ببالغ الحزن و الأسى تلقينا نبأ وفاة خادم الحرمين المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، وكان خبرا تهتز منه المشاعر وترتجف له القلوب و تتلعثم الشفاه بالكلمات عاجزة عن التعبير عما تحتويه الصدور من الالم والأسى ، فقد كان ملكا للقلوب قبل ان يكون ملكا للوطن وكان أبا للجميع غمرنا بحبه قولا وعملا فلم يدخر جهدا بل تفانا جل جهده لخدمة الوطن والمواطن ، فجزاه الله عنا خير الجزاء وجعله في الفردوس الأعلى.
واذا كان لنا من عزاء في فقد ملك عزيز على قلوبنا ، فإن تولي أخيه سلمان بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم في البلاد ، لمما يخفف علينا مصابنا ويبث فينا روح الأمل والأمان ، فهو خير خلف لخير سلف ، نبايعه ملكا ونجدد ولائنا لهذه الأسرة الكريمة المنحدرة من شجرة كريمة ، ونسأل الله لهم التوفيق وأن يسدد على طريق الخير خطاهم وأن يجعلهم سندا للإسلام وشوكة في عين أعدائه.
وبهذه المناسبة المؤلمة والحدث الجلل أرفع خالص التعازي لسيدي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود و ولي عهده الأمين مقرن بن عبد العزيز آل سعود والى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الكريم.
ونقول لمن يلعب على وتر أمل الخلاف بين افراد الأسرة ومحاولة اثارة الفتن وشق عصا المسلمين ، يا من عقدتم الآمال وراهنتم على فك اللحمة الوطنية بين المواطن وحكومته عودوا الى جحوركم ايها الفئران ، فقد خاب ظنكم وسيخيب في كل وقت وزمان بإذن الله فالأمر أكبر من مما تخططون له واصعب من ان تخترقوه بأفكاركم الهدامة المبيتة لتدمير هذا المجتمع المتلاحم ، فقد انتقل الحكم بكل سلاسة وبايع الناس بكل اريحية وحب.
لقد غاب عنكم اننا حاكما ومحكوما  نتكون من نسيج واحد يصعب الدخول بين خيوطة دون ان تلتف حول أعناقكم لأنها وان كانت خيوطا تعتقدون بسهولة قطعها الا انها أكثر تعقيدا مما تعتقدون ، فهي مع بعظها تصنع حبلا يلتف حول اعناقكم ليكون مصيركم الشنق.
هؤلاء هم حكامنا يفاجئونكم دائما بأنهم عكس ما تحاولون اقناعنا به مع علمنا بذلك وعدم اقتناعنا بما تقولون ، وها هو المواطن يفاجئكم بحبه اللامتناهي لولاة أمره ، لقد تجلى ذلك واضحا في الحب المتبادل بين الحاكم والمحكوم  فقد بادر المواطنون الى المبايعة دون تردد في لحمة ستبقى عصية على الحاقدين والطامعين فعليكم ان تحاولوا في مكان آخر فلا مكان لكم بيننا ايها الفئران.

                                                                       فارس بلا جواد