ) بل متسلط ومعتوه وفاسق وكان يحاول على الإيقاع بزوجة إبن عمه ديك الجن في غيابه لينال من شرفها والتي كانت عفيفه شريفه جميله جمال طاغي وكانت تصده وتنهره وتهدده بإخبار زوجها إذا لم يكف عنها ، وفي يوم كان ديك الجن في رحلة قنص خارج حمص وقيل أنه كان يطلب المال لشدة فقره وكثرة ديونه - وعندما شعر إبن عم ديك الجن وهو أبي الطيب بعودته من رحلته أسرع وأخبر زوجته أن زوجها ديك الجن قد أصابه مصاب وتوفى وقد حزنت زوجته حزناً شديداً لحبها له وفي نفس الوقت ذهب أبي الطيب إلى صديق ديك الجن "بكر" وأخبره أن صديقه قد توفى ويجب عليه الذهاب لزوجة صديقه ومواساتها وتخفيف الحزن والألم عنها لأنها محتاجه لمن يواسيها في هذا الوقت العصيب بهذا الوقت أقبل ديك الجن مدجج بالسلاح وأستقبله إبن عمه أبي الطيّب وأخبره أن صديقه "بكر" عند زوجته ويتردد عليها في غيابه وهو الآن عندها يمارسان لعبة الغرام ، فذهب ديك الجن غاضباً إلى بيته ووجد صديقه عند زوجته يتكلم معها فأقدم عليه وقتله وقطّعه وأجهز على زوجته وقطّع جسديهما قطعاً قطع
وحزن حزناً شديداً على زوجته وصديقه بعد أن ذهب الغضب وتذكّر زوجته وأيامها الحلوه معه وتذكّر وأسترجع الذكريات والأيام مع صديقه ، كان يسهر الليل ويبكي بكاء يسمعه من كان حوله وعندما عرف أخيراً بالقصه الحقيقيه
إزداد ألماً وحزناً وكان يسمع صوته وعويله من حوله يناجي صياح الديك ومرض مرض الموت
ومن ثم مات كمداً وحسره سنة ٢٣٥ هجريه
من قصائده :
لا وحُبِّيكَ ما مَللتُ سَقَاماً
لَكَ فيهِ مِنْ مُقْلَتَيْكَ نَصيبُ
كلُّ شَيءٍ وإِنْ أَضَرَّ بجِسمي
لَكَ فيهِ الرِّضَى إليَّ حَبيبُ
وقال :
سَقَى الغَيْثُ أَرْضاً ضُمِّنَتْكَ وساحَةً
لِقَبْرِكَ فيهِ الغَيْثُ واللّيْثُ والبَدْرُ
وما هي أَهْلٌ إِذْ أَصَابَتْكَ بالبِلَى
لسُقْيا ولكنْ مَنْ حَوَى ذلكَ القَبْرُ
وقال :
نَهْنَهَتِ الخَمسونَ مِنْ شِدَّتي
وضَيّقَتْ خَطْوِيَ بعدَ اتِّساعْ
وأتْحَفَتْني خَوَراً ظَاهِراً
وكُنْتُ قبلَ الشّيْبِ عَيْنَ الشُّجاعْ
تَعْتَرِفُ النّفْسُ ببعضِ القوى
فَأُمْسِكُ النّفْسَ ببعضِ الخِداعْ
أَنْسَاني الدَّهْرُ ولَمْ يَنْسَني
والمَوت قَدْ يُودي بِمَنْ في الرَّضَاعْ
وقال:
أَقْصَيْتُموني من بَعْدِ فرقتِكُمْ
فخَبِّروني: علامَ إقْصائي
عَذبني الله بالصدودِ ولا
فرَّجَ عني همومَ بلوائي
إنْ كنتُ أحببتُ حبكم أحداً
أَوْ كان ذاكَ الكلامُ من رائي
فلا تصدُّوا فليس ذا حسناً
أَنْ تُشمتوا بالصُّدودِ أَعْدائي
فهد بن حثلين الهديب
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
نايف الحربي
07/03/2014 في 1:43 م[3] رابط التعليق
قصة تستحق التمعن في معانيها بتحري الصدق من الاخبار
جزاك الله خير يا بو مشاري
وتقبل الله طاعتك
بو عواد الشمري - ٨
07/04/2014 في 1:10 ص[3] رابط التعليق
قصه جميله
تذكرت قول الله
( سورة الحجرات)
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾
طلال الحدب
07/06/2014 في 12:00 م[3] رابط التعليق
الفتنه أشد من القتل
وعواقبها وخيمه
اللهم أكفنا شر الفتن والغضب .
دبوس
07/14/2014 في 3:17 ص[3] رابط التعليق
مات الديك يافهد من قلت الماء فكيف البشر الذين ساكنين الاحياء